كيف قام ( لازيو) بطبخ مؤامرة مميتة . واجه الزوجان لازيو وسوزي كرونبرج ظروفا عصبية في نهاية الحرب العالمية الأولى وذلك في الحانة التي كان يملكانها في إحدى المدن الهنغارية الصغيرة . لقد حاول الزوجان تأمين استمرارية عمل الحانة خلال الحرب العالمية الأولى ولذلك فقد صرفا كل مدخراتهما ولم يبق لديهما ما يكفي حتى لشراء الطعام
لم تكن هذه هي المأساة الوحيدة في حياتهما فققد هربت ابنتهما الوحيدة إلى بوادبست عاصمة هنغاريا وأصبحت عاهرة في شوارعها أما ابنهما الأكبر نيكولاس فقد هرب من المنزل بعد أن جلده والده عندما كان في عمر التاسعة وذلك لأنه قد رسب في المدرسة ، وأما الأبنان الآخران فقد ماتا أثناء الحرب . تعود العجوزان أن يجلسا ليلة يتحدثان عن السنين القادمة الموحشة والتي لا أمل لهما فيها ، وتوصل الأثنان أخيرا إلى حل مشترك وهو القتل في سبيل العيش
وقام الأثنان وبعناية فائقة بالتحضير للقتل فقام لازيو بحفر خندق طويل بعمق مترين في الغابات القريبة من المنزل وملأه بالجير الكلسي وذلك حتى يجيب على أسئلة الفضوليين بأنه ينوي بناء منزل جديد أما عن سوزي فقد اشترت كيسا مملوءا بمادة بلورات الستركينين السامة وقالت للبائع إنهما ينويان استعمال هذا السم لقتل الذئاب
مرت الأيام ولفظ عشرة أشخاص أنفاسهم الأخيرة قتلا بطريقة السم في تلك الحانة بين عامي 1919 و 1922 . وغالبا كانت كل الحالات متشابهة إذا كان المسافر يحصل على عشاء ونبيذ جيدين متبوعين بخمر معتقة طيبة المذاق ممزوجة بالستركينين السام وتوخى الإثنان الحذر من جراء تزايد الثروة ولم يبق سوى مكان واحد لضحية جديدة تمتلىء الحفرة بعدها ويغلقها الإثنان إلى الأبد
في صبيحة الرابع عشر من شهر آب جاء إليهما رجل سمين ولطيف في منتصف الثلاثينات من عمره ومعه حقيبة ملابس ثقيلة إلى درجة توحي للناظر بأنها ملأى بالنقود الذهبية . كان هذا الشخص قد عمل بائعا جوالا لسنين عديدة . والآن بدأ ينشد الاستقرار بالبحث عن أرض أو مكان ليستثمر فيه أمواله
أصر الزائر في الليلة الأولى على أن الزوجين يجب أن يشاركاه الطعام في تلك الليلة كضيفين وأن يتبسطا معه وينادياه باسمه المجرد ( لاكي) دون أستاذ أو سيد
استمرت هذه الوليم لمدة ساعتين وتحدث الضيف كثيرا عن نفسه وعن ترحاله حتى أن الزوجين ترددا في قتله لشدة ظرفه وتبسطه معهما ولكن كان الأكر كأن يجب أن يتم وأحضرت سوزي أخيرا الخمر المسموم
ومات الضيف السمين حال احتسائه الخمر
وإذ تورمت شفتاه وتحشرج صوته وتشنج فمه
قام الزوجان بعد ذلك بالبحث في حقيبته . وكانت ظنونهما في محلها إذ كانت هناك ثروة من القطع الذهبية وبمتابعة التفتيش بين الأغراض وأثناء رفع الملابس رفع لازيو بيده المرتجفة شيئا أرعبه إذ كان صورة لهما
أدرك الإثنان عندها أنهما قتلا أبنهما الوحيد الغائب الذي طالما انتظرا عودته ، وتركا الذهب وهرعا إلى الطعام حيث كان نيكولاس مرميا على الطاولة وهناك شهقا بالبكاء وكتبا إعترافا وجلسا بجوار جثة الابن
بعد ثلاثة أيام وجد القرويون آل غرونبرغ مسمومين بالستركينين
ماذا حدث بعد ذلك خلال السنين التالية . لم يجرؤ إلا البعض على دخول المنزل ومن داخله من أجل شرائه وجرب البقاء فيه لليلة أو أكثر كان يهرب من منظر ثلاثة عشر شبحا ملتفين حول المنضدة وكل منهم قد تشنجت شفتاه من سم الستركينين
وجاءت الحرب العالمية الثانية ومرت الأيام ولم يجرؤ أحد على قضاء ليلة أو بضع ساعات في المنزل أو قربه ثم جاء يوم الثالث والعشرون من أيلول سنة 1980 عندما شبت النيران فيه فجأة وتحولت الحانة إلى رماد ولم يسأل أحد عن الفاعل ، فقد تخلصت بلدة تيزاكورت الهنغارية أخيرا من منزل الرعب ..
غير متصل
