صوره نادرة لشاعر محمد بن قاسم الفيحاني السبيعي
عيسى الشيخ حسن :
في الأمسية الحاشدة التي خصصت لتكريم الشاعر القطري الكبير الراحل محمدبن قاسم بن عبدالوهاب الفيحاني، قدم للأمسية المذيع عبدالعزيز محمد حيث رحب بالحضور في يوم تكريم الحب والوفاء، لشاعر تتقطر كلماته إحساسا لا يفوقه إحساس، الذي كان أحد أبرز شعراء قطر والخليج العربي، لما في شعره من صور رائعة، ودفقات حارة، تنم عن حكاية حب، وعاطفة صادقة، صارت مضرب الأمثال.
الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث يوسف محمد درويش تحدث عن أن تكريم الشاعر الكبير يأتي في إطار تكريم المبدعين القطريين وأشاد بجهود الباحثين.
وقال: لم تغفل الدولة المبدعين من الأحياء، فخصصت جائزة الدولة التشجيعية، ثم التقديرية سيعلن عنها لاحقا، نحاول أن نعبر في المجلس الوطني عن محبة وتقدير الوطن لأبنائه، ودعا إلى إطلاق أسماء المبدعين على الشوارع.
د. محمد عبدالرحيم كافود رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ألقى كلمة رحب فيها بالحضورحيث تكريم الراحل الفيحاني ضمن مهرجان الدوحة الثقافي الرائع بكل أطيافه وألوانه وقال: «حين نبني القصور فيجب ألا ننسى أولئك الذين نحتوا الصخور»، كما هو المبدع الراحل، الرواد أعطوا بما سمحت لهم ظروفهم وبيئتهم ومنهم شاعرنا الفيحاني، وفي دراسة سابقة أشرت إلى ما يتمتع به شاعرنا من موهبة «وقلت إنه جنت عليه بيئته»، من حيث محدوديتها، حيث أثرت على موهبته نحو فضاء أرحب.
فالموهبة والعبقرية تحتاج الى عوامل ظهورها وانتشارها، ثم تحدث عن خصائص شعر الراحل، حيث يبرز الشاعر المطبوع صادق العاطفة، والانفعال، وقرأ بعض الأبيات للراحل من الشعر النبطي.
وتوقف عندها، حيث يعيدنا إلى قصائد الشعر العربي القديم الدار عند الفيحاني ناطقة غير ساكنة، غير بعيد عن طلاليات الجاهلين، وشعراء الرومانتيكية العربية مثل «إبراهيم ناجي» حيث عاشا نفس الزمن، فهو شاعر الطبع والسليقة، «فعلينا في هذا الوقت ان نراجع تلك الفترة خصوصا ونحن نعيش هذا المهرجان، ودعا الى الاستفادة من هذا المهرجان لتطوير مواهب الناشئين والاحتكاك بالمبدعين القادمين من الخارج»، مؤكداً سياسة سمو الأمير نحو تطوير البلاد.
ثم قرأ الإعلامي عبدالعزيز محمد قصيدة للشاعر الفيحاني هي «شبعنا من عناهم» منها:
شبعنا من عناهم وارتوينا
وعند ارسوم منزلهم بكينا
وعقب فراقهم شلنا وحنا
وحنينا وثم انا عوينا
وساعينا وساقمنا وحنت
لنا حتى المنازل والعنينا
ولا تنسون ما قاله محمد
أمانتكم لها يا حاملينا
وكل شروطكم نقدم عليها
قدمنا بالذي ضنوا علينا
أرى راعي الهوى ماسار يلعى
ولو تحت الثرى يلعى أنينا
وبتنا من عظيم الذنب تبنا
لوجهك يا غفور التائبينا
برب البيت والكعبة وزمزم
لرب العرش ورافع طور سينا
ثم قدم رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث الدرع التذكاري لشقيق الشاعر والكتابين اللذين كتبا عنه وهما «محمد عبدالوهاب الفيحاني» لعلي عبدالله الفياض، وعلي شبيب المناعي، والثاني: «الشعر الشعبي والاتصال الإنساني في الخليج.. محمد الفيحاني نموذجا».
ثم جاء الدور لكلمة أهل الشاعر الراحل ألقاها محمد بن فهد الفيحاني، معبراً عن امتنانه وامتنان اسرته رافعا شكره لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد على الاهتمام الكبير بإحياء التراث القطري، مما كان له أبرز الأثر في النهضة بالإبداع.
ومن جانبه أشار السيد أحمد السليطي إلى أن الصورة المقدمة للشاعر هي صورة تقريبية وليست صورته الحقيقية حيث توفى الراحل عام 1939، ثم شكر الحضور على متابعتهم هذه الندوة.
شهادات وانطباعات عن الفيحاني
< المخرج المسرحي عبدالرحمن المناعي :
«نحن تربينا على شعر الفيحاني، وتمثلنا حياته التي مثلت حالة الحب العذري المليئة بالإخلاص والوفاء والحرمان، لم ينل حظه من الشهرة مع أنه يستحقها».
< الشاعر علي ميرزا محمود:
«محمد بن عبدالوهاب الفيحاني شاعر، رضعت الشعر من ثنايا كلماته التي كانت تعبر عن حس شاعري مرهف، وهو شاعر كانت روحه ومطامحه تفوق ما كان بين يديه من إمكانات، ولقد تعلمت من هذا الشاعر ما هو الحس الشعري الحقيقي في بناء القصيدة، هو الشاعر الذي مزج الحضارة بالبداوة، والبداوة بالحضارة، وطوع الشعر النبطي في صوره الشعبية الحضارية.. مثل هذا الشاعر لابد أن يحيا في قلوب الناس».
< الكاتب خليل الفزيع:
«الفيحاني من شعرائنا الشعبيين الأكثر شهرة في الجزيرة العربية، والاحتفال به نوع من الوفاء الذي يستحقه هذا الشاعر، الذي أثر على الأجيال التالية لجيله، وإن كان بعض الشعراء قد تجاوزوا عصورهم فإن الفيحاني واحد من هؤلاء الشعراء دون منازع، وقد أحسن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث صنعا في هذه الاحتفالية الرائعة، التي أتاحت للكثير معرفة جوانب مجهولة لدى الكثير من حياة الشاعر الفيحاني وشعره، هذا التكريم أيضا وضع حدا لمحاولات نشر طبعات تجارية من ديوانه، طبعات لا ترقى إلى مستوى شعره، نشكر المجلس الوطني على هذه الطبعة الفاخرة لديوان الشاعر».
< الناقد والكاتب المسرحي حسن حسين:
«تتلألأ في سماء الشعر كلمات الشاعر الراحل محمد بن قاسم الفيحاني، فتثير النفوس شوقا الى لقياه، لما تحمل هذه الكلمات من معان تثري الأدب القطري خاصة، والعربي عامة، هذا هو الإنسان القطري بكل ما يملكه من صدق في الإبداع وتصوير الحقائق النفسية لذلك الماضي الجميل، من خلال رحلة بين أطلاله وصوره، ومما أثلج صدورنا هذا العام هو تكريم الشاعر الراحل، الذي هو تكريم لنا جميعاً».
< الشاعرة حصة العوضي:
«محمد الفيحاني.. سنوات طويلة من الذكريات، تبدأ منذ الطفولة، وذلك الديوان البرتقالي اللون، الذي ينام فوق الرف الوحيد لغرفة أبي، مع عدد آخر من الكتب التراثية ودواوين الشعر الشعبي القديمة، كان ذلك الديوان رفيق إجازتي الصيفية، خاصة حينما عوقبت وحرمت من قراءة كتب الكبار.. والروايات الرومانسية، لم أجد سوى اللجوء إلى ذلك الرف الوحيد لأستنجد به، ولتبدأ معي رحلتي مع الشعر الشعبي، الذي سحبني معه بعيداً في عالم رومانسي حالم، مع المقطوعات الجميلة، والأشعار المغناة التي كانت تتردد عبر محطات الإذاعة المحلية والمحطات الأخرى».
< الكاتب الصحفي إبراهيم المطوع:
«تعتبر تجربة الشاعر القطري الراحل الفيحاني تجربة رائدة في الشعر في دولة قطر، فهو قد تناول معظم الأغراض الشعرية، رغم أن الكثير لا يعرفه، ولا يعرف سوى أنه شاعر مختص بغرض الغزل»، من خلال قصيدته التي تحولت إلى أغنية «شبعنا من عناهم وارتوينا».
أما اللفتة الجميلة التي أتصور أنها ستعرِّف بهذا الشاعر الكبير، وبتجربته الشعرية، فهو من خلال هذا التكريم الذي نشهده اليوم، والذي يقيمه المجلس الوطني، والذي سيحفظ للشاعر مكانته التي يستحقها من خلال نشر أعماله الشعرية القديمة «ديوان الفيحاني الصادر عن دار الكتب القطرية، وكتاب من الشعر القطري الذي ضم شعراء آخرين معه».
عائلة الفيحاني تشيد بتكريم المجلس الوطني
أعرب محمد بن فهد الفيحاني ابن شقيق الشاعر الراحل الفيحاني عن اعتزازه وافتخاره للمجلس الوطني للثقافة والفنون في مهرجان الدوحة الثقافي الرابع لإحياء ذكرى وتكريم شاعر من شعراء قطر المميزين وهو الشاعر محمد بن جاسم بن عبدالوهاب الفيحاني.
وأضاف ان هذه البادرة تدل على اهتمام وتقدير الدولة لهذه الرموز التي أعطت وتميزت في تاريخ قطر، وأشار إلى أن عائلة الفيحاني تشيد بهذا الموقف وترفع آيات الشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى على احتضان مثل هذه المناسبات في هذا البلد العزيز لاهتمامه بإحياء تراثنا القديم.
بورتريه الفيحاني مستوحى من صورة قديمة
أكد الفنان إسماعيل عزام الذي قام برسم صورة البورتريه للشاعر الراحل الفيحاني أنه قد رسم هذه الصورة التقريبية اعتمادا على صورة قديمة قام بتطوير صورته وهو صغير مع زملائه من الطلاب، كما رسم ملابسه من خلال الملابس التي كان يرتديها والده، وأشار إلى أنه قرأ شعره قبل تصميم لصورة حتى يستوحى سماته الدقيقة من خلال كلماته.
ويضيف الفنان إسماعيل عزام قائلاً: طلبت كذلك صور بعض الأقارب ممن يشبهون الشاعر أو صور أشخاص قريبين منه في الشكل، وأجريت دراسة تشريحية على هذه الصور وحددت القاسم المشترك أو الملامح المشتركة بين كل الصور واستطعت أن أصل إلى صورة تقريبية هي تلك التي شاهدها الجمهور في القاعة.
وعن الملامح الشخصية التي لا تتغير مع مر السنين قال عزام: نلاحظ كثيراً من الناس يشاهدون طفلاً صغيراً فيعرفون من أول نظرة أنه ابن فلان أو من عائلة فلان ذلك لأن هناك سمات مشتركة بين الصغر والكبر.. من هذه السمات أو الملامح شكل الجمجمة.. فشكل الجمجمة ثابت في الشخص صغيراً أو كبيراً، كذلك المسافات بين العينين، وحجم العين صغيراً أو كبيراً، وسواء كانت عيون غائرة أو عيون جاحظة.. كذلك شكل الأنف هذه كلها ثابتة لا تتغير إلا بعمليات التجميل.. وتلك هي الملامح التي اعتمدت عليها وعملت لها أكثر من اسكتش واستطعت أن أحدد الأمور التي تحتاج إلى حذف أو توضيح، وبعد ذلك رسمت البورتريه وعرضته على لجنة تكريم الشاعر برئاسة أحمد السليطي مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث فوافقوا على الصورة.
ويقول الفنان إسماعيل عزام إن المؤلفين أحضروا إلىّ كذلك بعض الأوصاف مكتوبة في ورق ممن شاهدوا الفيحاني وعاصروه، هذه الأوصاف كانت تتعلق ببنية الجسم وشكل العينين والحمد لله الصورة كانت قريبة من شكل الشاعر نوعاً ما، لا أستطيع أن أقول إنها صورته 100% ولكن قريبة منه، هكذا قال الذين عاصروا الشاعر وشاهدوا الصورة معلقة في حفل التكريم بقاعة المها في فندق شيراتون الدوحة.
ويضيف الفنان العراقي إسماعيل عزام قائلاً إن شقيق الفيحاني الذي كان حاضراً حفل التكريم كانت فيه ملامح من صورة شقيقه وهذا يعني أنني استطعت أن أصل إلى بعض الملامح الحقيقية في وجه الشاعر الراحل والحمد لله هناك أناس كثيرون أثنوا على العمل.
وعن الوقت الذي استغرقته الصورة وهو يرسمها قال عزام إن معظم الوقت قد استغرق في التحضير لكن رسم الصورة لم يستغرق وقتاً طويلاً.
وعن الفرق بين الصورة التي رسمها للشاعر الفيحاني وتلك الصورة التي رسمها الفنان جاسم زيني قال إن الفنان القطري جاسم زيني اعتمد على الخيال أكثر من اعتماده على شكل محسوس أو أكثر من اعتماده على رؤية مادية لأقاربه أو لصورة الشاعر وهو صغير أما أنا فقد اعتمدت على صورة الشاعر وهو صغير وعلى صور بعض أقاربه الكبار في السن، وقد رسمت الصورة في أول الأمر ثم الغيت الرسم ورسمتها من جديد، وكنت في كل مرة أوضح وأبرز بعض الملامح أو أخفف من بعض الملامح حسب ما يرى البعض ممن عاصروا الشاعر الفيحاني. حول اللبس الذي كان واضحاً في الصورة قال الفنان إسماعيل عزام: عندما رسمت صورة تقريبية للشاعر اعتمد على الوجه فقط بل وضعت في الاعتبار كذلك الزي أو اللبس الذي كان معروفاً في عصره فالبشت الذي ظهر في الصورة هو الذي كان أكثر شيوعاً في زمن الشاعر.
وسألنا الفنان إسماعيل عزام عما إذا كانت له تجارب سابقة مماثلة قال لقد سبق أن رسمت الكثير من البورتريهات لشخصيات لم أرها من قبل سواء في العراق أو خارج العراق، حيث كان يأتي إلىّ أناس يطلبون أن أرسم بورتريهات لآبائهم أو أجدادهم، ولم يكن معهم صور لهم، فكانوا يصفون لي أوصافهم وبدوري أقوم بالرسم من خلال ما أسمع منهم وعندما أعرض عليهم الصور يثنون عليها ويؤكدون أنها قريبة الشبه جداً بأصحابها، وأعتقد أنني رسمت صورة للفيحاني قريبة الشبه منه جداً.
ويضيف لقد قرأت الكثير عن الفيحاني من خلال ما قدمه لي المؤلفان علي الفياض وعلي شبيب المناعي لأن القراءة تكون لديّ انطباعاً عن شكل الشاعر والحمد لله أستطيع أن أقول لقد قدمت بورتريها مميزاً نال رضا لجنة التكريم.
المصدر الصحف القطرية.....منها صحيفة الشرق القطرية
http://www.al-sharq.com
غير متصل
حفل تكريم شاعر من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء
والله ونعم يالفياحين والالف نعموالله يعطيك العافيه يولدهم وسلمنا علي اهلك 
