Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 308 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 286 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 561 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 338 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 886 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 967 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1166 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1323 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1298 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 21 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 16 ))

عبد الكريم اليازجي وقصتي معه

لم يزل ذلك الإنسان المجهول كباقي البشر ، يروح ويغدو في علم الله ، لا يعرفه إلا من هو حوله من أهله وأصحابه وخاصته ، ولا يفهمه إلا من هم على شاكلته ومن يقومون بمخالطته ، حتى طالعتنا وسائل الإعلام بشتى أنواعها بصورة ذلك الرجل المليء ، الكث اللحية ، يبدو على وجهه أثر التشنج والشدة والغضب متجهماً كأنه يرمي إلى أمر ماء عبرت عنه ملامحه مستقبلاً . .

إنه مطلوب لدى السلطات السعودية حيث أنه يشكل خطراً على أمن البلاد ، وعلى كل من يعرفه أن يدلي بمعلوماته لدى أقرب جهة أمنية أو على الأرقام التي على الشاشة ، نعم هكذا تقلبت صورته عبر التلفاز والصحف والإعلانات التي انتشرت في كل جدار وعلى كل عامود كي تخبر عن أن هناك من يريد زعزعة الأمن والاستقرار ، وقد يكون الهدف قريب منك وفجأة وعلى غير ميعاد يأتي صوت انفجار كي يودي بحياتك أو بحيات حبيب أو صديق أو قريب لك أو من حولك ، وكل هذا لماذا ولأي شيء وما الدافع هذا ما لم نستسيغ فهمه على ألسنتهم ولكنه واضح جلي على لسان الشارع الكريم الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من أمور الدين إلا أوضحها لنا ....


نعم إنه المطلوب : عبدالكريم اليازجي ، شاب جاوز الثلاثين سنة من عمره ، تخرج من الكفاءة ولم يكمل بعدها دراسته ، فليس لديه سوى شهادة المرحلة المتوسطة فقط ، شخص ليس بطالب علم أبداً ، ولم يعرف له أي مشايخ طلب العلم على أيديهم ، بل كان شيخه الحماس الغير متزن وواعظه العاطفة التي ليست في محلها ، يغلب عليه كثرة الغضب وكثرة الكلام والشدة في المعاملة والتعصب للرأي والتشدد في الدين نسأل الله أن يغفر له وأن يتجاوز عنه فقد أفضى إلى ما قدم وأمره إلى الله إن شاء رحمه وإن شاء عذبه ونسأل الله السلامة ...

عمل في الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك والتي يشرف عليها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بنفسه ، وهذه الهيئة حائزة على جائزة الملك فيصل للأعمال الإنسانية .... ...

عمل في البوسنة والهرسك قرابة الثلاث إلى أربع سنوات في مكاتب الهيئة هناك ، ومن ثم انتهى عمله هناك بعد تقليص دور المكتب لانتهاء أكثر أعماله بعد أن انتهت مأساة البوسنة والهرسك ولم يتبقى من الأعمال ما يستحمل وجود فريق عمل كبير ، فأبقوا على بعض الموظفين وسرحوا البعض الآخر وكان ممن سرحوا هو عبدالكريم اليازجي ...

رجع إلى المملكة العربية السعودية ، وجلس فترة دون عمل ومن ثم عمل بعدها في مؤسسة الحرمين الخيرية بالرياض ، وبعد فترة من عمله تم ترشيحه منذ أعوام من قبل المؤسسة نفسها كي يمثلها في العمل ضمن اتحاد المؤسسات الخيرية في الشيشان تحت شعار اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان ومقرها الرياض والتي يشرف عليها معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس الهلال الأحمر السعودي، وكانت روسيا في تلك الأيام متشددة من دخول هذه اللجنة السعودية إلى أراضيها للعمل فيها لغوث اللاجئين الشيشان لكون العرب قد اشتهر عنهم دعم القضية الشيشانية وتسلل المقاتلين منهم إلى أراضي الشيشان ...

ولكن استطاعة اللجنة الدخول بعد زيارة وفد سعودي خاص ضم بعض المسؤولين في الدولة وبعض أرباب العمل الإنساني السعودي وتم طمأنت الجهات الروسية في موسكو ذات الاختصاص ، أن عمل هذه اللجنة سيكون إغاثياً بحتاً دون التطرق للدعوة أو نشر أي مفاهيم معادية أو التدخل في شؤون البلاد ، وتم فعلاً بعدها الاتفاق بين هذه اللجنة ووزارة الطوارئ الروسية بحضور ممثلين من البلدين والسفير السعودي بموسكو حسن عبدالولي وممثلين من وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الطوارئ الروسية ، وعقدت اتفاقية رسمية في هذا الجانب لمدة ثلاث سنوات متتالية ، على أن يكون عمل هذه اللجنة إغاثي فقط وبالتعاون مع الحكومة الروسية وأن لا يتعدى العمل منطقة تواجد اللاجئين الشيشان في جمهورية أنقوشيا المجاورة للشيشان ...

عبدالكريم اليازجي كان ضمن الفريق المكون من هذه اللجنة التي شكلت من عدة جمعيات خيرية اجتمعت تحت شعار واحد ، فكل جمعية رشحت شخص واحد حيث لم تسمح وزارة العدل الروسية لهذه اللجنة إلا بخمس فيز عمل فقط للسعوديين ، وكان عبدالكريم اليازجي واحداً من هؤلاء الخمسة ورشح من قبل مؤسسة الحرمين الخيرية بالرياض ...

شد عبدالكريم اليازجي الرحال إلى روسيا مع فريق العمل كأمين مستودعات أقيمت في جمهورية أنقوشيا والذي يدعم اللاجئ الشيشاني في هذه الجمهورية والتي يقطنها أكثر من ثمانين ألف لاجئ ...

كان الخلاف منذ البداية على أشده بين عبدالكريم اليازجي وبين أعضاء الفريق بأكمله منذ أن دخلوا المطار فقد أبى إلا أن يلفت الأنظار بلحيته الكثة وبنطاله القصير ولباسه المشبوه الأفغاني في دولة تتتبع المقاتلين وتطارد المتسللين والمشبوهين ، وحذره الإخوان الذين معه من مطار الرياض أنه قد يسبب المتاعب للفريق وللعمل بأكمله من جراء شكله الملفت ، فالرحلة إلى روسيا وليست إلى بلد آخر متساهل ، فرفض كعادته فهو لا يؤمن إلا برأيه غفر الله له ، وطلب منه فريق العمل المرافق معه أن يخفف من لحيته حيث كانت كثيفة وملفتة ، وذلك بفتوى من العلماء لدفع الضرر عن هذا العمل السامي النبيل لغوث الإخوة في الشيشان والذي توفر ترخيصه بعد عناء وجهاد مع الجهات الرسمية ، ولكن للأسف عبدالكريم رفض ذلك ، والمعروف أن الروس إذا أبصروا الملتحي نكلوا به حتى يتأكدون أنه ليس بمطلوب أو مشبوه فكيف به وهو عربي أيضاً ، لا شك أن الشبهة أكبر ...

وصل الجميع إلى مطار موسكو وحصل لهم بعض المضايقات في المطار من جراء منظر وأسلوب الأخ عبدالكريم وشكله الملفت وكان البعض يناديه في المطار بـ ( خطاب ) المجاهد العربي في الشيشان رحمه الله ، عندها غضب عليه جميع فريق العمل وهو غير آبه بهم وبما جرى من تأخير وتنكيل سببه لهم بعد عناء سفر وكانت هذه البداية في العاصمة فكيف بمناطق العمل التي هي معلنة أرض حرب ومناطق قتال كأنغوشيا وأوسيتيا ؟؟؟

المهم بعد راحة لعدة أيام في موسكو توجه فريق العمل إلى جمهورية أنغوشيا المجاورة للشيشان وعبدالكريم معهم ووصل الجميع إلى هناك ، وما زال الأخ عبدالكريم يخالف توجيهات فريق العمل والمسؤول عليه ، فقد بدأ يثير بلبلة ويلفت النظر حتى قال لي البعض أن الناس ينادون عليه حتى في الأسواق بـ ( خطاب ) وبالطبع مسكوا في مطار ستسيتا بجمهورية أنقوشيا وتم التحقق من الهويات في مكتب الأمن ومكثوا طويلاً حتى سمح لهم بالمغادرة ..

كان عبدالكريم كثير الحركة والذهاب والإياب دون علم فريق العمل ، ويفعل أموراً ليست من اختصاصه قد تسيء إلى سمعة العمل وتهدد بقائه كالاجتماع ببعض الشباب المخالفين لأهل الدين في الجمهورية من المفتيات والمشيخة الإسلامية والتي تعد سلطة ثانية في الجمهورية وهم حساسون من قضية الوهابية التي أبصروها في عبدالكريم كما يقولون ...وأن فعاله غريبة وطريقته في الإنكار سيئة لا تنم عن شخص متعلم فاهم لوضع الناس في هذه البلاد ...

بالطبع المخابرات الروسية لم يقر لها قرار منذ دخول عبدالكريم أراضيها خاصة وأنه يمثل مؤسسة عليها شبه كثيرة في كون أنها أدخلت الملايين من الدولارات للمجاهدين الشيشان وهي مؤسسة الحرمين الخيرية التي منع عقيل العقيل في وقتها من منحه تأشيرة دخول إلى الأراضي الروسية ، والتي استشهد فيها مدير مكتبها في بنغلاديش وكوسوفا الشيخ صالح الدهيشي والذي أدار مكتب مؤسسة الحرمين في بنغلاديش وكوسوفا أكثر من ثلاث سنوات متتالية ...

بالطبع كان فريق العمل متضجراً من أفعال عبدالكريم حيث اجتهاداته الفردية وأعماله التي هي خارج طور روح عمل الفريق الواحد ...

وفجأة وعلى غير ميعاد وبعد قرابة شهران ونصف ، كان عبدالكريم وفريق العمل في فندق مدينة انغوشيا حيث سكنهم ، لأن الفنادق آمنة حيث عليها حراسات ويسكنها أغلب العاملين في المنظمات الغربية والذين كانوا كثيراً ما يلفت نظرهم شكل عبدالكريم وربما خافوا منه ورفعت فيه التقارير بطلب إبعاده ...

يتبع القصة (( 17 ))


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 22 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 17 ))

ولكن للأسف لم يكن عبدالكريم سيبعد لوحده لو حصل أمر لا تحمد عقباه لأنه شخص يمثل الجميع فهو جزء من مجموعة قد يحكم عليها بتصرف فرد ...

أقول وفجأة إذ برجال الشرطة المسلحين والملثمين ( مكافحة الارهاب ) وبعض رجال الاستخبارات يحيطون بسكن الفريق في الفندق ويطالبونهم بالخروج من الفندق على الفور والرحيل من أرض أنغوشيا حالاً والسبب أنهم يمثلون خطراً على أمن روسيا ، وقد تم إخراج الجميع من الفندق تحت وطأت السلاح والتهديد إلى أن وصلوا المطار مباشرة ، وفي المطار سحبت الفيز الخاصة بهم ومن ثم تم إبدالها بفيز لمدة سبعة أيام كي يغادرون الأراضي الروسية وإلا سيتعرضون للعقوبة القانونية ، ولم يكن في الطائرة مقاعد كافية فقد وضع اثنان من فريق العمل في مؤخرة الطائرة وهما واقفان طوال الرحلة التي تستغرق ساعتان ونصف ..

ومن مطار أنقوشيا إلى موسكو حيث استقبلهم رجال الأمن في السفارة السعودية ومن ثم إلى السفارة السعودية التي طالبت الفريق بمغادرة الأراضي الروسية على الفور بأمر من وزارة الخارجية ووزارة العدل الروسية لكونهم يهددون الأمن الروسي ، وحيث سحب ترخيص العمل من هذه اللجنة وألغي قرار السماح لها بالعمل تماماً ، ومن ثم بالطبع أنهيت إجراءات سفر الفريق من أجل عودتهم إلى السعودية على أقرب طائرة ... وفعلاً عاد الجميع ...

المهم أنه بعد خمسة أشهر من الطرد ، استطاعة المملكة العربية السعودية وإيماناً منها بدعم إخواننا في الشيشان ، استطاعة الترتيب من جديد للعمل في روسيا باسم منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي لعودة فريق العمل إلى روسيا ومن ثم إلى أنغوشيا ، لمواصلة العمل تحت مظلة دولية رسمية لها نفوذها وبعيدة عن الشبهة ، وكان الجواب من وزارة العدل الروسية أن أتى بالموافقة شريطة تقديم تقرير متكامل شهرياً عن عمل الفريق والتفاصيل عن فريق العمل وتنقلاته بالإضافة إلى تقديم تقرير مالي دقيق عن مصروفات الأعمال الإنسانية مثبتة بأوراق رسمية وعقود حقيقية ...

بالطبع بعد طرد الفريق في المرة الأولى ، أصر الجميع على عدم عودة عبدالكريم معهم إصراراً كاملاً ، وأكدوا أنه كان سبباً فاعلاً إن لم يكن رئيساً في هذا الطرد لكثرة تجاوزاته ومخالفاته لتوجيهات رئيس الفريق ولكثرة اجتهاداته الغير مبررة و الغير مسؤولة ، عندها أصدر رئيس اللجنة حينها قراراً بأن عبدالكريم لا يذهب ويتم استبداله بشخص آخر بعد الاعتذار منه وصرف جميع مستحقاته المالية وعودته للمؤسسة التي أوفدته ومنحه شهادة خبرة بالمدة التي قضاها ...

وذهب الفريق إلى روسيا من جديد على أن يلحق بهم هذا الشخص البديل عن عبدالكريم عند اختياره ، سمع عبدالكريم بخبر إعفائه وغضب عبدالكريم غضباً شديداً وذهب يشكك في أمانة فريق العمل ومصداقيته وأن ما قاموا به مؤامرة لعزله وعزل مؤسسة الحرمين عن العمل هناك وكأنه صمام الأمان وأمين السر، فلم يسمع أي أحد له واعتبروا تصرفه دليل على عدم تفهمه للأمور وأن ما قيل عنه فعلاً هو صحيح ...

صادف أن كان هذا الشخص الآخر المرشح كبديل عن عبدالكريم صديق عزيز عليّ من خارج منطقة الرياض ، واتصل بي وقال أنه تم اختياره للعمل في أنغوشيا بدل شخص أسمه عبدالكريم اليازجي ، قلت نعم عرفته ، أسأل الله لك التوفيق وأنا في انتظارك، وقال أنه قادم للرياض لاستكمال إجراءات سفره ، وكنت أعلم عن كل ما يجري ولكني أكتمه لقربي من مسؤول هذه اللجنة باستمرار...

اتصل علي صاحبي فجأة وقال أنه في شقق المنزل بشارع الضباب وقال تعال لي أريدك تأتيني ، قلت حسناً آتيك بعد صلاة العشاء إن شاء الله وكان الوقت حينها عصراً ...

المهم أنه بعد صلاة المغرب اتصل بي صديق عزيز علي أسمه أبو دجانة الطائفي وقال لي يا فلان ، قلت نعم قال سآتي لزيارتك قلت على الرحب والسعة متى ؟ قال بعد صلاة العشاء ، قلت مرحباً بك ولكن بعد صلاة العشاء عندي موعد مع فلان صاحبنا وكان يعرفه وقلت أنه سيذهب إلى روسيا بدل عبدالكريم اليازجي وموعدي معه بعد صلاة العشاء ، قال حسناً إذاً نلتقي عنده فأنا أيضاً أريد السلام عليه ، قلت إذا موعدنا هناك وأعطيته العنوان ، وكان أبو دجانة الطائفي أيضاً صديقاً لعبد الكريم اليازجي ويعرفه جيداً ..

بعد صلاة العشاء كانت المفاجئة يوم أن وصلت لصاحبي وجلست عنده قرابة العشر دقائق في الشقة إذا أبو دجانة يتصل بي جوال ويقول نحن في الأسفل أنتم في أي شقة ، فلما سمعت نحن؟ قلت معك أحد قال نعم معي ( عبدالكريم اليازجي ) قلت في نفسي سامحك الله ما هذه الورطة ، تفضلا نحن في شقة رقم كذا في الدور كذا ..

طرق الباب وفتحت وإذا بي أبصره معه عبدالكريم اليازجي ، وقد بدا على عبدالكريم شيء من الغضب لم أفهمه ، فقلت لأبي دجانة خير إن شاء الله ، قال خير إن شاء الله ، هذا أخونا عبدالكريم كان في روسيا يعمل هناك وأتى ينصح الأخ صاحبنا قبل السفر ويوجهه كي لا يغدرون به كما غدر به ... ؟؟؟ تبسمت والتزمت الصمت ..., جلسنا قليلاً ...

وبدأ عبدالكريم اليازجي يتكلم بحرارة ويتهم فريق العمل بأنهم يلعبون بأموال المسلمين ومن ثم يتهم البعض بأنه مباحث ، وذاك بأنه استخبارات ، وبدأ يلعن ويشتم فلان وعلان ، وانتبه لهم لا تعطيهم كلاماً أو يجرجرونك في حديث ، ولا يهمونك ولا تطيعهم ، وبدأ يفصل فيهم واحداً تلو الآخر ، وأنا أغمز لصديقي من خلفه أن لا تتكلم واصمت واستمع فقط ، وكان صاحبي يقول إن شاء الله نعم الله يعين ووو ..

انتهى المجلس الذي طال الحديث فيه مع عبدالكريم عن نظرته للعمل هناك وكيفية التعامل مع فريق العمل ووو ...

ثم انصرفا من الشقة ، فقلت لصاحبي كل شيء سمعته من أذنك اليمنى أخرجه من الشمال ، وما قاله عبدالكريم اعتبره الخطأ الذي أدى به إلى الاستغناء عنه ، وهي ردة فعل واضحة على طرده من فريق العمل ، وهو غاضب وأتى يصب غضبه وينفس عما في داخله فاحذر أن تحذو حذوه ...

حذرت صاحبي وهو حكيم أيضاً أن يسلك درب الجماعة ويسمع ويطيع لإخوانه فيد الله مع الجماعة ...

بعد مضي سنة ونصف من هذا اللقاء الذي اختفى بعده عبدالكريم اليازجي لم أبصره أنا وصاحبي إلا على شاشات التلفزة وهو يعلن أسمه وصورته أنه مطلوب أمنياً ، يقول صاحبي في اتصال هاتفي معي وكان هناك في روسيا عند وقوع الخبر ، يا فلان الحمد لله الذي لم أسمع كلامه ، ومن ثم بعد فترة أتى خبر تفجير نفسه في حادثة مجمعات الرياض نسأل الله السلامة والعافية وكانت في الحقيقة حياة مليئة بالشغب والمشاكسات ...

من هذه القصة لي معه ومع من حوله يتبين لكم جلياً من هو عبدالكريم اليازجي وسلوكه الذي أدى به إلى هذا الفكر وهذا التصرف الشنيع الذي لا يقبله عقل ولا تقره شريعة ولا يقدم عليه فاهم متفقه في الدين ...

وفقكم الله وشكراً لإصغائكم واعتذر على الإطالة ... خوروشيه ...

وللحديث بقية ,,,,

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 23 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 18 ))

حول قضية من يشك فيه أنه رجل مباحث في أفغانستان أو له صلة بجهاز أمني ....

لا شك في أن أفغانستان كانت محل ريبة وخوف لدى البعض ممن يخشى الملاحقة والتصنت عليه ، وخاصة إذا كان ينتمي إلى تيار ماء ذو خطط مستقبلية تفكر في مشروع قتل أو تدمير أو قضاء على أحد ما في دولهم ، وأن الأمر ليس إلا مجرد وقت يصلون فيه إلى هدفهم ..

فرجال المباحث والاستخبارات ومن يسمونهم العرب في أفغانستان جواسيس وأعين تتبعهم بغية النيل منهم ، لا شك أنهم يشكلون هاجساً كبيراً لدى المتدربين في المعسكرات أو المقاتلين في الجبهات على الأقل في الخطوط الخلفية ...

وما أكثر من شككوا فيه من الشباب بمجرد شبهة فنال ما نال من تهم فاسدة وظلم له بمجرد أنه يبدي وجهة نظر شرعية من أمر ما في الجهاد أو في طرق التدريب أو حتى في نهج بعض القادة عقائدياً وعملياً ...

نعم من كان يناقشهم بالحجة والدليل وربما يفحمهم بقال الله ورسوله ، لا ريب أنهم يقابلون هذا الإفحام بسلاح الضعفاء من الصراخ والحماسة وإدخال صور العاطفة من قتل وتشريد لضعاف المسلمين وأن ما يحدث يجب أن لا يسكت عنه ، وخاصة من يناقشهم على فرضية الجهاد بين كونه فرض عين أو فرض كفاية والذي يقتنع كثير ممن يأتي للإعداد فقط أنه فرض كفاية لا عين ومن ثم يعود إلى وطنه ، ولا ريب أن فتاوى أهل الإسلام تقضي بفرضية الكفاية حينها للقتال بالنفس وفرضية العين بالدعم بالمال في أفغانستان ، وهذا ما أفتى به ابن باز وابن عثيمين وجمع كبير من العلماء مما سبب تحامل الكثيرين من غير أهل الخليج على ابن باز رحمه الله بالذات ولا تستغرب حين أقول لك أنني سمعت بنفسي من يجرم العلامة ابن باز ويتهمه في دينه ومصداقيته وللأسف وقد كتب في علمائنا الكثير فقد كفرهم البعض في مؤلفاته ...

ومن ثم من أصر على حججه بالدليل القاطع والبرهان فهو يتهم أنه من المثبطين عن الجهاد في سبيل الله الخائفين من مواجهة العدو جبناً وخوراً ، وهو في نظرهم من الذين يدعون إلى القعود عن الجهاد في سبيل الله ولم يجب داعي النفير ، فيتهم بأنه أتى لزرع الفتنة بين المجاهدين وشق الصف وتفريق الجماعة وللأسف الشديد ..

وتارة أخرى يتهم إما بأنه مباحث أو استخبارات أو من المنافقين المدسوسين من قبل سلطة أي دولة أو مجند من جهة دينية ضد فكر الجهاد أو معينة تتعاون مع سلطان دولة أو نظام معارضة أو دولة غربية عدوة للإسلام كما يظنون ..

وللأسف الشديد كثيراً ما تثار الشكوك حول هذه الأمور في المعسكرات والجبهات ويتهم فيها من رفض الدخول في دائرة القتال وأبقى على الإعداد في سبيل الله فقط ، أو أراد الرباط دون دخول الجبهات أو اكتفى بالحراسة في الخطوط الخلفية ، أي يكتفي بالبقاء في الصفوف الأخيرة دون الصفوف الأمامية للقتال ، هؤلاء يشك في أمرهم وقد يبعدون ويتهمونه إلا إذا كان معروفاً ومشتهراً ومزكى من جهة ما أو من أحد المشايخ والعلماء الذين يثقون فيهم من مشاهير الشباب وكم من أناس عانوا من هذه الاتهامات بطلاناً وزوراً .

وأمثال هؤلاء يؤذون إيذاء شديد قد يصل إلى الضرب ومصادرة أمتعته ،، أما أن يصل الحال به إلى درجة تصفية أمثال هؤلاء ، فلا أبداً ، إلا إذا ثبت أنه مباحث أو استخبارات فهم يستحلون دمه بحجة فتوى تجيز قتل المتجسس كما يقولن ، خاصة إذا علمت أنه كان في المعسكرات من ينتشر فيها من أهل التكفير والهجرة من المغاربة والمصريين والجزائريين وغيرهم ، فقد يصل به الحال إلى القتل وإذا لم يكن فإلى الإيذاء جسدياً وإلى درجة كبيرة
...
وأشهر تأويلاتهم في جواز قتله أنهم يعتبرونه منافقاً يحل قتله لأنه عميل للأعداء ، ولكن أي أعداء ؟ هذا مالا يعلمه أحد ؟؟ ولم يثبت إلا بشك جعلوه يقيناً وكأنه شك في الطهارة ...

تماماً كما الصورة التي نراها الآن في أفغانستان مع حركة طالبان التي تشرع في قتل كل أفغاني تسميه عميل لحكومة كرزاي وإن كان يسعى لكسب مال يسد به جوعته وجوع أبنائه دون أن يلطخ يديه بدم أي أحد ، عامل كحارس بناية أو شرطي مرور أو عامل في منظمة إنسانية أو ممن أجبرتهم الظروف المعيشية على الرضوخ للواقع وكفى بالجوع كافراً قال فيه علي رضي الله عنه لو كان الفقر رجلاً لقتلته ؟؟؟ إنه الجوع وهل يحرم عمل المسلم عند من يحكم بكفره ما دام محافظاً على دينه وكرامته ؟؟؟ كي يستحلون دمه وقتله ؟؟

ومن ثبت أنه مندس كما يسمونه أو مباحث أو استخبارات من دول الخليج على الأقل في ظنهم وما أكثر من اتهموا وهم براء ، فليس أقل من تسفيره بعد تهديده أو إيذائه فعلاً كي يضطر للعودة بأسرع وقت ممكن ، وشخصياً أعرف شخصاً يكنى بأبي عبدالله النجدي من الرياض اتهم أنه مباحث وهو يبلغ من العمر حينها قرابة ( 40 ) سنة .. تم اتهامه وطرده من المعسكر الذي كان فيه ومن ثم غادر على الفور إلى المملكة وكنت قد تعرفت عليه في باكستان أثناء سفره وهو يكاد ينهار مما ووصف به ، وبعد أن التقيته في الرياض كان أول لقاء لي معه صباحاً حيث اتصلت عليه وقال لي أن آتيه في شركة ما كان يعمل فيها ففعلت ؟؟؟

وليس من عجب (( فقد يقام بتصفية البعض على أيدي مجهول خيانة منهم فهذا أمر وارد من قبل جماعة التكفير هناك فلا تستغرب بسماع أن فلان قتل في طريق أو في مكان ما وانتهت القضية بأنه شهيد ولا يعلم من قتله ؟؟))

يتبع ( 19 )

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 24 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 19 ))

وحول سؤال هام هل كل من ذهب إلى أفغانستان كان يريد الجهاد ؟؟ أو الإعداد

بالطبع الجواب لا ؟؟ فقد رأيت الكثير من الشباب وخاصة ممن كانوا في سن الشباب من المراهقة في تلك الفترة ، قد ذهبوا لكثرة ما سمعوه عن الشباب الذاهب إلى هناك والعائد من تلك الأرض الغائبة الحاضرة التي صورها لنا علماؤنا بأنها أرض الخلافة القادمة ، نعم ذهبوا لكثرة ما سمعوه وأبصروه من مكانة لهؤلاء الشباب إذا عادوا من هناك في قلوب من حولهم بأنهم الأشاوس الأبطال الذين خاضوا غمار المعارك وسطروا الأساطير بجلدهم وصبرهم وجأشهم وتضحياتهم ...

نعم ذهبوا وهم يبصرون من عاد يلبس اللبس الأفغاني والقبعة الأفغانية في الرحلات وفي الطلعات وحتى في أوقات ممارسة الرياضة في المراكز الصيفية والمخيمات المدرسية والجامعية ، بل وصل الحال أن نبصرهم يلبسون السديرية العسكرية على الملابس السعودية حتى بدت تلك الصور تفتح شهية الكثيرين من الشباب للذهاب ...

وحقيقة الأمر أن الكثيرين ممن ذهبوا ربما ذهب إما لهروب من واقعه لفشله في الحياة الدراسية التي بدت تسبب هاجساً له وملل كبير ، أو لبقائه فترة طويلة دون عمل ولا شاغل يشغله ، أو فعلاً قد ضحى بدراسته ووظيفته ولكن ما أسرع أن عاد بعدما فوجئ بأن ما سمعه وأبصره ليس الذي أمل أن يراه ، وأن من رأى فعلاً ليس كمن سمع ...وهذه حقيقة مؤلمة يجب أن نعترف بها رغم كونها قاسية ..

نعم لا تستغرب يوم أن تجد البعض قد وجد نفسه أمام واقع أليم وهو أنه ضحى بوظيفته أو دراسته أو أسرته أوبره بوالديه أو حتى مجتمعه ، وترك أشياء جميلة وواعدة في بلده من أجل لا شيء يذكر ( كمن يقول هذا الزحام لا شيء ) ..
فتجد البعض ممن صدموا بحقيقة كانت غائبة ، قد جلس في بيت الأنصار فترة طويلة في باكستان حتى أتاه الأمر أن لا يطيل البقاء أكثر من ذلك ، ومن ثم خرج يتنقل من مدينة لمدينة ومن سوق لسوق ومن مطعم لآخر وكأنه سائح أتى للنزهة ولكن يا لها من نزهة كالحة السواد يوم أن استغل فيها أموا المسلمين ...

والبعض وللأسف تجده يذهب لمعسكرات تدريب هي بمثابة مراكز للتسلية حيث لا قوانين صارمة تديرها ولا مدربين أشداء فيها ، ولا نظام يذكر على المتدرب وما أكثر من يهوون هذه المعسكرات والتي وللأسف خان القائمين عليها الأمانة ، أمانة تدريب هؤلاء وإعدادهم وتربيتهم التربية السليمة الحقة بحجة أنهم يكتفون ببعض الإعداد على بعض الأسلحة التي تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ..

فهؤلاء يذهبون إلى هذه المعسكرات المتراخية حتى تنقضي مدة يكتفي بها البعض أن يقال عنه أنه شجاع ذو بأس وأنه ذلك الجهبذ الذي خاض غمار الجهاد واغبرت قدماه في سبيل الله ، ومنهم من قد أخذ معه ما أحذ من بعض الصور مع تلك الدبابة أو المدرعة أو السلاح في مراكز التدريب كي يبدو للبعض ذلك الفارس الذي خاض غمار المعركة الشرسة وكي يثبت للناس إذا رجع أنه فعلاً كذلك ، وما هو إلا قابع في معسكرات تدريب هي أشبه بالمدارس الأهلية التي لا رقابة عليها ... والكثيرون ممن ذهبوا هذه المعسكرات يرفضون دخول الجبهات بحجة أنهم أتوا للإعداد فقط وما صدقوا ، وما هم إلا أصلاً لم يعدون العدة الحقيقية للقتال التي تمكنهم من خوض التجربة بثقة كاملة ...

يعودون هؤلاء إلى البلاد وكأنهم أولئك الذين فعلوا ما عجز الكثيرون عن فعله ويكون لهم الموقع الكبير بين محبيهم من الأهل والأصدقاء ، فيبصرهم من حولهم من الشباب فيتحمسون للذهاب بحثاً عن مثل هذه الأضواء التي ما أسرع أن تنتهي وتبدي الصورة الحقيقية لأمثال هؤلاء أنهم ليس إلا كما ذهبوا عادوا ...غير أنهم أصبحوا عبئ على المسلمين هناك وصرفوا من الأموال ما يسد حاجة بعض أهل الجوع والفقر من المسلمين في أفغانستان ممن هم أولى بهذه الأموال ..

نعم فأمثال هؤلاء لا شك أنهم صرفوا أموالاً على حساب أهل الخير ونادراً ما تكون على حسابهم الخاص ، وأخذوا أماكن كانت شاغرة في المعسكرات ، وأكلوا ولبسوا من أموال المسلمين وللأسف الشديد ...ولا تستغرب بعودة بعضهم إلى السعودية وقد حمل حقائب وكأنه أتى من مهرجان تسوق ؟؟ فلم يبقي في أسواق باكستان شيء إلا وحمل منه ما يسد رغبته ...

لست أنكر أنه يوجد كثيرين صادقين وأهل جهاد وفضل وعلم وإدراك على بصيرة غير أن هؤلاء أقوياء تجدهم في معسكرات تعد الفرد إعداداً صحيحاً وتخرج رجالاً لا أشباه رجال ، أو تجدهم يطلبون الرباط في أماكن من ساحات القتال محررة كي يحرسونها أشهر عدة في أجواء صعبة وغير مريحة البتة أو في ميادين القتال ...

يوجد الكثير ممن لم يحسنون التصرف وكانت بيشاور وحياة أباد وإسلام أباد ملاذاً لهم في الأسواق والمطاعم والمتنزهات ، وأهليهم يحسبونهم أولئك الذين رفعوا الرأس وذبوا عن عرض الأمة وما هم إلا ضباع وللأسف الشديد ، وما أسرع أن عادوا إلى المملكة حتى مضى وقت قليل ووجدناهم غير فاعلين في مجتمعاتهم ولا مؤثرين وللأسف الشديد وربما كان الفشل سبباً كبيراً لتعرضهم إلى التغرير بهم والإغراء حيث وصل بعم الحال في دنياهم إلى باب مسدود .

للحديث بقية من نبض ........ شكراً لمتابعتكم...

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 20 ))

أهلاً بكم من جديد ...

في يوم من الأيام كان للقدر معي لقاء بعد أن قررت أن أتوجه إلى الجهة الجنوبية من أفغانستان والتي تعيش وضعاً على أشده من احتدام المعارك ، كان ذلك في قبيل نهاية عام 1412 هـ تقريباً.. وكانت جلال آباد على وشك السقوط في أيدي الأفغان ، وكانت الإمدادات تتتالى بقوة من باكستان، وتتالت الأخبار أن المجاهدين يحققون انتصارات كبيرة في هذه المنطقة وأن جلال آباد بأكملها على وشك السقوط تماماً ... عندها ولما سمعت بهذه الأخبار قررت أن أذهب إلى باكستان خارجاً من خوست حيث لا طريق موصل من خوست إلى جلال آباد صالحاً للوصول إليها ...

خرجت من خوست ومن ثم إلى باكستان ومن ثم إلى بوابة باكستان لأفغانستان من الجنوب والتي تسمى ( طورخوم ) طورخم هذه البوابة التي شهدت منطقتها معارك طاحنة إبان ابتداء تحرير هذه المنطقة التي يشرف عليها رجال القائد الشيخ ( يونس خالص ) وهي من شهدت مقتل الشهيد الشهير ( بشفيق المدني ) والذي أنشد فيه أبو الزبير المدني رحمه الله الذي قتل في البلوسنة مع أبو العباس المدني فقال فيه ( وشفيق ذاك أخو العزيمة والندى ... قمر الجهاد وكوكوب بسمائه) ..

بالطبع لم أحضر تلك الحادثة فهي قديمة وليست في أثناء تواجدي ، فقد أصابت شفيق قذيفة دبابة قطعت أوصاله وشتت أشلائه رحمه الله ...

وصلت طورخوم ليلاً ومن ثم وكالعادة دفعنا للحراس في البوابة كي يفتحونها حيث أنها تغلق مع أذان المغرب ، ويوجد من يتجاوز هذه البوابة عبر طرق جبلية شاهقة شاقة لم نستطيع سلوكها ليلاً ولم يكن الأمر حينها يستدعي أن نسلكها..

دخلنا من البوابة إلى طورخوم وهي الممر إلى جلال آباد وقندها وكابل وكنر وكوتا وو .. استقبلني الأخوة أنا ومن معي ممن أوصلوني إلى هذه النقطة ، ومن ثم استقبلني في مضافة العرب في طورخوم والتي لا تبعد سوى أمتار عن البوابة الباكستانية ( أبو الفاروق الجنوبي ) أمير المضافة حينها وهو رجل كبير الحجم كثيف الشعر ترى عليه آثار الجلد والصبر.. فرحب بي ومن ثم أعطيته ورقة تثبت قدراتي العسكرية وتعرف عن شخصيتي كانت قد سلمت لي منذ فترة تخرجي تلك الفترة ، فقال لي أنت إذن من منطقة كذا .. قلت نعم ..

سألني عن فلان وعلان فقلت نعم أعرفهم من مدينتي ومن ثم ارتاح لي كثيراً ، ومن ثم أمرني بعد حديث لم يطل أن أذهب للراحة ومن ثم العشاء في مطبخ المضافة ففعلت حتى أذن لصلاة العشاء ومن ثم صلينا واستأذنت للخلود للراحة والنوم ...

في صبيحة هذا اليوم وبعد صلاة الفجر كانت المفاجئة حيث أبصرت أحد الشباب ممن أعرفه قديماً من المنطقة الشرقية كان يتردد على الشباب في مدينتي لقبه ( أبو حمزة الشرقي ) وأخبرني أنه كان البارحة في سرية الفتح في الجزء المحرر من جلال آباد مع الشباب ... فسألته عن الأمور هناك وقال الليلة إن لم يكن غداً أو بعد غد ستسمع عن تقدم المجاهدين نحو نهاية جلال آباد وربما لم يبقى إلا أيام قلائل على سقوط جلال آباد كاملة ... ففرحت وكبرت وقلت حسناً متى أذهب ؟ أمل أن تكلم لي أبو الفاروق كي يأذن لي بالذهاب إلى جلال آباد للرباط هناك ... وعدني بأن يفعل ، ومن ثم ذهبت وجلست في غرفة حراسة المضافة من الجهة الشمالية أقضي بعض الوقت مع نفسي والتي تطل على مقبرة عجيبة بجانب جبل طورخوم الشهير بارتفاعه وروعة منظره ..

جاءني حينها أبو الفاروق وقال لي تعال معي وأمر شخص آخر بالجلوس مكاني ومن ثم قال ما رأيك نذهب لزيارة المقبرة ، مقبرة الشهداء ، فقلت له بحماس نعم أريد ، ومن ثم دخلنا المقبرة وقال لي هذا قبر الشهيد محمد القحطاني والذي لم يتجاوز عمره ( 17 ) سنة ونسيت كنيته في الحقيقة إلا أن من قتل من السهل ذكر أسمه دون تحفظ وهكذا ذكرته لأن قصته شهيرة لصغر سنه ، ومن ثم بدأ يعدد لي الكثير من الشهداء العرب اثنان منهم من السعودية والثاني هو من سكان المنطقة الشرقية من الزهراني كان يسكن في الأحساء نسيت كنيته في الحقيقة ..
خرجنا من المقبرة ومن ثم قال لي يا أبا فلان بكل صراحة أنا لا أريدك تذهب جلال آباد لأنني محتاج إلى شخص معنا في المضافة يسد جهة عمل فيها وهي إدارة التموين في المضافة ؟؟ فقلت له أهو أمر أم تخيير ، فقال لي هو أمر وليس بخيار ؟؟
أمرني أن أذهب واستلم سلاحي الشخصي من مستودع الأسلحة وهو عبارة عن مسدس نصف من نوع روسي يسمى ميكروف .. وسلاح كلاشن كوف مع شاجور ثلاثين طلقة ... ومن ثم سلمني مستودع التموين ومصروف المضافة الأسبوعي ..

حزنت كثيراً حينها وأملت من أبو الفاروق أن لا يطول بقائي في المضافة كثيراً ومرت أيام قليلة لا تزيد على أسبوعين تقريباً ومن ثم ذهبت لأبي الفاروق أطلبه زيارة جلال آباد ولو لأيام قليلة بغية نيل أجل الرباط في الثغور والإطلاع على أحوال المجاهدين هناك وما هي جلال آباد هذه وكيف هي ... فقال لي أعدك ولكن في الوقت المناسب ، فقلت متى حتى تسقط جلال آباد ؟؟ قال الله يكتب يلي فيه الخير ...

كنت في شوق كبير للذهاب هناك ، غير أن أمير المضافة أبو الفاروق ألزمني على إدارة التموين في المضافة ،وكنت أرى الأفواج تلو الأفواج تذهب وتأتي من وإلى جلال آباد مروراً بالمضافة للراحة وكنت أستقي الأخبار بشغف شديد ...

وفي ذات يوم وبعد قرابة شهر كامل أو أكثر ، مر بالمضافة وفد كبير جداً وسيارات عديدة وعليها حراسات مشددة كان ذلك في صباح باكر ، ومن ثم نزلوا أناس لا أعرفهم ومن ثم اسمع الترحيب بهم وبدأت طلقات نارية في الهواء شديدة والتكبيرات تتعالى ، فهرعت بسرعة نحو التجمع وأسلم على البعض وأنا أسمع كلمات التبريكات بالفتح وما من الله به من نصر على المجاهدين وأن جلال آباد فتحت فعلاً ؟؟ وسقطت في أيدي المجاهدين وكان بعض القادة المقربين من ابن لادن في هذا الوفد وكأنهم يعلمون شيئاً عن أسامة ابن لادن وأتو منه للتو وو في الحقيقة لم أركز حينها على من في الوفد بقدر ماهي الأخبار ، وكان رجل معهم من الجنوب سمعتهم يكنونه بأبي فلان الجنوبي كان رئيس الوفد ..

عندها لم أتمالك نفسي حتى بكيت فرحاً وحزناً ؟؟ وقلت لأبي الفاروق سامحك الله يوم أن حرمتي المشاركة في هذا النصر ، وعلى غير ميعاد كان من ضمن هؤلاء النفر رجل أعرفه عز المعرفة ولكني لم أنتبه له لكثافة شعره وتغير لونه ، وإذا به يناديني باسمي بصوت منخفض من خلفي حيث أنه لا يعلم كنيتي ما هي حينها ، فلما رأيته صرخت وقلت دون شعور فلان فقال : أبو مالك ... وفعلاً هو وكان ( أبو مالك المالكي ) صديق تعرفت عليه في السعودية في بيت أحد الشباب وكانت لنا معه مواقف وطرائف ...
فرحت كثيراً وقال لي ما الذي أتى بك هنا وأين كنت ، فطال الحديث حتى شكوت له حالي مع أبو الفاروق وأنني غير مرتاح في المضافة وأريد الذهب إلى جلال آباد على أقل تقدير كي أكسب أجر الرباط ..
ضحك وقال أبو الفاروق عندي لا عليك لا تحمل هماً ، ثم قال نحن اليوم بعد الغداء راجعون إلى جلال آباد وإن شاء الله تكون برفقتنا نوصلك إلى هناك ... فرحت حينها وقلت يا رب ؟؟؟

سمعته يتكلم مع أبو الفاروق ويحاول إقناعه غير أن أبو الفاروق مصر على بقائي بحجة أن ليس لي بديل في المضافة وأنه بحاجة لي ، عندها لم أتمالك نفسي فذهبت نحوه وقلت له : يا أبا الفاروق : قد حرمتني من معانقة نصر للمسلمين في جلال آباد فهل تحرمني الرباط على مشارف كابل ؟؟؟ والله يا أن تسمح لي وإلا سأعود إلى حيث كنت في خوست وغرديز أشارك الأخوة في مساعدتهم في المعسكرات ؟؟؟

أبصر مني الإصرار ومع إصرار أبو مالك المالكي وافق ولله الحمد شريطة أن لا أطيل أكثر من شهر .. بالطبع لم أعده ولكن قلت :خير إن شاء الله ..

تناولنا وجبة الغداء ومن ثم بقينا قليلاً حتى أذن العصر وصلينا العصر ومن ثم ركبنا السيارات وأنا أكاد أطير فرحاً من الموقف ، فليس بسهل أن أفلت من أبي الفاروق ..

سلكنا الطريق الذي شيء منه معبد وآخر غير معبد ولكن الطريق ما بين طورخوم وجلال آباد مستوياً وليس فيه طرق جبلية وعرة ، جلست بجانب أبي مالك وسألته عن أسامة ابن لادن فتبسم وقال الشيخ أسامة توجه بعد فتح جلال آباد هو ومن معه من الشباب إلى قندهار لقضاء بعض الوقت ..

وصلنا على مشارف جلال آباد وقال لي صاحبي أبو مالك أي سرية تريد سرية الفتح أم سرية بدر ، والسرايا عبارة عن ثكنات عسكرية كانت للقوات السوفييتية سقطت في أيدي المجاهدين منذ بداية دخول جلال آباد في وقت مضى .. فقلت له ماذا تنصحني فقال : أنت وما تريد .. قلت الأثنتين هنا قليلاً وهناك قليلاً ...

ذهبت في البداية إلى سرية الفتح وكان أميرها رجل يقال له أبو رجاء الجزائري سمعت أنه معتقل منذ زمن في الجزائر بعد عودته من أفغانستان ، ونائبه أبو صابر الجزائري سمعت أنه قتل في البوسة مستقبلاً من الأخوة ...

المهم بالطبع السرايا كانت ليست في ذلك الوقت وبعد سقوط جلال آباد تهتم بالتدريب اهتماماً كبيراً بقدر اهتمامها بأن تكون محل علاج للجرحى والمصابين ومن ثم الراحة للمجاهدين العائدين من الجبهات ...

بقيت في هذه السرية أسابيع لم تتجاوز الشهر وكنا نتدرب قليلاً على ركوب الخيل وعلى السباحة الطويلة وعلى فنون القتال الرياضية كا الكراتيه وغيرها ، وقضيت وقتاً ممتعاً طورت فيه من لياقتي البدنية وتعرفت فيه على كثر حيث كان أكثر من في السرية هم من غير الخليج العربية ... ولا ريب أن كانت الدروس العلمية في هذه السرية مكثفة وخاصة ما يخص فقه باب الجهاد والأسرى والسبي والغنائم ...
وكانت كتب التكفير للحكام حاضرة ولا ريب في مكتبة السرية ، وكانت النقاشات غير غائبة عن مجريات الأحداث في هذه السرية مع بعض الشباب حول هذا الفكر وكانت نقاشات غالباً ما تنتهي بقناعة كل برأيه ...

وما أسرع أن توجهت لسرية بدر والتي ارتحت فيها أكثر من سرية الفتح حيث كانت حينها قليلة العدد ولا يرتادها الكثيرون من الجبهات وقليلة المشاكل من حيث فكر أصحابها ، ربما لأن العدد قليل ، فبقيت فيها قرابة أسبوعين ومن ثم طلبت من أمير البيت أن يأذن لي كي أذهب للرباط في الجبهة ولو في الخطوط المتأخرة ، وأذن لي ولله الحمد ، ومن ثم أتت بعض السيارات من جبهات القتال على حدود كابل وأقلتنا إلى هناك ومن ثم سوف أحكي ماذا حصل هناك وكيف تم تسليم كابل بعدها في غضون مدة وجيزة وبطريقة غريبة وبخطة محبوكة من قبل الروس ومن ثم تفاصيل دخولنا كابل وماذا رأينا ووو كثير من الأحداث فانتظروني ..
سقطت كابل في الأشهر الأولى من عام ( 1413 هـ ( ...

تحياتي وللحديث بقية من نبض

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 26 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 07 - 10 - 2004 ]

(( 21 ))

مرحباً وأشكر الجميع على المتابعة مجدداً ..


نحن هنا على مشارف كابل ، نرابط في جلال آباد على الحدود مع عاصمة لطالما انتظر فتحها الكثيرين من الأمة كي تبدأ قصة دولة الإسلام الموعودة على أيدي القادة الأفغان وأسامة ابن لادن ورجاله والعرب ، كي تقوم عاصمة الخلافة التي يحكمها أمير المؤمنين الذي يقوم بتنفيذ وعده للشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمه الله والذي وعدوه جميع القادة أي الشيخ أن تكون فلسطين هي الهدف الذي يلي أفغانستان لا غيره ، وكانت الأحلام تتجه إلى تحرير بيت المقدس من براثن اليهود ، نعم هكذا كانت مشاعرنا ونحن نرابط على مشارف كابل في حدودها مع جلال آباد ...

الحماس كان كبيراً والدعم ما زال يصل من داخل أفغانستان وخارجها ، والمجاهدون يزحفون إلى جلال آباد كي يشاركون في هذا الفتح الكبير الذي لطالما سالت من أجله الدماء وقطعت من أجله الأشلاء ، نصر لطالما دفعنا له الملايين تلو الملايين من الريالات والتبرعات من شتى أنحاء العالم ، نصر لطالما ضجت به المنابر في كل أنحاء المعمورة بخطب عصماء تشجع على مؤازرته والمشاركة في تحقيقه ، نصر لطالما شد إليه آلاف الشباب من رجال الأمة الرحال مضحين بأموالهم وأنفسهم ووظائفهم وأسرهم ودراستهم ، نصر لطالما قام القائمون في الليل يصلون ويركعون ويسجدون لله ويدعون ويسكبون العبارات كي يتحقق للأمة ، نصر لم يكن أي أحد أن يتصور أنه سيؤول إلى ما آل إليه ، نصر ترقبته الأمة وقلوبها وجلة تنتظر تباشير الفاتحين كي تزف خبر النصر على الأعداء وتحرير عاصمة أفغانستان كابل ، تلك العاصمة التي اشتاقت لها نفوس المجاهدين أن تسيل دمائهم على ثراها ، وأن تسطر لهم ملحمة كبيرة عبر التاريخ أنهم أخذوها بعزة وكرامة بعد هذا المشوار الكبير والشاق من القتال والجهاد والفتوحات ، بعد هذا الكم الهائل من مقدرات الأمة استنزفت في سبيل هذا الفتح ...

فيا ترى هل أصبح الفتح للعاصمة كابل على صورة كانت مرسومة في الأحلام أم أن الرياح قالت أنها تجري بما لا تشتهي السفن ، ما زلت أذكر قول صديقي يوم أن أخبرني أن جماعة المسجد حينما سمعوا بأن كابل فتحت قام الجميع يباركون لبعضهم البعض وكأن فلسطين حررت ، فقلت في نفسي وأي فتح ..

نعم كان للقدر كلمته ، وللخالق أمره سبحانه وتعلى ، كان لله سنة في الأرض ليميز الخبيث من الطيب ، كي يعطي الدرس للأمة وإن كان درساً قاسياً ، نعم كان لله أمر قد قدر بحكمته وعدله ، بصنعه وفضله ، كان أمر يخبر فيه الأمة أن لا تلدغ من جحر مرتين وأن تستقي من الأحداث العبر ، وأن لا تعطي الأمور أكثر من واقعيتها الحقيقية ، وأن لا تمجد من لا يستحق التمجيد ، وأن لا ترفع من شأن من ووضع وأن لا تتسرع في الحكم والبذل والعطاء ، عطاء النفس والجهد والمال والدم والذرية ، فنحن أمة يجب أن تعطي بقدر ما تأخذ ، وأن لا نكون سبهللة في قراراتنا على عجلة من أمرنا ، نظن أننا سنسيطر على العالم بعدة قليلة وعتاد يسير ، يجب أن نفقه موازنة القوى الربانية ، نعم ففتح كابل كان ينتظر عقيدة صافية من الشركيات ، ونيات صالحة بعيدة عن الطمع والجشع والمغريات ، فتح كابل كان بحاجة إلى اتفاق منذ سنين طويلة وحل مشاكل عالقة عمرها بدأ منذ بداية الجهاد في أفغانستان ، ولكن تجاهل القادة والمجاهدين لهذه الخلافات العقدية والفكرية والدينية كان له الأثر الكبير في حسم النتيجة سلباً لا إيجاباً ، كي تتلقى الأمة على أيدي القادة الأفغان وأسامة ابن لادن والعرب جميعاً صفعة كبيرة وموجعة ومؤلمة أيما إيلام .. وهذه حقيقة مرة يجب أن نقبلها لأن فتح كابل كان خاتمة للجهاد في أفغانستان والعبرة بالخواتيم أيها الأحبة ...

أيها الأحبة ، ونحن في أرض الرباط على حدود كابل ، كان العدو عالماً بمأزقه الذي يعيشه وأن ليس القضية إلا وقت وتسقط كابل ، ولكن ليس من السهولة أيضاَ أن ينسحب العدو من المعركة ويترك عاصمة لطالما بذل من أجلها الغالي والنفيس دون تأمين حدوده وعمل شيء ما لإنقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه ؟؟

بدأت الأخبار تفوح رائحتها بأن كابل قد تسلم تسليماً دون قتال ، ودون الحاجة إلى مزيد من الدماء والأشلاء من الطرفين ، وأن الروس قد طرحوا مبادرة مناقشة القادة في تسليم كابل دون قتل أو إطلاق رصاصة واحدة ، وكان الروس يعلمون أن هذا في صالحهم والقادة الأفغان يعلمون أن المدينة ستسقط فعلاً ولكن ليس دون إطلاق رصاصة واحدة بل مع مزيد من القتلى والجرحى ومزيد من استنزاف السلاح والعدة والعتاد ، بل ربما جعل كابل مدينة أشباح يهدم فيها كل شيء ، وكانت كابل حينها ذلت بنية تحتية جيدة لا بأس بها وتفتح شهية الطامع أن تبقى كما هي ..

ولست أخفيكم أن الدنيا قد دخلت على البعض وربما حاكته نفسه بأطماع وردية مع بزوغ فجر تحرير أرض أفغانستان كلها ، وبدت السلطة والمال ووو تدور كشبح في مخيلة القادة الأفغان حيث وافق القادة على المبادرة الروسية ابتداءً ووجدوا أنها في مصلحتهم من جهتين هامتين غابت عن كثير من الناس :

الأولى / أن الروس سيسلمون كابل وسيسلم القادة الأفغان ورجالهم من قتال شرس قد تكون خسارته فادحة ، وستسلم المدينة كابل من القصف وتحطيم بنيتها المهمة كعاصمة لم يطالها القصف بل طال مشارفها وأنشأ فيها الروس ما تم إنشائه من طرقات ومباني وو غيره حيث ظنوا أنهم ماكثون ، ولم يكن هذا الأمر هو الأهم ، فهم قاتلوا وليس من مانع أن يواصلون القتال أيضاً ...

الثاني / وهو الأهم أن لا يكون للقاعدة بقيادة أسامة ابن لادن ، ولا للعرب جميعاً أي دور في فتح كابل ، كي لا يسجل لهم حسنة أنهم ممن شاركوا في الفتح أو حتى شاركوا في المداولات لتسليم كابل ، وذلك يعود إلى عدم تمكين القاعدة والعرب من أي سلطة في حكومة قادمة من جهة ، ومن جهة أخرى عدم سيطرة العرب على أي شبر من العاصمة كابل كما تم سيطرتهم على أراض في قندهار وجلال آباد وخوست وغرديز وغيرها كمقرات لهم يقيمون فيها إلى ماشاء الله أن يقيمون ؟؟؟

بالطبع كان أول المعارضين لفكرة التسليم هو أسامة ابن لادن ورجاله وبعض العرب ، لأن أسامة ابن لادن ومن معه يعرفون أن كابل إذا لم يكن لهم يد في فتحها فسوف يكون تواجدهم في المنطقة مهدد كثيراً ، وأنه إذا خفي نوعية الاتفاق ما هو وما هي هيئته وشروطه على أسامة ابن لادن والعرب ، فقد يكون هناك مساومة به من قبل القادة أو بطرد رجاله من أفغانستان فالخلافات القديمة عميقة وتم السكوت عنها للحرب الدائرة ، أما وقد توقفت الحرب فقد يعاد نبش الخلاف وتصفية الحسابات ؟؟؟

عندها اجتمع أسامة ابن لادن مع كبار رجاله والقادة الأفغان كي يقنعهم بفتح كابل بالرصاص والسلاح ، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض بشدة من قبل القادة الأفغان جميعاً بل وبعض العرب المنشقين عن القاعدة وهم كثر ممن ينتمون إلى القيادات الإسلامية من خارج القاعدة ..

عندها هدد أسامة ابن لادن بالانسحاب من أفغانستان وسحب رجاله ، وهو الأمر الذي قوبل بالا مبالاة من القادة فالأمر قد حسم وأصعب من أن يفرطون فيه من أجل رجل كابن لادن ورجاله لم يصبح الوضع يستدعي أهميته ولا أهمية تواجده ، فهو في نظر القادة أنه أخذ ما يريد وأكثر من بسط نفوذه في أفغانستان هو ورجاله وكأنه رجل الدولة الأفغانية الأول الذي يصنع ما يشاء في داخل أفغانستان هو ورجاله ، وأصبح في صورة الآخرين هو البطل وكأن لا أحد قاتل غيره ، وهكذا ...

في هذه الأثناء كنا في الجبهة لا نعلم ما يدور وماذا قد حصل من اختلاف شديد بين القادة وبين تنظيم القاعدة ، وكان أكثر رجال ابن لادن الخواص يتنقلون معه لحمايته وللمشاركة في المداولات والجولات والصولات في قضية كابل ، بالطبع كنا نسمع شائعات ولكننا لسنا متأكدين لأن الشائعات في أرض المعركة تكون كثيرة ..

نصح البعض من خواص ابن لادن لأسامة ابن لادن أن لا ينسحب بهذه السهولة بل عليه أن يبقى ويستلم المدينة مع القادة الأفغان ويدخلون كابل ، وقد انتصح إلى حين أن ينظر ماذا سيكون ، وكان حينها محتاطاً فزاد من حراسته وشدد الحذر في تنقلاتهم وكنا نسمع من الشباب في الجبهة كل هذه التفاصيل عن طريق رجال ثقات بدأ القادة يرسلونهم لنا مؤخراً باستمرار كي يكون الجميع في الصورة الحقيقية وأن لا تتخبط الشائعات بهم ، وكي يكونون على أهبت الاستعداد لدخول كابل حين تسليمهم وكي يكون العرب من أول الداخلين فيها ، على الأقل كتسجيل حضور ومشاركة في الدخول بشكل ملفت لأهل كابل ولأفغانستان كلها ...

تمت المشاورة بين الروس والقادة وطلب ابن لادن بحضور ممثل له وهو الأمر الذي رفضه القادة خشية أن يكون هذا الممثل حائلاً بين الصلح أو أن يشترط الروس عدم حضور عربي ممثل وخاصة من ابن لادن ، وهو ما حصل فعلاً أن اشترط الروس أن يكون الممثلين هم من القادة الأفغان فقط ...

وكانت الشروط قاسية جداً ولكنها في نظر القادة أمام تسليم كابل ليست كذلك بل هي سهلة ، وكانت الشروط وسأذكر منها البعض : أن يعطي الأمان لكل من في كابل من المدنين من مختلفي الديانات ، أن لا تطلق طلقة واحدة في كابل تجاه أي شخص يتواجد فيها غير مسلم أو غير أفغاني مالم يعتدي ، وأن لا ينزع سلاح أهل كابل ممن يتواجدون فيها للدفاع عن أنفسهم حال الضرورة ، أن يسمح للتجار الغير مسلمين والغير أفغان بمواصلة أعمالهم في المدينة كابل ، أن لا يتسلم القيادة ممن شارك في قتل الروس من القادة ابتداءً كحكومة مؤقتة ، أن لا يكون لأسامة ابن لادن ولا للعرب أي دور في الحكومة القادمة ، أن يعطى نجيب الله العميل الشيوعي الأمان ، وأن يعطى دوستم الزعيم الأوزبكي العميل أيضاً الأمان ، هم ورجالهم وأن لا تنزع أسلحتهم ، أن يسلم الأفغان الروس جميع الأسرى من الروس الذين في حوزتهم ، أن يتعهدون بعدم المساس بأي شبر من حدود روسيا خارج الحدود الأفغانية ، أن لا تطالب أفغانستان كحكومة مؤقتة أو مستقبلية بأي حقوق دولية وأن تطوى صفحة الماضي تماماً وتكون علاقة حسن جوار بين البلدين . ووو شروط كثيرة ..

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 27 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 07 - 10 - 2004 ]

(( 22 ))

أعلن القادة الأفغان والروس في المنتصف الأول من عام 1413 هـ أن كابل سوف تسلم سلمياً في غضون عشرة أيام فقط ، تتعهد روسيا فيها بسحب جميع جنودها وآلياتها من العاصمة كابل ، بعد الاتفاق على الشروط التي أبرمت بين القادة الأفغان وممثلين الحكومة الروسية ، وتم فعلاً التجهيز لاستلام المدينة من قبل القادة الأفغان والقاعدة بقيادة أسامة ابن لادن والعرب البقية الذين هم خارج القاعدة أو من هم في صفوف الأحزاب مع القادة الأفغان بمختلف أحزابهم ...

بالطبع بعد الاتفاق جن جنون أسامة ابن لادن ورجاله على شروط الاتفاق وخاصة تلك الشروط التي جعلته ورجاله خارج معادلة السلطة في كابل ، وما هي إلا أيام قليلة وتنتهي المدة ويبدأ المجاهدون الزحف نحو كابل أفغان وعرب ، حيث كانوا مرابطين خشية نقض الروس للعهد وخشية أن يكون الأمر مجرد كمين من الروس
..
ولكن فعلاً انسحبت القوات الروسية من كابل تماماً ، ومن ثم دخلنا مع من دخل مشارف كابل ثم المدينة ، ومن ثم توجه الأفغان لبسط سيطرتهم على أرجاء المدينة وكل حزب تسابق للدخول كي يستحل ما يستطيع من أماكن استراتيجية وبنايات تصلح للحزب ومقرات لحركات ورجال القادة وووو وغير ذلك من سلاح خلفه الروس وذخيرة وغيرها قديمة أو غير صالحة ولكنها تباع وتشترى وكأن الروس تعمدوا ترك بعض السلاح بحجة أن نقله أكثر كلفة من الاستفادة منه ..

وبالطبع كان قد قرر أسامة ابن لادن أن يدخل كابل مع رجاله يطلعون على الوضع عن كثب فليس من الواقعي أن يقال لم يدخل أسامة ورجاله كابل البتة ، ومن ثم قرر أن ينسحب إلى قندهار هو ورجاله الخواص لدراسة ما سيكون مستقبلاً من أمره وأمر رجاله فقد حل ما لم يكن في البال ، ووقع ما لم يكن في الحسبان ، أن خرج من المعادلة بخفي حنين وبهذه الطريقة السريعة ، فلم يكن ابن لادن يجهل مدى خلافه العميق بين القادة ولكن كان يجهل أن تكون الخاتمة بهذه الصورة ..

بالطبع دخلنا كعرب وتوجه الشباب وصبوا جل غضبهم على دور السنما وأماكن المنكرات كبيع الأشرطة الغنائية وغيرها يكسرونها إرباً إرباً ، وينزعون صور النساء ويقومون بما أسموه بتطهير كابل من المنكرات ...

لم يكن القادة ورجالهم يلتفتون إلى هذه الأمور بقدر التفاتهم إلى أن يبحث الكل عن مكان يستقر فيه حزبه وينصب على أعلى البناية علمه ورايته ...

وفجأة وبعد يومين أتت الأخبار أن على جميع العرب الانسحاب من كابل تاماً والتراجع إلى جلال آباد وقندهار وخوست وغرديز بأمر من القادة ومن أسامة ابن لادن نفسه ..

بدأ العرب بالانسحاب والرجوع إلى المعسكرات والسرايا حتى يتم استتباب نظرة واضحة وما سيجري في كابل ، وبدأت معركة السلطة تطفوا على السطح والكل يريد اقتسام كعكة كابل بشطر مغري ومرضي ، ومن ثم تم ترشيح صبغة الله مجديد وهو أفغاني متصوف مبتدع لم يكن له في الجهاد أثر واضح أو يد فاعلة ولكنه دس في صفوف المعادلة بطريقة خبيثة مدروسة حيث لمح الروس في شروطهم إلى مثل هذا الرجل العميل والذي ينتمي إلى قبيلة معروفة ، وذلك بعد اتفاق القادة على أن يكون حكمه لمدة ستة اشهر ومن ثم تمثل حكومة جديدة من القادة ، ومددت هذه الستة إلى سنة كاملة ، ومن ثم بدأ حكم القائد رباني ومسك أحمد شاه مسعودة وزارة الدفاع والجيش ووو كثير من الأمور وفي هذه الفترة الوجيزة نشبت الفتنة بين القادة على السلطة وبدأ القتال الفاعل بين الأحزاب ، ووقف أحمد شاه ضد حكم رباني واعتصم بوادي سحيق في الشمال وهو رجل عسكري محنك من الدرجة الأولى ومعروف دهائه وشارك حكمة يار في المعمعة حتى ضعف حزبه وذهب إلى إيران ، ووضع السلاح سياف ويونس خالص وجلال الدين حقاني حيث اعتزلوا الفتنة وبقي كل في قريته ينتظر إلى ما ستؤول إليه الأمور ..



في بداية حكم مجددي صدم ابن لادن وأتباعه بهذه القيادة السقيمة وما هي إلا أيام قليلة بعد انسحاب العرب من كابل وتسلم مجددي السلطة حتى نسمع بأن أسامة ابن لادن والقادة العرب يأمرون كل من يستطيع الرجوع إلى بلاده أن يفعل ، ومن ثم من لم يستطيع أن يذهب إلى خوست وغرديز كونها أكثر أماناً وستحميهم بعض القبائل ، ومن استطاع الخروج إلى باكستان والبقاء فيها فعليه أن يفعل ...


بدأ شباب الخليج أفواجاً يسافرون من أفغانستان إلى باكستان ومنها إلى بلدانهم وبمساعدة من السفارات السعودية حيث وفرت التذاكر لمن ليس عنده تذاكر ففقدها أو انتهى وقتها ووفرت ورقات خروج لمن كان ليس عنده ورقة خروج وانتهت إقامة دخوله باكستان ووو ومن ثم بقي باقي العرب في باكستان والمعسكرات المترامية في أفغانستان ""

وما هي إلا أيام حتى قررت أن أخرج من جلال آباد إلى طورخوم وكنت أسمع أن ابن لادن ما زال في قندهار يعد للرحيل هو وخواصه إلى بلد ما ، وفي فترة مكوثي في طورخوم كانت الفتنة قد بدأت شرارتها بين القادة ، وخشي أسامة ابن لادن أن تتم ضغوط عليهم أو أطماع تساوم على تسليمه ورجاله ، وسمعنا أن الأمر مجرد وقت كي يسافر خارج أفغانستان هو ورجاه جميعاً ..

في هذا الحين كان بعض العرب ممن يحب القادة قد دخل في الفتنة ووثق كل في قائده المحبوب أنه على صواب وأن غيره على خطأ خاصة ممن لا يستطيعون العودة لبلدانها ، وبدأ العرب يتدفقون على كابل كل يكفر القائد الذي ضد قائدهم ، وبدأت المعمعة رغم تحذيرات العلماء وأهل العلم أن يعتزل الجميع الفتنة ، ولكن الكثيرين لم ينتصحون وأبو إلا مواصلة ما أسموه نضالهم عن دولة الإسلام التي ستقام في أفغانستان وللأسف الشديد بالرغم من أن أسامة ابن لادن قرر الرحيل ولكن من هو أسامة ومن القاعدة في ذلك الحين فليست إلا تنظيم لم يكن مرحب فيه كثيراً لا من الأفغان ولا من بعض العرب وليس له أن يفرض على الجميع رأيه ..

ابن لادن لم يكن غبياً إبان الغزو السوفييتي فقد كان يعد العدة لما هو أكبر من تجاوز سقوط كابل وفتنة المجاهدين ، فقد جمع أموالاً طائلة في أيام الجهاد لم يكن ليدخرها إلا لوقت حاجة مثل هذه الحاجة في وقت الفتن والخلاف والتغرير بالمساومة عليه وعلى رجاله ، وإنه ليعلم أن القادة ليسوا محل ثقة أبداً وكان يظن أن نفوذه سيكون له الدور الأكبر في كابل وهو الذي حصل ضد ما توقعه ، فقد كانت له حسابات في باكستان طائلة وفي دول أخرى بأسماء رجال آخرين يعملون تحت أمرته ويشغل هذه الأموال في تجارة في دبي وكينيا والبحرين وو كثير من الدول ..


وفي ذات يوم في صبيحة مبكرة يبدو أن أسامة ورجاله سلكوا طريق قندهار إلى طورخوم ليلاً حتى وصلونا فجراً في موكب مهيب ومدجج بالسلام وعليه حراسات مشددة ورجال كثر لا حصر لهم أكثرهم من خارج الخليج العربي ، بل لا تكاد ترى من هو من الخليج ، وكأنهم يعدون للخروج من أفغانستان وبالفعل لم تكن وقفتهم في مضافة طورخوم إلا سويعات قليلة للراحة والإفطار ..

وفجأة تغير مسار الموكب راجعاً إلى داخل أفغانستان ، وقد علمنا سلفاً أن أسامة ابن لادن ورجاله الخواص قرروا الرجوع إلى قندهار ، ومن ثم سمعنا بعدها بأيام أنه غادر من مطار قندهار بطائرة إلى باكستان ومن باكستان إلى السودان كي تبدأ قصة جديدة من حياة أسامة ورجاله في السودان وفي المشاركة في بنية تحتية للسودان فلربما هناك أرض جهاد أخرى تتطلع إليها أحلام أسامة ابن لادن ، وأما كيف استطاع ترتيب سفره من قندهار إلى باكستان ومن ثم إلى السودان فابستخدام نفوذه وشعبيته في باكستان من جهة والأموال الطائلة التي في حوزته ، ومن يعرف باكستان يعلم أن كل شيء بالمال ممكن فعله ولا غرابة ... ولا يستبعد أبداً أن مغادرته بدعم أمريكي خفي لأغراض اتضحت بضرب السودان ..

بعدها بدأ الكثير من العرب بمغادرة أفغانستان براً إلى باكستان ومن ثم السودان كي يلتحقون بقائدهم أسامة ابن لادن هناك ، وكأن السودان تنتظر هذا الرجل كي تقوم أمريكا بإيجاد أعذار لمحاسبة السودان وضربها في عقر دارها بحجة أن أسامة ابن لادن على أراضيها هو ورجاله ..
بالطبع كلنا يعلم أنه لم ينتهي عام 1413منتصف الأخير ومن ثم 1414 وبداية 1415 هـ تقريباً إلا وبدأت السودان تجد المرارة من تواجد ابن لادن على أراضيها هو ورجاله والذي استطاع ابن لادن أن يكسب ود شعب السودان بمشاركته في سفلتة الشوارع ودعم البنى التحتية وتوظيف شباب كثر ، حتى أتى اليوم الموعود بأن أسامة غادر السودان ورجاله إلى جهة غير معلومة على هذه الأرض ..
ولكن بعد ضربات أمريكية موجعة للأخوة السوداننين في عقر دارهم وفي وضح النهار ...
عندها كانت القضية البوسنية قد احتدمت منذ منتصف عام 1414 هـ وغادر شباب كثيرون من أفغانستان والسودان إلى هناك ...

أسامة ابن لادن الكل يعلم أنه مصاب بانخفاض في الضغط وبمرض السكر ، وعلم لاحقاً أنه أصيب بفشل كلوي تعالج منه بغرابة في دولة الإمارات العربية قبل أحداث طالبان بقليل ؟؟؟ فهل يا ترى لم تكن الاستخبارات الأمريكية تعلم بوجوده ولا تنقلاته ؟؟ من أفغانستان إلى باكستان إلى السودان ومن السودان إلى منطقة مجهولة تبين لاحقاً أنها الحدود الباكستانية الأفغانية ووو أم أنها مهدت له الطريق واستغفلته علم أم لم يعلم حتى تصل إلى مرادها الكبير عن طريقه ؟؟؟

للحديث بقية من نبض ............. تحياتي

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 28 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 07 - 10 - 2004 ]

(( 23 ))

مرحباً بكم من جديد وشكراً لكل المتابعين ...

سوف آخذ مقتطعاً من الوقت كي نقف مع أبو سليمان المكي ، والذي أبصرناه جميعاً على شاشات التلفزيون وهو جالس بجانب أسامة أبن لادن وهو يبارك ضربات (11 أيلول ) ويثني عليه ويقول أن الحاضرة والبادية تدعو له في بلاد الحرمين الشريفين ..

الشيخ أبو سليمان المكي لا ريب أنه طالب علم جيد ومتمكن وخاصة في فقه الجهاد وفي السيرة وفي أسلوب الوعظ المؤثر ، فهو رجل ما أن تدخل عليه مجلسه في بيته وهو على عربته إلا وتذكر الله سبحانه وتعل على نور في وجهه ولسان لا يفتأ من ذكر الله وشكره ..

أبو سليمان المكي لن أتطرق لمولده وتفاصيل بطاقته الشخصية ، فالصحف لم تبقي على ذلك من شيء ، وشرحت ما يخص الشيخ كونه كشخص بتفصيل ممل وكاف لمن أراد أن يعرف الشيخ كرجل ابن وطن ..

ولكن لا ريب أن الكثيرين يجهلون الشيخ كحياة وكطباع وكمخالطة له من قريب ، فالشيخ أبو سليمان رجل ممن وطأت قدماه أرض أفغانستان وعرف فيها بصولاته وجولاته في بحثه عن الشهادة في سبيل الله ، رجل يهتم بنفسه كثيراً من ناحية التربية الخلقية الإسلامية التي يتصف بها الرجل المسلم المتزن ، رجل يفقه هذا الدين ويعبد الله على بصيرة من أمره جزاه الله كل خير ..

الشيخ أبو سليمان رجل سلم من لسانه كل مسلم على هذه البسيطة أياً كان انتمائه أو توجهه ، حاكماً أو محكوم ، فهو ممن يندر في هذا الزمان من أهل الصلاح ، ممن يمسكون أنفسهم عن الغيبة والنميمة واللغو وكثرة القيل والقال والخوض في الأعراض وتصنيف الناس ..

فإذا دخلت في مجلسه لا تكاد تسمع إلا الفائدة والمرح البريء الطريف ، وأخبار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فهو يتقبل بلهف من كل زائر أخبار المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض ، وما زلت أتذكر في يوم من الأيام أنني قمت بزيارته في منزله في عام ( 1421 هـ ) بعد أن قضيت سنة كامل في كل من ألباني وكوسوفا ، ودخلت عليه فرحب كعادته ترحيباً تظن أنك أحب الناس إليه ، فيهش ويبش ولا يبقي على كلمة طيبة إلا وأطلقها ، ولا شك أنك إذا أتيته في وقت غداء أو عشاء فلا تعتذر من الخروج دون هذه الوجبة لأنه من المحال أن يدعك فبيته بيت كرم وعطاء جزاه الله خير ...

كنت قد أتيته وهو في منزله بمكة المكرمة وأخبره من معي من الإخوة في مجريات الحديث أنني أتيت للتو من هناك من كوسوفا وألبانيا ، فإذا بالشيخ يقول في حماس شديد ، بشر يا أخي أبو ... كيف الأوضاع هناك وكيف حال المسلمين والدعوة إلى الله ، كيف حال إخواننا ممن سخروا أوقاتهم هناك لخدمة الدين ، فبشرته وبدأت أقص عليه بعض القصص التي تبشر بخير في مجال الدعوة ورجوع هذا الشعب إلى الله وتدفق الشباب على حلق التحفيظ والمراكز الإسلامية لتلقي العلم والتي أنشأتها مملكتنا الحبيبة في كل من ألبانيا وكوسوفا بشكل كبير وملفت ومؤثر ، وبينت له مدى الدعم الكبير من قبل ولاة الأمر وفقهم الله للعمل الخيري السعودي في هذين البلدين ألا محدود ، وكان كلما زدت في الحديث وذكرت له المواقف زاد حمداً لله وشكراً وتكبيراً لله ، ومن ثم دعاء وثناء منه على من خدم الدين هناك ومن ثم يطلق الأمنيات أن لو كان هناك يشارك إخوانه في الدعوة إلى الله سبحانه ويشكر للقائمين على هذه الأعمال جهودهم جزاه الله خير ...

الشيخ كما نعلم جميعاً أنه رجل مقعد من جراء طلقة في ظهره أصابته في أحد العمليات ضد الصرب في البوسنة والهرسك ، والتي أصيب على أثرها بشلل في القدمين قعد على أثره في الفراش مدة طويلة ومن ثم على عربته المتحركة ...

في ذات يوم كنت في مدينة ما وكان قد زار هذه المدينة دون سابق علم لي أو موعد منه وفقه الله ، اتصل علي بعض الشباب في السكن وقالوا لي نحن في أسفل السكن والشيخ أبو سليمان معنا آثر زيارتك ، وسبحان الله لم أتلقى حينها خبراً ساراً كهذا الخبر ، ومن ثم وقفت عند باب الشقة أنتظر الشباب يصعدون ومن ثم كان أحد الأخوة ولن أذكر كنيته لأنه مشهور جداً ومعروف ، قال لي مازحاً : بارك للشيخ لقد اشترى سيارة جديدة ، والشيخ يتبسم ويقول سامحكم الله ، ثم قال لي أرأيت يا أبا .... ماذا يفعلون بي الشباب ، وكانوا يقصدون أن الشيخ أبو سليمان قد اشترى عربة جديدة له وسموها سيارة من باب الطرفة مع الشيخ ....

بالطبع دخل الشيخ وبارك مسكني حينها ، وكان أحد الشباب بيننا منشداً ، والشيخ يحب النشيد الإسلامي وخاصة تلك الأناشيد التي تعزف على آلام الأمة وأوتار مصابها ، فطلب منه الشباب أن ينشد وقال لا إلا أن يطلب الشيخ أبو سليمان ذلك ففعل الشيخ وأنشد الرجل أنشودة جميلة أذكر منها هذه الأبيات :

أنا من جنود الله حزب محمدِ ... وبغير هدي محمد لا أهتدي
حاشاي أن أصغي لدعوة ملحدِ ... وأنا فتى القرآن وابن المسجدِ

والقصيدة طويلة في الحقيقة وكان الشيخ قد طأطأ رأسه وعيناه تذرفان بالدمع من أثر الأبيات التي أنشدها أخونا أمام الشيخ ، وكانت جلسة من العمر لا تنسى أبداً ، ومن يجالس الشيخ أبو سليمان من المحال أن يمل منه ، ومؤكد أنه سيخرج من مجلسه وهو كاره للخروج من لذة يحسها الإنسان من جلوسه مع الشيخ أبو سليمان ..

وفي ذات يوم من الأيام كنت في مكة أنا وبعض الشباب من مدينتي التي أسكنها ممن يعرفون الشيخ واشتاقوا لرؤيته ، وطلبنا زيارة الشيخ بعد صلاة العشاء فعلى الفور رحب الشيخ كعادته وشكرنا على أن خصصناه بالزيارة ..
صلينا العشاء في المسجد المجاور لبيته والذي لا يبعد سوى أمتار قليلة ، ومن ثم انتظرنا الشيخ حتى انتهى من سنة العشاء وقبلنا رأسه وما زال لسانه يلهج بالدعاء والشكر لنا والترحيب جزاه الله خير ، ومن ثم دخلنا منزله وبدأ يسأل عن أحوال الدعاة والمشايخ في نفس المدينة التي نسكنها ، وبعد قليل من الوقت أتى بعض شباب الطائف ممن يصلون الشيخ باستمرار وبعض شباب مكة ممن هم متواصلين مع الشيخ وأذكر منهم : ، أبوحفص السندي ، أبو يوسف الطائفي ، أبو عبدالله الطائفي أبو جعفر الطائفي ، أبو بلال المكي ، أبو طلحة المكي وأبو سليمان المكي وهو آخر غير الشيخ ، وللمعلومية فإن أبو طلحة وأبو سليمان وتسعة آخرون من شباب مكة هم معتقلون في سجن غوانتنامو ...

المهم كانت ليلة جميلة حيث طلب الشيخ من الجميع الاتجاه للمسبح الذي في منزله كي يستمتع الشباب بالسباحة مع بعضهم البعض ، وجميع الشباب استجابوا لطلب الشيخ إرضاءً له واحتراماً لكرمه ، ومن المواقف الطريفة أن الشيخ كان من ضمن من زاول السباحة معنا بمساعدة بعض الشباب ومن ثم استعانته ببعض أدوات السباحة التي تعينه على الطفو ، وكان بعض الشباب يمزحون مع الشيخ ويحاولون تخويفه بالغرق ، وفعلاً البعض من المقربين له كثيراً قاموا ببعض المزاح الثقيل مع الشيخ ولكن الشيخ يتبسم ويدعو لهم ويقول لمن حوله منا أرأيتم الشباب يريدون قتلي غرقاً ولكني أنا أريد الشهادة ولا بأس إذا ما أتت وأنا غريق فالغريق شهيد في سبيل الله ... وكانت همه الشهادة أن ينالها رغم أن الله قد عذره بمرضه ولكن الأشاوس من الأمة لا يقنطون ويصنعون من البلاء أملاً ومن الاختبار مجداً ..

في ذات يوم كنا في مجلسه وقال له أحد الأخوة يا شيخ أبو سليمان : لقد رأيت فيك منذ يومين رؤيا : فتبسم الشيخ وقال بشرني عسى أن رأيتني شهيداً في سبيل الله ، فقال لا يا شيخ هي بشارة عظيمة ... قاطعة الشيخ وقال يا رجل لا تمزح معي وتعلي من شأني كي لا أصدقك ( يمزح ) وكأنه يريد الرجل أن يسكت ..
فقال يا شيخ رأيتك في المنام وأنت تطوف حول الكعبة بعربتك لوحدك دون أن يساعدك أحد وكنت تطوف في خشوع ووجل وكأنك في حال مهيب ، فسكت الشيخ أبو سليمان لوهلة وقال : أستغفر الله ، نسأل الله أن تكون خيراً وكأنه يزدري نفسه ..


للحديث بقية من حب ــــــــــــ

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 29 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 08 - 10 - 2004 ]

(( 24 ))

فقال يا شيخ واتصلت على مفسر أحلام ذكر اسمه ولست أذكره ، فقال الرجل : قال لي مفسر الأحلام في الهاتف : ( الله أكبر الله أكبر ، سألتك الله إلا أخبرت هذا الرجل أن يستغفر لي ، فقال قلت بالله عليك يا رجل ما هو تفسير الرؤيا : فقال : إن هذا رجل قد منعه مانع عن الجهاد قد عذره الله به شرعاً ، وهو يحمل هم الجهاد والمجاهدين في سبيل الله ، وإن هذا الرجل ليصب في ميزانه أجر المجاهدين في سبيل الله أينما حلوا أو ارتحلوا ) ... عندها ضج الشيخ أبو سليمان بالبكاء وهو يقول : الله المستعان ، الله المستعان ، لقد فرطنا في جنب الله وقعدنا عن نصرة إخواننا المستضعفين في الأرض ، وما زال يستغفر ويهلل حتى ظننا أنه سيخرج من مجلسه ، فبدأ يهدأ ومن ثم يذكرنا بالله وبواجب الشباب تجاه أمتهم وإسلامهم ..
كان يوم في الحقيقة فيه عبرة وعظة وأيقنت أن هذا الشيخ حليفه التوفيق وسيعظم الله بلائه وسيشتد به الكرب يوماً حتى نبصره يزلزل ويبتلى بلاءً عظيماً يمحص فيه ويختبر لأن التاريخ يخبر عن أمثال هؤلاء بعظم البلاء ..

كان الرجل باراً بوالديه براً عجيباً ، فعلى الرغم من إعاقته التي تمنعه من التنقل بسهولة ، إلا أنني زرته يوماً بعد صلاة الظهر وسألت عنه فقيل لي الآن خرج من المسجد متجهاً لبيت والده وكان ذلك في عز الظهيرة وفي صيف مكة الحارق ليزور والديه وهو على عربته ، وكان يفضل أن يذهب بعربته لوحده كي يكسب الأجر العظيم ، وكان بيت والديه قريب من بيته فهو يبعد تقريباً من خمسمائة إلى ثمان مئة متر وقد يزيد قليلاً أو ينقص ، اتجهت نحو بيت والده فوجدته لوحده يجر بيديه العربة كي يصل إلى والديه ...

فأي رجل هذا الرجل الذي ضرب مثلاً عظيماً لطاعة الله وحسن عبادته نحسبه والله حسيبه ..

وتمر الأيام وأسمع من بعض شباب مكة المكرمة أن الشيخ أبو سليمان ذهب إلى أفغانستان بعد أحداث ( 11 أيلول ) حينما تصاعدت الأخبار أن ضربة أمريكية ستكون لطالبان ومن ثم بدأ الشباب يتدفقون على أفغانستان من كل حدب وصوب ، ومن ثم ذهب إلى هناك وقد عذره الله سبحانه وتعالى ، وذهب هو وعائلته ، وقد أبصرت أبنه سليمان وزوجته على التلفاز ولم أبصر أحداً آخر ؟؟

على العموم كنت قد جلست مع بعض المقربين للشيخ أتساءل منهم لماذا ذهب الشيخ إلى هناك وقد عذره الله ، وليس من الواقعي أن يذهب الشيخ في هذه الصورة وهو مقعد إلى أرض قتال فيها حرب الله أعلم كيف ستبدأ وكيف ستنتهي ، ومن ثم هل كانت الصورة واضحة للشيخ عن أفغانستان في تلك الفترة وعن حكم طالبان ، وعن وضع أسامة ابن لادن وووو
فأخبروني أن الشيخ كما تعلم يحب الجهاد ويتتبع أخبار المجاهدين ويبحث عن الشهادة ، وأنه بتتبعه الأخبار بعد أحداث ( 11 أيلول ) أتاه بعض الشباب ممن ذهبوا إلى هناك وأعطوه بعض الأخبار عن الوضع هناك ، ومن ثم ذهب إلى أفغانستان عن طريق إيران ومن ثم إلى داخل أفغانستان ...

وقال محدثي من أحد المقربين للشيخ في مكة : تفاجئنا جميعاً برؤية الشيخ يخرج عبر وسائل الإعلام بجانب ابن لادن وأكدوا أن الشيخ لم يكن يحب الأضواء والخروج على وسائل الإعلام ، وشككوا في هل كان الشيخ أبو سليمان يعلم أنه كان يصور مع ابن لادن في الفيديو أو لا ؟؟؟؟؟

المهم هذا ما ستخبر عن الأيام القادمة بعد انتهاء التحقيقات مع الشيخ وإن شاء الله نبصر الشيخ أبو سليمان يخرج عبر وسائل الإعلام ويقول الحقيقة للناس ، حقيقة أنه خدع وغرر به ، وأنه تفاجئ بما حصل ، وأن المملكة العربية السعودية تبقى اليد الحانية والقلب الرحيم لأبنائها مهما قسوا وابتعدوا ، الشيخ أبو سليمان ليس من شك أنه أعطي أخبار مغلوطة ، وقد علمت أنه ذهب لأحد كبار العلماء في المملكة يخبره أنه ذاهب إلى أفغانستان فأخذ عليه اليمين أن لا يفعل ، وحاولت الاتصال مراراً على هذا العالم كي أتأكد من هذه الصورة ولكن لعلي أتأكد منها قريباً ، المهم أن الشيخ أبو سليمان قال لهذا العالم أنه أتى للسلام عليه لا من أجل أن يستشيره في الأمر ، لأن الأمر قد انتهى وحسم ..

ومن ثم ها نحن نجد بعضاً من الحقيقة أن الشيخ قد ترك في أفغانستان هو وأسرته وبدأت ضربة أمريكية موجعة ، وانسحبت طالبان دون سابق إنذار للعرب ، وذبح من ذبح كما الشياه ، وقتل من قتل بأرخص الأثمان ، ونجى ابن لادن وزمرته في كهوف وجبال كي يخرج بقيادته المحنكة التي أودت بمئات الشباب إلى حتفهم بدم بارد كي يفر هو ومن معه من أرض المعركة ويتحصن بجبال تورا بورا ويخرج على شاشات التلفزة يبارك نصره وينشد ذل الأعداء ، عندها نسي أبن لادن أن دولة بأكملها قد سقطت في يد الأعداء وكان يجهل ربما أن الدولة الثانية في طريقها إلى السقوط ( العراق ) ..

بقي الشيخ أبو سليمان فترة طويلة في إيران دون وثائق شخصية وكأنه ينتظر الفرج من الله بعد بلاء عظيم حل به ، وبعد أن مكر به وبمن معه ممن اغتروا بحقيقة مرة لم تكن واضحة المعالم حينما نفر إليها ..

وسبحان الله وكأن والد ووالدة الشيخ أبو سليمان يلهجان بالدعاء ليل نهار أن يرده إليهما ، وكما قال لي صاحبي منذ أيام في مكة وهو من المقربين إليه أن العفو ربما أتى بسبب دعوة الأمهات والآباء للشباب أن يفتح الله لهم طريق عودة ، وقد حصل ولله الحمد ، ومنذ أن أبصرت الشيخ أبو سليمان على شاشة التلفاز بكيت والله على رؤيتي له في حال صعب ، وتذكرت أيامنا معه ، وقلت في نفسي هذا بلاء يا شخ قد حل بك كي يرفع الله من قدرك فالمؤمن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لا يمكن حتى يبتلى ، وقد أبصرنا جميعاً هذه الرعاية الكريمة من قبل ولاة الأمر وفقهم الله والتي أولوها الشيخ أبو سليمان وأسرته في صورة من صور الرحمة والرأفة عظيمة ، تدل على حسن نوايا هذه الدولة المباركة ، وقد سمعنا ما قاله الشيخ عن هذه البلاد الطيبة والتي تخرج كلماته باعتصار وندم ، ولكنه خطأ لا شك أنه بعون الله لن يتكرر ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..

منذ أن رأيت الشيخ في التلفاز بدأت أتصل على الشباب في مكة ممن هم قريبون من الشيخ أهنئهم على عودة الشيخ ، وكانت ردة فعل الشباب سعيدة جداً حيث استبشروا خيراً وحمدوا الله على عودته ، والكل رحب بخطوته الجريئة هذه ، وأحالوها إلى توفيق من الله لهذا الرجل الذي بينه وبين الله أسرار ، وكان جل من يعرف الشيخ قد سجد سجود الشكر لله على أن أعاده الله سالماً غانماً ...

فأهلاً أبو سليمان وحي هلا في بلادك الطاهرة ، وإن من خذلوك هناك وغرروا بك لا ريب أن الله صانع بهم بقدر ما اقترفوه في حقك وحق الشباب الذين سالت دمائهم على ثرى أفغانستان بأرخص الأثمان لحماقة مطبقة من جراء تخطيط سقيم أراد أن يحوله أسامة ابن لادن من فشل ذريع إلى نصر مؤزر وهيهات ..

حسبنا الله ونعم الوكيل يوم أن أهدرت طاقات وأموال في الأمة على أيدي هذا الرجل أسامة ابن لادن وزمرته ، بسوء تخطيطه وظنونه التي يبصر نفسه من خلالها أنه مجدد للأمة وصانع مجد ، ولكن حقيقته ما هو إلا شخص صغير جعل منه العدو ذلك المارد الكبير الذي يكاد يسيطر على العالم ، وهنا تكمن المشكلة يوم أن يصدق الإنسان نفسه أنه ذلك الهزبر وما هو إلا غمد سيف وليس بسيف ...

للحديث بقية من نبض ........

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 08 - 10 - 2004 ]

(( 25 ))

مرحباً بكم من جديد وأشكركم على المتابعة ...

أيها الأحبة ، بالطبع لست أكره أسامة ابن لادن ، ولست أحقد عليه ، بل ولا أحمل في قلبي عليه شيء للنفس ولذاتي ، فهو صحيح أنه لم يصبني كشخص بأذى ولم يصب لي قريب كذلك بأذى ، ولكنه دفع برجال من الأمة إلى الهلكة دون إثخان في العدو وبدم بارد ، وأهداهم إلى الموت المحقق على طبق من ذهب لأعداء الدين ، مستغلاً في ذلك كله شعبيته الخرقاء وشهرته التي صنعها الأعداء كي يصبح ابن لادن تلك الشماعة الكبيرة باسم الإسلام يعلق عليها كل حدث ويحارب بها الإسلام في كل مكان وبقعة ، ومن ثم يخرج لنا أسامة أبن لادن كي يترحم على هؤلاء الذين غدر بهم وضللهم وانسحب من أرض المعركة كي ينجو مما وقعوا فيه من حتف فهو القائد وأما الجند فلا بأس فغيرهم كثير ومن السهل استدراج أغبياء كثير على شاكلتهم بأهازيج النصر وأناشيد العزة التي سيصنعها لهم ويحلمون بها ، والحجة في ذلك كله الجهاد ، فالجهاد دون أسامة ليس بحق ، والجهاد هو ما أمر به أسامة لا غيره ، وكأن أسامة المشرع للأمة في ذروة سنام دينها ، والنهاية يبدأ أسامة ابن لادن يدخل من يشاء في رحمته كي يقول مهوناً على الأمة أن هؤلاء قضوا شهداء في جنة عدن ، ونسي هو أنه ألقاهم بيديه إلى التهلكة ولم يقف معهم في الميدان كي ينال هذه الشهادة التي طالما هو تمناها ويفر منها ؟؟؟ متناقضات لا يجيب عليها من طمس الله على بصيرته بحب سلبي لهذا الرجل جعل هذا الحب أسامة ماجداً لا يخطئ ولا يزل ، وكأنه نبي مرسل أو ملك مقرب ، أو تتالت الرؤى في تأييد حكم السماء له ، أو أن علماء الأمة أفتوا بالإجماع أن ولي أمرنا أسامة ... وهيهات هيهات ..

نعم لست أكرهك يا أسامة أبن لادن ، ولكنني أنهج نهج أهل السنة والجماعة في الحب والبغض ، ذلك الحب الذي تعلمناه والبغض الذي استقيناه من نصوص الشريعة في الكتاب والسنة ، أن نحب الرجل نحبه في الله بقدر ما فيه من خير ، ونبغض الرجل بغضاً في الله بقدر ما فيه من شر وبعد وغرور وتفرد عن جماعة المسلمين وشذوذ عن العلماء الصادقين ...

من السهل أن نجد الرجل ذو هيبة في المظهر وذو عذوبة في اللسان ، وقوي في الخطابة ، ويجيد دمج الأدلة وتدوير النصوص لصالحه ، فتلك أصلاً ليست من الصعب على أي إنسان أن يجيدها ، بل إن أهل النفاق قد ذكر الله فيهم أنك إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ... فأين العجب ، ولكن هنا يكمن المصاب يوم أن نتبع المظاهر ونبتدع الأفعال دون الرضوخ إلى حكم الله وما أنزل ..



أسامة ابن لادن لا شك أن جميعنا كنا نكن له المحبة في الله يوم أن كان مجاهداً في أفغانستان ضد الجيش الأحمر الروسي ، ولكن بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، نهج أسامة نهجاً آخر ، وكان هذا النهج مبيتاً في داخله منذ أن انتهت أزمة الخليج الأولى إبان غزو صدام للكويت ، والذي غضب فيه أسامة أبن لادن غضباً شديداً حيث طرح فكرة أن يدافع هو وبعض من معه عن المملكة ضد غزو العراق ، وهذا الأمر الذي لا ريب أنه قوبل بالرفض حيث كانت أفغانستان معركة لم تنتهي بعد ، ونقل معمعة أولئك الرجال هناك من كل حدب وصوب لمملكتنا الحبيبة لم تكن مستساغة أصلاً لا عقلاً ولا واقعاً فجنود صدام بعدته وعتاده على مشارف الخفجي وهل ننتظر حتى تكون السعودية أفغانستان جديدة لابن لادن ورجاله ، وهل سيكون العالم في أمان بهذه الخطوة البعيدة الواقعية ولا يقرها إلا من سفهت أحلامه ؟؟ ، وهو الأمر الذي أحال أسامة إلى الخروج من المملكة غاضباً ، كي يصبح تفكيره في أفغانستان تفكيراً همجياً وأنانياً ، ففي داخله يترعرع غضب كبير نحو المملكة العربية السعودية ، وبدأ يعد في تنظيمه العدة للاتجاه بأعماله إلى خارج أفغانستان في تنظيم القاعدة الذي كان يحسبه تنظيماً سرياً من الصعب أن يتم اختراقه ، في حين أن هذا التنظيم معلومة أسسه ومشهورة طرقه ، ومنتشرة خططه ، وواضحة نواياه ، فهي ترمي إلى زعزعة أمن العالم الإسلامي بحجة أن حكامه كفرة وطواغيت وأن علمائه عملاء وركنوا إلى الدنيا ، فلم يبقي ابن لادن لأحد قدم صدق إلا من نهج نهجه ونهل من فكره وتشبع من نظرته للأمور ، ومن خالفه فذلك من المغضوب عليهم والمبعدين ولا تستغرب إذا ما هدد بطرده من التنظيم ...

فأوامر أسامة ابن لادن في تنظيمه القاعدة لا يقال لها كلمة ( لا ) فيأمر من يأمر بالذهاب إلى السعودية لتعلم الحاسوب مثلاً فيذهب وعليه أن يترك أرض أفغانستان لهذا الهدف لأنه يجهزه للغد القريب ، ويأمر من يأمر لتعلم اللغة في الخارج فيذهب ، ومن يتعلم الطيران فيذهب ، وووو هكذا بدعم قوى منه منتشرة في العالم العربي والإسلامي يحركها بأموال لطالما جمعها في حربه بأفغانستان ، والعجيب أن الكثيرين يظنون أن ثروة أسامة ابن لادن ذهبت معه في كهوفه وتنقلت معه عبر الحدود ، وهذا ليس بصحيح البتة ، فما قام به أسامة ابن لادن وتنظيمه هو جمع الأموال الطائلة التي كانت تتدفق على أفغانستان في حسابات بنكية ، ومن ثم أرسل شباباً من تنظيمه من الخليج العربي والدول الإسلامية كي يشغلون هذه الأموال وينمونها كي تكون جاهزة للغد القريب الذي يحلم فيه أسامة ابن لادن بسيطرته على العالم ومن ثم يقوم بتبديل حكوماته حسب نظرته ورؤيته للأمور ، ولكن مع كون أن تم من خان ابن لادن من رجاله وفر بالمال وسرق ، ومن سيلاحقه أصلاً فذلك مال من المحال أن يقوم ابن لادن المطالبة به ، وصعق ابن لادن في ضربات كثيرة من تنظيمه أثرت فيه كثيراً وأنهكت من قواه ...


ومن ثم يجب أن ندرك أن أسامة ابن لادن لم يكن يصل إلى ما وصل إليه إلا بيد عون من العدو الذي مهد لصناعة شبح أسمه أسامة ابن لادن ، لأن ابن لادن في الآونة الأخيرة ضعف فعلاً ولكنه ضعف تم تلاشيه بتغذية من العدو حتى فعل فعلته المرتقبة من عدوه وتحت نظر الأعداء كي يحقق لهم الهدف ومن ثم تثور ثائرة الكفر ويصبح أبن لادن في معزل بعد استخدامه للغرض المراد ومن ثم يصور هو أنه يستطيع أن يضرب في كل مكان وتحت كل سماء وفوق كل أرض وهو في كهفه الذي لو كان محطة فضائية ويملك فيها شهباً لم يستطيع أن يفعل ما يقال أنه فعل ، وأول المصدقين لفعاله هو ولعله اغتر كثيراً بصيته الذي انتشر في مشارق الأرض ومغاربها ، وأعجب بصوره التي تملئ شاشات التلفزة ، وظن فعلاً أنه هو وراء كل شيء ، وأن من يفعل هذه الأفاعيل هم رجال له كانوا قد عقدوا العزم على مواصلة نهجه الذي نهجه بالقتل والتفجير في كل مكان بحجة القضاء على التواجد الغربي في بلاد المسلمين وإن أنقطع اتصالهم به إلا أنهم على عهده ماضون ، ومن هؤلاء الماضون من نبصرهم اليوم قد أحالوا أحلام ابن لادن إلى حقيقة هي نقل المعركة إلى بلاد الحرمين كي يرد أسامة الصاع بالصاع كما يظن ..

أسامة ابن لادن أبغضه في الله نعم لأنه أهدر في الأمة من الطاقات والأموال ما يفوق الوصف في سبيل تحقيق غايات غريبة وأهداف غير واضحة المعالم ، وكل ذلك بجهل مطبق يدل على تشتت فكره وعدم استراتيجية في العمل لكون هذا العمل مبني على غير علم وفهم للدين ، فكلنا يعلم أن ليس في حياة أسامة ابن لادن شيخ واحد نهل من على يديه العلم ، ولم نسمع أن أسامة ابن لادن أصبح من الراسخين في العلم كي يفتي لنا ويحل ويحرم ويكفر ويدخل في دين الله من يشاء أفواجا ويخرج من يشاء ، ولكن شيخه ومفتيه الظواهري إبراهيم الذي تتلمذ في مدرسة مصر أرض الكنانة ويا لها من مدرسة ثائرة بين ما يسمى الإخوان ونهج الجهاد ومن ثم التكفير الذي جمع بينهما ، وبدأ أسامة يصرح على لسان شيخه الظواهري ما يتعلمه منه على حرف ، ومن ثم ما أكثر أن يصر أسامة على رأيه وكأنه الذي لا يخطئ ولا يزل وللأسف الشديد ...

ويتبين ذلك جلياً من خلافاته الشديدة مع رجال الجهاد الفضلاء ، ممن جاهدوا في سبيل الله على علم وبصيرة لا على تخبط وجهل في الدين بحماسة لا تبقي ولا تذر
وكان من أشد المخالفين لأسامة ابن لادن ومنهجه في تنظيمه تنظيم القاعدة هما رجلان وليس هما الوحيدان بالطبع ، الأول : الشيخ الشهيد عبدالله عزام والذي قتل رحمه الله في عملية اغتيال كلنا يعلمها ، والثاني الشيخ جميل الرحمن السلفي المنهج الذي اهتم بالتوحيد والدعوة الحقة وفتح المدارس التعليمية على نهج السلف ، والذي قتل على يد رجل مصري ينتمي إلى حزب قلب الدين حكة يار .. ولعلي أتطرق لقصة مقتل الشيخ جميل لاحقاً ...


الشيخ عبدالله عزام رحمه الله تعالى وتقبله هو وابنه في عليين ...
بالطبع كلنا يعلم من هو الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ، فهو عالم جليل علمه معلوم لكل من يعرفه ، فهو الدكتور عبدالله عزام دكتور الفقه الذي بدأ تدريسه في الأردن ومن ثم في السعودية ومن ثم في باكستان ومن ثم التحق بصفوف المجاهدين في أفغانستان ، وكان الشيخ عبدالله عزام هو القلب النابض للعرب من جميع أنحاء العالم العربي ، فهو الفقيه والمحدث عن علم ، متبع غير مبتدع ، ناصح لله ولرسوله لا يخاف في الله لومة لائم ، هو الصدر الحنون والقلب الطيب الذي يحتوي الجميع ، غير أنه في الحق سيفاً على الباطل يبصر ببصيرة العلم والفهم للكتاب والسنة ، فمؤلفاته تخبر عن عمق علم هذا الرجل والتي تجاوزت مجموعة كتبه على المئة والخمسين كتاب طبعت في سلسلة في باكستان ، وأما أشرطته ففاقت الـ ( 1500 ) شريط رحمه الله تعالى ..
الشيخ سلفي المنهج ولا ريب ، وسلفي على تأصيل معتدل ومتزن ووسطية كان قد بدأها يوم أن لم يبدأها البعض إلا اليوم ، حتى يحتار فيه المخالط وفي فكره الذي تفرد به من أين هو ، أسلفي أم إخواني أم جهادي أم ...

وقالوا أن الشيخ عبدالله عزام محسوب على الإخوان المسلمين ، وأنا أقول نعم يظن البعض أن كل من التحق بتيار الجهاد وصفوف القتال قي سبيل الله بدا وكأنه من الإخوان المسلمين حيث أن وسائل الإعلام قد أبقت على هذه النظرة في أذهان كل مستمع ، وحينما نطلق الإخوان نطلقه من بداية تاريخهم في مصر ومن ثم في أنحاء المعمورة في مدرسة حسن البنا وسيد قطب ، ولن أتحدث عن جهبذين لهما مالهما وعليهما ما عليهما ، ولن أخوض في أقوال العلماء في شطحات في المعتقد لبعض الإخوان المسلمين ومخالفات شرعية كثيرة ، وسياسات الاغتيال والقتل والتكفير والهجرة ممن نسبت إليهم ومن ثم أحيلت إلى تيار الجهاد الإسلامي في مصر والحقيقة أن الجميع يلقي على الآخر تبعات سقطاته ، وأظن أنه منذ أن خرجت وسائل الإعلام وانفتحت أبصرنا ما فيه الكفاية من بيان لنهج الإخوان ناهيكم عن مؤلفات عدة وأقوال للعلماء في هذا الصدد ومنها قول العلامة ابن باز وعتابه على الإخوان في قلة جهدهم في الدعوة والتصحيح والنهج الصحيح في نبذ البدع والجهل ، وقد قالها منظر الإخوان المسلمين منذ أيام واعترف على قناة السعودية الأولى وهو في مصر أنهم فعلاً كانوا يعيشون واقعاً خطأ ويرتكبون أفعالاً خطيرة ، وقال بعدما رجعت لطلب العلم أبصرت أنني كنت في جهل كبير وكنت أستغرب مما كنا نفعله كإخوان مسلمين ، وأعاد سبب تأييد الكثيرين لهم إلى العاطفة الجياشة تجاه قضيا المسلمين من قبل الناس دون الرجوع إلى الكتاب والسنة ، فتغلب الحماسة على العقل والنصوص ، وهذا دليل جهل الكثيرين في أمور دينهم والتي أشغلتهم عنها أمور دنياهم .

للحديث بقية ،،،،

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حزب البعث من الألف إلى الياء لا تسأل بعد هذا خالد الشماسي المنتدى الإسلامي 13 25 - 01 - 2011 08:16
الحقيقة مستوى الخدمات في رنية نديم القوافي أخبار مدن قبيلة سبيع الغلباء 3 14 - 10 - 2009 18:38
الحقيقة ؟!! attitude منتدى التاريخ والأنساب 2 21 - 11 - 2005 00:46
ذكريات من ليلة وفاتي ....... الصيدلي المنتدى الإسلامي 3 14 - 11 - 2004 07:37


الساعة الآن 10:19.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها