هذه المقاله كنت ابحث عنها.وأتمنى من الجميع قراءتها

[المحيسني]

مطشر المرشد - مستشار مالي 18/04/1427هـ
Motasher@yahoo.com

المتابع للتحليلات والتفسيرات التي يطلقها بعض المحللين في هذا السوق الخليجي أو ذاك يمكنه التعرف على حالة التخبط التي تمر بها أسواق المال في منطقة الخليج, حيث يحمل المحلليون سوق الأسهم السعودية كامل الملامة، والغريب أن حتى عامة الناس وبعض المحللين في بقية البورصات العربية يقومون بتوجيه أصابع الاتهام نحو سوق الأسهم السعودية محاولين تفسير ما يحدث في أسواقهم!
أيضا وفي السوق السعودي هناك تخبط واضح في التحليل والتكهن بما يخص أسباب الكارثة التي حلت بسوق الأسهم، ولقد تنوعت التفسيرات والتبريرات وسط ذهول كافة المتعاملين من صغار المتعاملين إلى كبار المستثمرين خاصة أن الاقتصاد السعودي يمر بأفضل فترة نمو وانتعاش في إجمالي الناتج المحلي، فقد وصل الحال لأن يقوم بعض المحللين بتوجيه أصابع الاتهام نحو صغار المتعاملين يتهمونهم بقلة الوعي والمبالغة في الاندفاع! يا للعجب، فهل جميع سكان نيويورك أو لندن أو سنغافورة ينتمون لعائلة جورج سورس أو وارن بفت؟ الموضوع أكبر من ذلك وقلة الوعي موجودة في جميع أسواق العالم، بل إني أجزم بأن ثقافة صغار المستثمرين لدينا أصبحت توازي ثقافة أصحاب القمصان الحمراء والصفراء والزرقاء الذين يتدافعون في صالات النايمكس وشيكاغو مركنتايل، والدليل أنني قبل نحو شهرين كنت في رحلة برية في الصمان استوقفني أحد ملاك الإبل وبعد أن قدم لنا الصميل وشربنا منه قال "يا خوي أنتم وش بلاكم دوم متشائمين جاكم الذيب جاكم وليده شوفوا أسعار النفط وما يقوم به قادتنا رعاهم الله من خطوات اقتصادية جبارة آخرها زيادة رواتب الموظفين"، وحاولت أن أقول له إن أسواق الأسهم تنخفض مثلما ترتفع فقاطعني وقال "أنا لا أضارب أشتري الأسهم القيادية وأحتفظ بها ودام البترول مرتفع والسيولة ترتفع وما به فرص استثمار بديلة والشركات تربح سوقنا يبي يعود".
واليوم لا أدري ماذا فعل هذا الرجل الكريم خاصة بعد انهيار أسعار الأسهم ما يقارب 57 في المائة, وهل باع أسهمه القيادية أم لا؟ وما أتمناه هو ألا يكون قد قام ببيع بعض الإبل لتعديل أسعار أسهم محفظته.
المهم ما أود قوله للذين يستخدمون انهيار سوق الأسهم السعودية أو قلة الوعي لدى صغار المستثمرين شماعة يعلقون عليها تخبط بورصات المنطقة وانهيار أسعار الأسهم في السعودية, أرجو ألا تتجاهلوا الأسباب الحقيقية, وهي أن موجة الانهيارات بدأت في الإمارات والكويت وقطر بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2005, ومن ثم لحقت بها السوق السعودية نهاية شباط (فبراير) 2006. وقد يكون لزيارة رئيس صندوق النقد الدولي المنطقة بنهاية العام الماضي علاقة بما هو حاصل اليوم حيث اتخذت السلطات المالية في الخليج العديد من الخطوات, وفي فترة زمنية قصيرة للحد من ارتفاع أسعار الأسهم. فقد تم تقليص حجم القروض ونسب التسهيلات التي كانت تمنح للأفراد بغرض المتاجرة في الأسهم ومن ثم منعت الشركات من البيع والشراء في أسواق الأسهم وفتحت دول الخليج المجال لطرح العديد من الاكتتابات الجديدة واستخدمت كوابح أخرى. كل هذه الإجراءات اتخذتها دول الخليج في الفترة ما بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 وشباط (فبراير) 2006 رغم القفزات المستمرة التي حققتها أسعار الأسهم منذ بداية 2004. ولكي نكون منصفين يجب ذكر أن صندوق النقد الدولي ذكر قبل خمسة أيام أن "موجة التصحيح التي ضربت أسواق المال العربية شارفت على الانتهاء, ولكنه أيضا حذر من فقاعة في القطاع العقاري!" فهل يذكركم هذا بأزمة أسعار الصرف وأسعار الأسهم في منطقة النمور الآسيوية خلال الفترة ما بين 1997 و1999؟ وهل الوقت أصبح مناسبا لكي نرى صناديق استثمار وشركات تابعة للدول الصناعية السبع تقوم بشراء أسهم شركات في قطاع البتروكيماويات والغاز والبنوك, كما فعلت "جي إم" مع "دايو" الكورية, وأيضا مثل ما قامت به بعض البنوك العالمية حين استحوذت على بنوك في إندونيسيا بأثمان بخسة؟