اللقاء مع المؤرخ الأستاذ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي [ الأول والثاني ]

[قاسي ابن قاسي]

جزاك الله الف خير

[حزم الجلاميد]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[صامل الميقاف]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

قاسي بن قاسي جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

مقابلة المؤرخ الأستاذ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي ( الجزء الثاني ) :-

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلقه وخاتم رسله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين
اهلا ومرحبا بكم مع الجزء الثاني من مقابلة مؤرخنا الفاضل وفيها الكثير والكثير من المواضيع التاريخية الهامة عن قبيلتنا تحديدا وعن القبائل ذات العلاقة معنا سواء علاقة نسب او علاقة ارض لن اطيل عليكم اتتركم مع الجزء الثاني من المقابلة

س/ متى عرف اسم سبيع كفخذ ؟ ومتى عرف كقبيلة ؟
ج/ عرف ذلك من ذكرهم كأسرة أو فخذ في زمن الجاهلية – وقُبيل البعثة النبوية الشريفة حدثت وقعة بين قومهم جعدة وبين باهلة وتلك التي سببت الغضب والمهاجاة بين عقال ابن خويلد ابن الاعلم رئيس بني عقيل وبين شاعر بني جعدة (النابغة الجعدي )

فأبلغ عقالا أن غاية داحس=بكفيك فاستأخر لها أو تقدم

فقال : عقال : لا بل أتقدم يا أبا ليلى

فقال : النابغة:

تجير علينا وائلا في دمائنا=كأنك عما ناب أشياعنا عم

فقال : (عقال ) لا بل على عمد ياأبا ليلى ..

فقال النابغة

فما يشعر الرمح الأصم كعوبه=بثروة رهط الأبلخ المتظلم

فقال : عقال : لكن حامله يا أبا ليلى يعلم(1 )
فهو سبب المهاجاة بين رئيس بني عقيل و بين النابغة الجعدي:
قال أبو عمرو الشيباني ( ت 206هـ ) قال: ( أبو الفرج الأصبهاني (ت 356هـ ) في ذكر النابغة الجعدي (ت نحو 50 هـ ) هذا الشعر لعقال بن خويلد العقيلي يحذره غب الظلم لما أجار بني وائل بن معن وكانوا قتلوا [ رجالا ] من جعدة فحذرهم مثل حرب البسوس أن قاموا على ذلك فيهم قال: أبو عمرو الشيباني: كان السبب في قول: الجعدي هذه القصيدة ان المنتشر الباهلي خرج فأغار على اليمن ثم رجع مظفراً فوجد بني جعدة قد قتلوا إبنا له يقال له: سيدان وكانت بأهلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ثم في بني جعدة . فلما أن علم ذلك المنتشر وأتاه الخبر أغار على بني جعدة ثم على بني سبيع( 2 ) في وجهه ذلك فقتل منهم ثلاثة نفر

فلما فعل ذلك تصدعت بأهلة فلحقت فرقة منهم .يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي . ولحقت فرقة اخرى يقال : لهم بنو قتيبة وعليهم حجل الباهلي بيزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي فأجارهم يزيد بن عمرو وأجار عقال وائلا .. فلما رأت ذلك بنو جعدة أرادوا قتالهم فقال : لهم عقال(3 ) : لاتقاتلوهم فقد أجرتهم فأما أحد الثلاثة القتلى منكم فهو بالمقتول وأما الاخران فعلى عقلهما . فقالوا : لانقبل إلا القتال ولا نريد من وائل عيرا ( يعني الدية ) فقال : لاتفعلوا فقد أجرت القوم فلم يزل بهم حتى قبلوا الدية
قال حمد الجاسر رحمة الله : ( ومن هنا يتضح أن قبيلة باهلة تصدع كيانها بعد هذه الحادثة وتفرقت بعدما أصابها بسبب قتل ابن المنتشر – إذ انتقلت بعض فروعها عن بلادها فحلت بيشة وما حولها من الأودية .. ولما جاء الإسلام – وفد أحد رؤساؤها الذين يسكنون في جهات بيشة وهو مطرف بن الكاهن وقد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وأخذ لقومه أماناً وكتاباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أحكام الزكاة وفيه نص صريح عن سكنى الباهليين في تلك الجهات وأن لهم ما ملكوا(4 ) . أهـ .


قلت : ويفهم من سياق هذه الحادثة المتقدمة أن المنتشر وقومه باهلة بعد قتلهم لثلاثة رجال من سبيع لاذوا بالاستجارة والاحتماء بأقوى فرعين من ربيعة( 5) بن عامر بن صعصعة – ( عقيل بن كعب بن ربيعة ) و ( كلاب بن ربيعة ) وبذلك نجوا من سيف القصاص المحتوم ، وحتى من دفع دية القتلى – وهذا ما أثار حفيظة شاعر بني جعده ( النابغة الجعدي ) وحمله على منافرة( 6) (سيد بني عقيل ) بحدّة ومرارة شديدة .. إلا أنه وقومه في النهاية رضخوا لحكم هذا السيد ومن ثم قبول الدية على مضض والحق أن هذا الحدث لابد أن له أصداؤه ووقعه الخاص بين العشائر العامريه .. ألخ .
فليس كل ما يفعله القادة دائماً يكون برضا قبائلهم أو مشورتهم .. ولكننا مع ذلك لا ننكر وجود بعض العادات والأعراف القبلية التي تمارس منذ القدم ولا تزال وهي تفعل فعلها في النفوس بين الناس بغض النظر عن مسألة القربى أو صلة الأرحام .
إذا فسبيع في مسماه فرع من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكثيرا ما تنسب فروع القبيلة الواحدة إلى الفرع المشهور منها وإن لم تجتمع معه في الأب القريب وهنا سنرى الشعراء من مختلف الفروع العامرية تجاوزوا عشائرهم – أو الأصح قبائلهم وذهبوا بمدائحهم وأمجادهم ومفاخرهم إلى الجد الأعلى لقبائلهم عموما – عامر بن صعصعة وقد سجلها لهم المؤرخون في مدوناتهم وكتبهم وأصبحت معروفة وموجودة – أقول ذلك لأنه نقل إليَّ أن البعض يكتب في المنتديات القبلية فيقول – لماذا ينتسب سبيع إلى عامر بن صعصعة – وسبيع قبيلة حديثة التكوين أو يقول سبيع تكوين حديث نسبيا وغير ذلك من الأقوال التي لا تستند على واقع معلوم ولا على حقيقة وأنا لم أتابع أو أطلع على تلك المنتديات ولكن مثل هذه الكلام ينافي واقع القبيلة وتراثها وحقائقها المتعارف عليها ولا يجب التمادي فيه بغير نصوص مقنعة أو براهين واضحة للجميع وإليك أقوال هؤلاء :
منهم قادة وشعراء من مختلف تفرعات عامر بن صعصعة وبدون استقصاء في هذه الموضوع :
قال حميد بن ثور( 7) الهلالي:

قومي بنو عامر قوم أشير بهم =فالأصل مجتمع والفرع منشور
والجد أعيا الحاسدين له =وليس لخلق الله تغيير

ويقول عامر بن الطفيل الجعفري الكلابي( 8) :

بنو عامر قومي إذا ما دعوتهم=أجابوا ولبى منهم كل ماجد

وله أيضا :

إني وإن كنت بن سيد عامر =وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر عن قرابة =أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

ويقول لبيد بن ربيعة الجعفري الكلابي( 9) وقد شهد يومي حوي والذهاب من أيام فيف الريح:

إني أمرؤ منعت أرومة عامر=ضيمي وقد حنقت علي خصوم
منها حوي والذهاب وقبله=يوم ببرقة رحرحان كريم

وله أيضا وقد شهد يوم الإفاقة :

ونصرت قومي إذ دعتني عامر =وتقدمت يوم الغبيط وفود

وقال الأقرع بن معاذ القشيري(10 ):

خلقت من الأشراف آل عامر =كموقع أم الرأس فيه المسامع
فما طمع الأعداء مني بعثرة =ولا دنستني عند ذاك المطامع

ويقول رجل من بني نمير:

ونحن إلى عامر نعتزي =فأكرم بوالدنا والدا... ( الغندجاني)

ويقول الراعي النميري( 11) :

فلما التقت فرساننا ورجالهم=دعوا يالكلب واعتزينا لعامر

ومثل هؤلاء : النابغة الجعدي عندما رعت بنو عامر زروع البصرة وكان أبو موسى الأشعري أميرا عليها فبعث في طلبهم فتصايحوا ( ياآل عامر – يا آل عامر ) وكان النابغة الجعدي لدى أبو موسى فخرج في عصبة معه فلما أوتي به إلى أبي موسى – قال له ما أخرجك؟ قال سمعت داعية قومي ...

وله حديث معه وهذا ما ذهب إليه ( السمعاني(12 ) في الأنساب ) والسمعاني من أهل القرن السادس الهجري قال: ( إن بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصة وبني قشير وعقيل والحريش وجعدة أبناء كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وبني نمير وهلال ابني عامر بن صعصعة وبني سلول وهم مرة بن صعصعة ، كل من كان من أولاد هؤلاء البطون ينسبون إلى الجد الأعلى فيقال له [ العامري ] وفي أواخر القرن السابع الهجري نجد أبو حمزة العقيلي(13 ) يقول :
أنا أبو حمزة من سلالة عامر =خيالها المعروف بالهيجاء.

هكذا رأيناهم – حميد بن ثور الهلالي لم ينتسب لقومه بني هلال بل انتسب لعامر القبيلة الأم ومثله الكلابيين : لبيد لم ينتسب لبني كلاب أو يدعو لهم – وكذا ابن عمه عامر بن الطفيل ( سيد بني عامر في عهده ) ومثل هؤلاء بقية من ذكرناهم فلماذا لا نجيز لسبيع الانتساب لعامر مثلما أجيز لهؤلاء القدماء من الشعراء ومن بعدهم ...

مسمى (سبيع ) كقبيلة

وعرف المسمى كقبيلة في القرن الرابع الهجري في عام 358 هـ( 14) ورد إسم سبيع كقبيلة ضمن القبائل التي شكلت حلفي خندف وشبابة. وذلك تلبية لطلب الأشراف بمكة المكرمة لما قامت لهم ولايتها في العام نفسه .
وفي عام 530هـ(15 ) جاء ذكر سبيع كقبيلة أيضا في الحديث عن حروب حدثت بين بطون من غامد دخلت بطون من سبيع في إحداها مساعدة لها وضد الأخرى ثم دخلت فيها وأصبحت في عدادهم.
وفي سنة 761 هـ( 16) اشتركت سبيع كقبيلة في إحدى المعارك التي جرت في الشرق من مدينة رنية قرب جبل شثير وشثِّير وهما جبلان في الشرق من مدينة رنية على ضفة واديها من الشرق على بعد 130 كلم من المدينة
وفي عام 829 هـ
قوله : في لية الخميس السابع عشر من جمادي الآخر عام 829هـ توفى الشريف حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسني أمير مكة ونائب السلطنة بالديار الحجازية رحمه الله ، فرثاه الشعراء وممن رثاه الأديب العلامة بدر الدين حسين بن محمد العليف المكي [ 794 – 856هـ وله في رثائه قصيدة طويلة – ومما جاء فيها قوله :-

تبكيك ركبة بغثها وكلاخها =والحنو من حضن إلى قران
تبكيك سبيع بل مطير بعدها =والغامدي يبكيك والعدواني
تبكيك طي ثم زعب بعدها =تبكي بنولام بدمع قان

قال الأحيوي – وأظن أن هذه القصيدة في كتاب الأشعار بما أنشدت من الأشعار – لعمر بن محمد بن فهد المكي و*** كذا – في الأصل – ولعلها زعب – قلت – و*** فرع كبير من بني هلال بن عامر بن صعصعة " ابن خلدون"
وفي سنة 944هـ
قال : جار الله بن العز بن النجم بن فهد المكي – شهر ذي القعدة الحرام إستهل كاملا بالأثنثن من سنة 944هـ :- وفي صباحها سافر صاحب مكة السيد أبو نمي محمد بن بركات الحسني إلى جهة الشرق على نية محاربة عرب سبيع وشيخهم الرويبي وأخفى طلبه لذلك فأنذر خصمه به ففر منه ولم يلحقه فقد أنه وقع على الشريف في ليلة ثالث الشهر مطر قوي بثلج كبار ففر بعض خيله من ذلك حتى وجدهم مفرقين واستعمل من الثلج أخوه الشريف أبو القاسم ابن السيد بركات فمرض بالحمى وكتم باطنه نحو جمعة ثم قضى نحبه في عصر يوم الخميس حادي عشر الشهر فجهزه شقيقه على راحلة له وأرسل معه ولده السيد أحمد والشريف عرار بن عجل وغيره من الأشراف وال**** فجدوا به في السير مسافة خمسة أيام في يوم وليلة وصلوا به إلى مكة في عشاء ليلة السبت ثالث عشر الشهر ودخلوا به على منزله وجهز فيه وصلى عليه عند باب الكمعبة في صبح تاريخه .أ.هـ

قلت وبلاد سبيع كما هو معلوم هي في الشرق من مكة المكرمة على البعد المذكور والرويبي – منسوب إلى قبيلته الروية من سبيع لايزال هذا اسمها وسبيع شبه متحضرة مستقرة باستقرارها في بلادها المعروفة بها ( وديان سبيع) وفي يوم رنية وبنو عامر ( سبيع )

( غزو الشريف لسبيع)

فسل بني عامر عن يوم رنية=إذ وافوه بالعاديين الخيل والرجل

ذكر : عبدالجليل بن ياسين البصري المولود عام 1190هـ في الحديث عن والده وملاطفة الشريف له ،قال ولما وصل الشريف إلى الطائف ، ولم يزل يتعاهد الوالد بالمكاتبة اللطيفة والمراسلة الشريفة وبشره بسلامة أخيه عبدالمحسن من بعد وقعة سبيع ، ولما قدمنا إلى الطائف عامله بتلك المعاملة وزيادة إلى أن غزا سبيعا وهو على أجمل حال معه ولما ظفر بالقوم وجاء البشر منه وهو محسن بن علي المضايفي تتواجه مع الوالد واخبره بصورة الوقعة وكذلك أخبر أعيان مكة ،فأحب الوالد أن يكافئ الشريف على حسن سيرته معه وكمال وقاره وحشمته له فنظم هذه القصيدة الفريدة مهنئا له ومادحا ..ثم أورد القصيدة وهي قصيدة طويلة نجتزئ منها هذه الأبيات :

العبدلي ذلت لصولته أحياء معد=وقد أوفوا على القللِ
فسل بني عامر في يوم رنية =إذ وافوه بالعَاديين الخيل والرجل
وفي الحصون أسود الغاب كافية =حول الشبول ودون الأعين النجل
أبدالهم حلمه فضلا ومرحمة =فصيروا ذاك عن عجز وعن كسل
حاد الغرور بهم عن كل صالحةٍ=فأظهروا البغي والعدوان في السبل
أسال واديهم بالخيل تحسبها =سيلا تحدر فيه من ذُرى جبل
يايوم صبحهم والجو معتكر=ولمع البيض كالشعل
فأورد الخيل والأبطال واجمة =وقد غدت ( الميران ؟ ) كالفتل
إن ابن عبدالمعين الشهم ذو خلق=بالبر والعدل والإحسان محتفل

- كذا نسبهم لأحياء معد – لأنهم عدنانيين وكذا نسبهم لواديهم ( وادي رنية ).


وفي أثناء الصراع القبلي في نجد ذلك الصراع الذي قام على مقربة من الحدود الشرقية لبلاد سبيع فبعد زوال سيطرة القبائل العامرية على نجد لقرون عديدة – أصبح بعدها نجد لمن طالت قناته فتداول سكنى نجد عدد من القبائل الكبرى كل واحد تزيح التي قبلها ففي القرن العاشر ظهرت قبيلة بني لام في نجد وفي القرن الحادي عشر ظهرت قبيلة عنزة فأزاحتها وفي القرن الثاني عشر كانت قبيلة مطير صاحبة السيادة على نجد وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري زاحمتها قحطان ورئيسها هادي بن قرملة وامتد نفوذه في نجد لا ينازع وفي منتصف القرن الثالث عشر الهجري ظهرت قبيلة عتيبة الحالية وهكذا ومع أن هذه القبائل الكبرى ذات الشوكة والقوة تتصارع على نجد ويخرج بعضها بعضا ومع هذا لا نرى أي منها تقدم على بلاد سبيع في الوديان فاحتلها وأخرجهم منها كما يحدث في نجد وذلك لقوتهم ومنعة بلادهم.
وهنا نعود للقبيلتين الأخيرتين قبيلة قحطان وشيخها محمد بن هادي و قبيلة برقا من عتيبة وشيخها تركي بن حميد – وذلك في منتصف القرن الثالث عشر(17 ) الهجري – وعندما نزل الشيخ تركي بقومه في جانب من بلاد سبيع – بطرف عرق سبيع في الشرق من مدينة رنية ونخاهم(18 ) بقصيدة وجهها لهم في الوديان وهي مشهورة ومتداولة بين كبار السن بالمنطقة حتى عهدنا الحاضر – بدأها بقوله:

يالله يايلِّي ماش شيء يكوده =يمصرف الدنيا على كل تصريف
أفرج لمن هو أخلتبه جنوده=أحد سند واحد حدر يمة السيف

إلى قوله:

بين القهب لشعل(19 ) وطية نفوده =وأصيح للغلبا بروس المشاريف
أهل ديار موثقين حدوده = وأهل إمهار يلعبن العجاريف(20 )
من حدة البرقا لشرقي نفوده =حامينها الغلبا بحد المراهيف

إلى قوله:

إنشد سعد من صاحبه ويش زوده=اللي يوصف له من الحكي توصيف
ما جاب طهطام حصان يقوده=ولا مهرة تبرى لجيش المناكيف
إن خاف قرب جدهم من جدوده= وقال حنا على عامر عصاة مواليف
ويوم الحوياء ما أمنت من عهوده= أمسى وسراله جموع مراديف

...إلخ

ومن هذه القصيدة يتضح الآتي:
1- اتفاقهما ( الشيخ تركي والشيخ محمد ) في موقف الجد على عامرية سبيع أي أن أصولهم إلى عامر بن صعصعة .
2- ذكر تركي لقب القبيلة سبيع الغلبا ثم ذكر أن حدود بلادهم موثقة ومحصنة وعرف تلك الحدود وسماها وأنهم حامينها بحد السلاح وأنهم أهل الخيل – أي قوة – ومن يملك الخيل آنذاك يملك القوة .
3- عتب الشيخ تركي على الشيخ سعد بن قطنان السبيعي شيخ قبيلة المراغين في رنية – ثم سؤاله لسعد عما جناه أو استفاده من صاحبه – وهو يعني محمد هادي ( خال سعد بن قطنان ) ثم أوضح جانبا من معاملة الشيخ محمد بن هادي لسبيع بحيث أنه يقول من ناحية أنه وسبيع في عامر( 21) ، ومن ناحية أخرى يقوم بغزوهم في بلادهم ثم ذكَّر تركي سبيع بيوم الحوياء وهو يوم تعرفه سبيع وتركي يؤكده لأنه من مساوئ الخصم عند سبيع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش/
1- انظر ( كتاب – الممتع )

2 - وكلمته عن ( بني) تعني أبناء ( سبيع ) المنصوص على وجودهم آنذاك كثروا أو قلوا . قال الأحيوي: (أن سبيعا فرع من بني جعد بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن وأشار إلى ذكرهم في القصة أعلاه )
قال غيلان بن الربيع الِّصِّ :[ إلا هل إلى حومانة ذات عرفج ووادي سبيع يا عليل سبيل ]

وقال ياقوت الحموي – الضحاكة : إسم ما لبني سبيع عن يعقوب بن السكيت . أنظر " مجلة العرب " س 29ص404 ومجلة العرب س25 ص651 وس26 ص282 وس28 ص837 .

3 - عاش في الجاهلية وأدرك زمن الرسول  وقد وفد عقال بن خويلد على رسول الله  وله معه حديث ومحاورة من أجل أن يسلم وقد شهد أن محمدا  نبي الله ورسوله ولعله لم تدم حياته طويلا بعد إسلامه فقد مات ودفن عند ( خطمة ) وقد رثاه لبيدا بأبيات وذكر ( خطمة ) تلك وهي أكمة سوداء على ضفة وادي رنية قبيل إلتقائه بوادي بيشة في رياض بني عقيل المعروفة في الشرق من مدينة رنية في عهدنا على بعد 20-22 كيلا . وعن إسلامه انظر " الطبقات الكبرى – لأبن سعد ، ونهاية الأرب 18/45 ، والإصابة 4/518 وكتاب ( شعراء بني عقيل وشعرهم – في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الِأموي للدكتور عبدالعزيز محمد الفيصل .
كما أن قبيلة عقيل من القبائل التي قبلت الاسلام قبل غيرها فقد قدم وفد بني عقيل على رسول الله الأول ويضم ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عقيل و أنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عقيل وقد بايع هذا الوفد رسول الله  – كما أن رجال الوفد بايعوا رسول الله على من وراءهم من قومهم وقد أعطاهم النبي  العقيق ( عقيق بني عقيل ) وكتب لهم بذلك كتابا نصه " بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أعطى محمد رسول الله  ربيعا ومطرفا وأنسا أعطاهم العقيق ما أقامو الصلاة وآتوا الزكاة ولم يعطهم حقا لمسلم " وقد بقي هذا الكتاب عند مطرف بن عبد الله ثم قدم وفد بعد ذلك على رسول الله 

– وفد لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل المعروف بابي رزين فاسلم وبايع رسول الله على قومه – وأعطاه رسول الله  ماء يقال له النظيم ثم تلا ذلك قدوم وفد عقيل – أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل – انظر حديثه مع رسول الله  " الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص 302 ، وكتاب شعراء بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والاسلام حتى أخر العصر الأموي .. للدكتور عبد العزيز بن محمد الفيصل ص 45 وص 91 وعن تحديد موضع النظيم انظر بحثنا في مجلة العرب ج 5 و 6 س 31 ص 381 إلى 388.

4- كتاب ( باهله المفترى عليها )) ص 85 وص 110 . وفي خبر المنتشر قال ( الجاسر ) والمنتشر وهو جاهلي ، وأن باهلة التجأت إلى سيد بني عقيل ( عقال بن خويلد العقيلي ) فأجارها – قال : ومعنى هذا أن فروعاً منها انتقلت إلى بلاد بني عقيل بن كعب التي تقرب من بلادهم كالعقيق ( والد الدواسر ) كتاب باهلة المصدر السابق . وقلت : أيضاً كان انتقال باهله إلى بيشة وضواحيها كان ذلك في بلاد بني عقيل لأن بيشة من بلاد بني عامر ومنها عقيل وتفرعاتها انظر كتاب (( بلاد العرب )) ص 5/6 ، وأبو علي الهجري ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي وانظر مجلة العرب س 30 ص 666 وس 31 ص 540 وغيره

5- قال ابن مقبل العجلاني الكعبي
وفي الغر من فرعي ربيعة عامر = عديد الحصى والسُّؤددُ المتبجح
هـــم ملكوا نجـداً ومنهـم عسـاكر = تظل بهــا أرض الخليفــة تدلـح
وهـم ملكوا ما بين هضبة يذبـل = ونجران هل في ذاك مرعى ومسرح

6 - انظر كتاب (( الممتع )) .

7 - التعليقات والنوادر ج2 ص 610

8- معجم البلدان وأيام العرب في الجاهلية.
9- المصدر السابق
10 - مجموعة المعاني ص 87
11- كتاب الأغاني

12- الأنساب لسمعاني ص 114 والموسوعة الذهبية ج7 ص 2645
13- الشعر النبطي ص 226 سعد العبد الله الصويان
14- كتاب قبيلة غامد أنسابها وتاريخها ص 145 لخالد بن علي المرضي الغامدي
15 - المصدر السابق ص 63 وسبيع قد انضوى الكثير منهم تحت مسميات قبائل أخرى عديدة ومن قول أحدهم " وفي كل فج من سبيع جماعة"
16 - مجلة العرب س 24 ص 138
17 - " صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار " ج2 ص 131 ، 135 ، ج1 ص 127 ، 149 للشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد رحمه الله.
18- " قصص وأشعار " ج1 ص 85 ، منديل محمد منديل الفهيد ... وإن أوردها في كتابه مختلفة عن النص الموجود إلا أن هذه هو الأصح والمتعارف عليه في بلاد سبيع(رنيه)
19 - لشعل : أكمة حجارتها بين البياض والحمرة تقع في طرف عرق سبيع .
20 - العجاريف هنا صفة من صفات التحدي والقوة التي تتمتع بها قبيلة سبيع آنذاك فهم يملكون بأوديتهم الغروس والنخيل والزروع والمياه العذبة والثروة الحيوانية الكبيرة والتي تحدثت عنها بعض المصادر القديمة

21- قلت : قد يكون الشيخ محمد – حينما يقول ذلك ربما أنه قد ترسخ في ذهنه من تراث أسلافه أنهم من بني عامر بن صعصعة الذين منهم سبيع وقد كتب أحدهم من قحطان في عدد من مجلة العرب يقول : قحطان وسبيع في عامر – ثم لعل الشيخ محمد وقومه السحمه من سكان وادي الريب ( الرين ) الآن وعن هذه الوادي وسكانه القدماء – ذكر الهجري في نوادره 1/ ص61 نسخة دار الكتب المصرية الخطية في كلامه عن بطون معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أهم ( عبيدة ، وخزيمة ، وسامه ، وحيدة ، والحجاج ، وعمرو وهؤلاء هم كلهم أهل الريب وهم بنو معاوية بن قشير – وعبيدة هؤلاء بفتح العين كما نص على ذلك في موضع آخر – والريب – هو الوادي المعروف الآن بأسم الرين وسكانه من عبيدة من جنب قحطان وقدمت هذه القبيلة في عهد متأخر فوجدت سكان الوادي قد ضعفوا فخالطتهم وامتزجت بهم فجهل أصل السكان القدماء وغلبت اسم القبيلة الحديثة فصارت تعرف باسم ( عبيدة من قحطان، ويقولون عنها : أنها عبيدة بنت مهلهل تزوجت من جنب من قحطان فكان هؤلاء من أبنائها ) أ.هـ أنظر كتاب نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب ص 104 للعبادي.

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

[lion1430]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت

[فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي]

.

مرحبا با اخي الغالي / خيال الغلباء - ابوابراهيم ،،

اسعد الله ايامك بطرح هذا الموضوع الرائع ،،


ونشكر الأستاذ المؤرخ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي على تلبية هذا اللقاء الجميل في احد

مواقع سبيع ،، واحنا حريصين على كل ما قدمه من معلومااات تهمنا وتهم الاجيال القادمه ،،


واتمني من مؤرخنا ان يوفر لنا كتب في دول الخليج حيث ان الاجيال الحاليه لديها حب الفضول والاستطلاع

للتعرف على كل من يخص قبيلتنا العريقه ،،

:
:
:


فلك الشكر اخي ابو ابراهيم على مقدمته ،،


،،
،،
،


ودمت بخير ،،



.

[خيَّال الغلباء]

أخي الأغلى الأستاذ / فهيد بن راكان جزاك الله خيراً ولا هنت