يعتبرجهازنا الغالي (التليفزيون)من اقدم التليفزيونات العربيه من حيث بدء الارسال والبث.ولست هنا في صدد تقييم هذا الجهاز او كتابة سيرته الذاتيه فأنا اكتب من موقع المشاهد البسيط الذي ارتبطت طفولته بهذا الجهاز
وكان نافذته الوحيده انذاك على عالم الاعلام المحدود في تلك الفتره.
نعم لقد مرت مراحل طويله من عمر هذا الجهاز لكني ارى ان بدايته كانت قويه ومدرووسه ومخطط لها كنا مبهورين بتنوع برامجه التي كانت تخاطب كل فئات المجتمع واذواقهم.ومن الطبيعي ان تكدس السنين توجب الخبره والتطور ويبدو ان تلك الحكمه لم تمر على القائمين على الجهاز المهم والحيوي فقد بدت بوادر الانهيار والجمود تلوح لكل متابع لتليفزيوننا بل الادهى من ذلك هو تقوقع هذا الجهاز في نمطيه مميته والسير على خط معين يخاطب شريحه معينه من المجتمع السعودي معلومه للكل.
لقد مات هذا الجهاز واجبرنا على نعيه مبكرا واصبح ماده دسمه للتندر والطرائف فقد بدا بنفس الوجوه من المذيعين وانتهى بهم وكلنا يتذكر ان احد المذيعين المشهورين مات وهو يقدم نشرة للاخبار!!!
ثم خرجت لنا قناة الاخباريه كوريث فضائي جديد وابهرتنا بحجم التقنيه التي تستخدمها واستبشرنا خيرا بها
لكنها بدت لي على الاقل كعجوز جاوزت عمرها الافتراضي وتحاول ان تتجمل امام شاب في مقتبل العمر
وطبعا لابد من متابعة هذه القناه على الاقل من باب الوطنيه ودعم السعوده
والحق يقال فوجئت ببرنامج بسيط تقدمه قناة الاخباريه اسمه (سؤال اليوم) لم ارى له مثيلا . برنامج فكرته ذكيه
تستحق الاحترام يلتقي بالجمهور ويقدم لهم اسئله ويتلقى اجاباتهم
هذا البرنامج اعجبني اتابعه بشغف يشعرني بالسعاده وانا ارى اجابات جمهورنا الكريم على اختلاف ثقافاتهم
اكثر ما يميز هذا البرنامج الطموح هو الصدق والواقعيه وكم تمنيت لو كان حيا مباشرا على الهواء لكن مقص الرقيب لم يترك لنا اخضرا ولا يابسا . حتى انفعالات جمهورنا وتفاعلهم لم تسلم من مقصه.
تحية اعجاب واحترام لصاحب الفكره ولكل القائمين على هذا البرنامج فقد اثبت لي على الاقل ان هناك نور في اخر النفق وان الحياة تخلق من العدم
غير متصل
