عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 32 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 08 - 10 - 2004 ]

(( 27 ))

مرحباً بكم من جديد وشكراً للمتابعة أيها الأحبة ،،،،،،،،،

توقفت معكم سلفاً عند طورخوم بعد عودة ابن لادن إلى جلال آباد ومنها إلى قندهار ومنها إلى باكستان ووو .......

طورخوم ... لا شك أنها مضافة بدأت تستقبل العرب العائدين من الجبهات ، وخاصة شباب الخليج العربي ، بعد أن توقف القتال الحقيقي والذي كان الجميع يشارك فيه بغية دفع صائل معتدي على أرض الإسلام وهو الجيش الأحمر الروسي ومن ثم سقط الاتحاد السوفييتي وتتالت الأخبار وانتشرت في أرجاء المعمورة بتلك الفتنة الرهيبة بين القادة المجاهدين الأفغان ، وانتشر خبر خروج أسامة ابن لادن وخواص رجاله من خارج أفغانستان ، وبقي العرب يتدفقون على هذه المضافة ومنها إلى باكستان أو الرجوع إلى المعسكرات في خوست وغرديز ، كل حسب رؤيته ووجهته وظروفه ..

لا شك أن أغلب شباب دول الخليج شدوا الرحال إلى أراضي بلدانهم ، وبقي القلة القليلة ممن لم يذهبون لبلدانهم سنوات طويلة ينتظرون رؤية واضحة ولم يفضلون الاستعجال في الرحيل خارج أفغانستان ، وبعض الشباب ممن بقوا اتجهوا نحو معارك في طاجكستان مع الروس وهي قد نشبت بين الروس والطاجيك إلى فترة محدودة وذلك في المنتصف الأول من عام 1413 هـ ، وكان ممن شد الرحال القائد أبو يعقوب البحر ، والباروت من الرياض ، وأبو فارس القحطاني من الشرقية وشباب عدة اشتهرت عمليتهم حيث سجل شريط فيديو لهذه العملية التي ذهب جميع الشباب فيها نسأل الله أن يتقبلهم شهداء ، وكانت العملية لم تنجح النجاح المطلوب كما أعد لها ، وقد قدر الله أمراً قد قدر ..

بالطبع مكثت في مضافة طورخوم على الحدود الأفغانية الباكستانية كي نستقبل الوفود العائدة من داخل كابل وجلال آباد وقندهار وكونر وكوتا وكل أماكن الرباط في الجنوب ، بعد أن أتى الأمر بالانسحاب ، ومن ثم نضيفهم ومن كانت لديه أمانات قد أودعها في المضافة ترد إليه ، والأكثرية وضعوا أماناتهم في مضافة بيشاور ، ومن ثم من كان عنده سلاح يسلمه إلى مستودع الأسلحة إن لم يكن سلمه للمخازن في المدن التي أتوا منها للأحزاب المتواجدة فيها أو القبائل المسؤولة عن المنطقة ، والأغلب سلم سلاحه لمستودع المضافة حيث احتفظوا بالسلاح إلى نهاية الطريق حفاظاً على أمنهم خوفاً من المنافقين أن يقصدون بعض العرب بغية النيل منهم كتصفية حسابات مثلاً أو للسلب أو النهب ...

جلست قرابة العشرون يوماً في طورخوم ومن ثم اتجهت إلى باكستان وبالتحديد إلى بيشاور ، وعلمت مسبقاً أن بيت الأنصار في بيشاور تم إغلاقه تماماً ، وتم نقله إلى مضافة سياف في قرية بابي بالقرب من بيشاور ، ومن ثم اتجهت إلى بيت الأنصار في مضافة الشيخ سياف في هذه القرية ، وكان أمير البيت حينها أبو الفقير الثقباوي ، وينوبه أبو ماعز القصيمي ، وفي الحقيقة تفاجئت كثيراً يوم أن رأيت شباب لم أرهم منذ زمن ، كأمثال أبو صابر الجزائري وأمثال أبو ذر الجزائري وأبو سعيد القرشي وأبو بصير الشرقي وأبو علي اليمني وأبو أسامة المكي ، وأبو مصعب الحافي ، وأبو أسامة المهاجر ووو كثيرون ، حيث أصبح بيت الأنصار يستقبل الجميع من الجبهات دون تحفظ لأن الوضع بات أمر ضروري في ظل هذه الأحداث ، ومن ثم كان في البيت أبو حمزة الشرقي في الأمانات وأبو يزيد الطائفي في التموين وأبو ماعز نائباً وفي المالية أيضاَ ، وكان أبو علي اليمني إماماً للمسجد في البيت ، وكانت المخازن حينها والخاصة بالحقائب التي تخص الشباب في الجبهات يديرها أحد الأخوة من الجنوب كنيته أبو عبدالله الجنوبي ومن ثم غادر بعد وصولي للبيت بأيام ، رشحني أبو الفقير الثقباوي أميناً للمخزن في بيت المضافة فرفضت لكوني قد قررت السفر إلى البلاد ، فأصر علي كثيراً ، ومن ثم أمرني أمراً أن ألتزم بذلك ، فما كان مني إلا أن اتصلت على شيخنا في مدينتي الذي وجهني بالذهاب إلى أفغانستان ومن ثم قد اتصلت به لاحقاً بعد الفتنة وأمرني بسرعة النزول فقلت له أن أمير البيت أمرني أن أدير مخزن الحقائب كأميناً لها فرفض وقال لي عليك بالنزول فوراً ، فأخبرت أبو الفقير بهذا الأمر ولكنه أصر وكلم الشيخ حتى أخذ منه الموافقة ، وسلمت للأمر الواقع ...

لا شك أنها كانت مرحلة حرجة جداً ، فكثير من الشباب وخاصة من خارج الخليج العربي بقوا دون شاغل يشغلهم ، وخاصة أن الأغلبية لا يستطيعون الرجوع إلى بلدانهم لأن كل من ذهب إلى أفغانستان هو في عداد المطلوبين ، والمطلوبون هناك إن لم يعدم فالسجن والتعذيب ينتظرانه ..

بقينا في البيت ومن ثم نستقبل الوفود ، وأنا كأمين مستودعات علي أن أقوم بتسليم كل شخص حقيبته بما فيها بناء على آلية معينة ، وفي يوم من الأيام فتحت المستودعات وأحسست أن تم من صوت في المستودع بعد صلاة العشاء ليس بصوت عادي وكأن أحداً ما في داخل المستودع .. المستودع كبير جداً وفيه أرفف كثيرة تصل إلى السقف ، شبيهة بأرفف مستودعات بيع قطع غيار السيارات ..
أغلقت المستودع على الفور سريعاً وأخبرت أمير البيت بالأمر ، فأخبرنا الحراسات المسلحة في البيت وهم باكستانيين مسلحين عددهم ثلاثة ، وأخذنا اثنان في حين أن تبقى واحد عند بوابة البيت يحرسها ، ومن ثم دخلنا المستودع وبحثنا في داخله وبحثنا دون فائدة ...

لمحنا حينها أن حقيبة كبيرة رمي ما في داخلها وهي في الرف الأعلى ، ومن ثم قام أحد الحراس بمحاولة إنزالها ولكنها ثقيلة نوعاً ما ، فتكلم الحارس أنه سيطلق النار على الحقيبة بصوت عالي ، وشك أن داخلها في أعلى الأرفف أحد ما يختبئ فإذا بأحد الأخوة ، من بنغلاديش ، وكان من مضافة قريبة لمضافة العرب وجدناه يسرق من حقائب الشباب بعض الأشياء الثمينة التي تخصهم ويحتفظون بها وقد وضعها في كيس بلاستيكي اسود وقد استطاع الدخول من نافذة عالية خلف المستودع ..
عندها قام أمير البيت بسجنه في غرفة كمستودع صغير في البيت ومن ثم قال ننظر في أمره يوم غد ، في يوم الغد فتحنا الغرفة الصغيرة ، فوجدناه هرب حيث كان في الجدار فتحة صغيرة أغلقت ببعض الأحجار وهي قديمة ومن ثم استطاع هدمها والفرار من خلالها ، والبناء في ذلك الحين متواضع جداً ..

أدركنا عندها أن الأمر خطير وقد تزداد صور السرقة أو لا سمح الله يهجم بعض الشباب المسلحين على البيت كي يسرقونه ، فالحقائب كثيرة والأمانات فيها من أموال الشباب وجوازاتهم الكثير ، عندها عجلنا بسفر أغلب الشباب الموجودين في البيت ومن ثم حاولنا تخفيف الحقائب في المستودعات بفرزها ، فبدأنا فرز حقائب الشهداء ممن قضوا في المعارك كي ننظر ما فيها ونضم جميع الأشياء المهمة في غرفة الأمانات ، ومن ثم تم فرز حقائب الشباب الغائبين والذين لم يصلون وأخذ جميع الأشياء المهمة فيها وحفظها بأرقام تم ترقيمها حسب أرقام الحقائب ، حيث لا يبقى فيها إلا الملابس والكتب وغيره من أشياء غير ثمينة ..

ومن ثم أودعنا كل شيء في غرفة صندوق الأمانات التي أحكمنا إغلاقها بالحديد من جهة النوافذ أو الأبواب ، ومن ثم تشديد الحراسة على المضافة ليلاً ..

عندها كان الشباب في البيت يتناقصون ، فمنهم من ذهب إلى بلاده ومنهم من ذهب للقتال ضد الشيعة قرب كابل ومنهم من يعد العدة لطاجكستان ، ومنهم من بقي في بيشاور ، ومن ثم قرر أبو الفقير أن يسافر إلى المملكة ويخلف بدله أحد الأخوة في إمارة البيت للتو وصل من الجبهات ، وكنيته عكاشة الشرقي وكان طيباً طويل الصمت قليل الغضب قصير القامة ...

في الحقيقة قررت أنا السفر أيضاً فالأحوال جد سيئة وبدت الأخبار تتناقل بالخلاف بين العرب وفتنة جديدة بين الشباب وهي استحلال أموال أهل الخليج من قبل بعض إخوانهم من الجزائر ومصر وليبيا وغيرهم بحجة أنهم لا يستطيعون الرجوع إلى بلدانهم في حين أن أهل الخليج يستطيعون ذلك وبكل سهولة ، ولديهم سفارات بلادهم تعطيهم ما يريدونه ، عندها تعرض كثير من الإخوة للسطو تحت تهديد السلاح في بيشاور وإسلام آباد ومن في طريقهم للعودة ...
قلت لعكاشة أن نرحل ونغلق البيت ونسلم الأمانات إلى مضافات الشباب في داخل أفغانستان على الحدود الباكستانية لشدة الحراسة هناك وتواجد السلاح ولصعوبة رجوع الكثيرين إلى هناك في ظل هذه الأحداث ، لكنه قال أن نتريث ، وصبرت قرابة عشرون يوماً ونحن جميعاً على أعصابنا وخاصة في الليل فلا تكاد تقف أعيرت الطلقات النارية ، وبدا الأمن هاجساً ..

وحصل ما لم يكن في الحسبان ، وما انتظرناه في الليل حصل في النهار ، فهجم مجموعة من الشباب المسلح على المضافة في صبيحة يوم باكر وهم مسلحون أسلحة فردية صغيرة تحت ملابسهم ، وقالوا للحراسات أنهم أتوا من الجبهة يريدون حقائبهم ، فذهب أحد الحراس كي يعطي أمير البيت خبراً ومن ثم باغتوا الحارسان المتبقيان بتهديدهم تحت وطأت السلاح ، وكنا في المضافة في ذلك الحين لا نتجاوز العشرة أشخاص فقط ، وكان الشباب يبيتون في المسجد جميعاً حيث لا غرف نوم متواجدة في المضافة سوى واحدة ، والبقية غرف خدمات ، أحكموا هؤلاء اللصوص الشباب في المسجد وأغلقوا الأبواب وكانوا قرابة الخمسة رجال ، بقي واحد عند البوابة طارحاً الحارسان أرضاً تحت وطأت السلاح وأربعة دخلوا إلينا ، فبقيت أنا وعكاشة والحارس في غرفة النوم مع اثنين والشباب في المسجد مع اثنين ، وطلبوا منا فتح غرفة الأمانات ، بالطبع رفض عكاشة ومن ثم اعتدوا عليه بالضرب في رأسه بكعب السلاح الذي في يد أحدهم وكانوا عرباً ولهجتهم من لهجة دول المغرب ... قلت لعكاشة حينها أعطهم ما يريدونه فعصمة النفس فوق كل شيء وكانوا عندما دخلوا علينا ملثمين وهو الأمر الذي قال عنه الحراس أنه لم يكن في البداية كذلك ، وبدأنا نذكرهم بالله وننصحهم ، فقالوا لنا ما سمعنا أن أهل الخليج يستطيعون الرجوع ونحن الآن في مأزق والضرورة تبيح المحضورات ، ومن هذا الكلام الذي كما السم الزعاف الناتج من جهل وبعد قرروا فعلتهم ..

فتحنا لهم الأمانات شريطة أن لا يأخذون جوازات أي شخص وأن يكتفون بالمال فقط ؟ فوعدونا بذلك رغم شكنا في صدقهم ، ففتحنا غرفة الأمانات واتفق عكاشة معهم على مبلغ ما من المال إلا أنهم رفضوا وقالا نأخذ من المال ما يكفينا ، فتح عكاشة الصندوق الذي فيه الأموال الخاصة بمصروف البيت وباقي أموال الشباب كل مبلغ في ظرف ، فلم يبقون على شيء من المال ، والحمد لله لم يأخذون الجوازات ، عندها قام أحدهم بربط أيدينا وتكميم أفواهنا ، ومن ثم أغلقوا علينا الغرفة من الخارج ، وفروا إلى خارج البيت سريعاً ، وكان ذلك قريب من وقت الإشراق إن لم يكن مع الإشراق ...

بقينا هكذا حتى أتوا أخوة لنا يزورون البيت حيث أن الزيارات تبدأ الساعة التاسعة صباحاً وأبصروا الحراس مكممين الأفواه ومقيدي الأيدي والأقدام ، ومن ثم ساعدونا في فك القيود وعلى الفور أبلغنا قوات سياف المتواجدة في القرية أن يبحثون عن الفاعلين ، ومن ثم قاموا بمداهمة بعض البيوت الخاصة لبعض العرب المنشقين عن المضافة كونهم عوائل مشبوهة أو شباب لا يروق لهم أمر المضافة ولكن دون جدوى فالجمل ذهب بما حمل ...

حمدنا الله على أن سلم الأرواح ، ومن ثم قررنا نقل الأمانات إلى مقر قوات سياف وتسليمها لممثل الشيخ عبد رب الرسول سياف نفسه ، وذهبنا إلى بيشاور وسحبنا من رصيد البيت ما تبقى كي يقسم بين من سرقت أموالهم وسلمناه لممثل الشيخ سياف ، وأغلقنا المضافة تماماً وشددنا الرحال إلى إسلام آباد ومنها إلى بلادنا الغالية بعد فترة من الزمن عصيبة تتالت فيها الأحداث بشكل غريب ، واستحلت دماء وأموال ، وزهقت أرواح وضيعت أمانات فحسبنا الله ونعم الوكيل ...

للحديث بقية ،،،،،،،


رد مع اقتباس