عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 26 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 07 - 10 - 2004 ]

(( 21 ))

مرحباً وأشكر الجميع على المتابعة مجدداً ..


نحن هنا على مشارف كابل ، نرابط في جلال آباد على الحدود مع عاصمة لطالما انتظر فتحها الكثيرين من الأمة كي تبدأ قصة دولة الإسلام الموعودة على أيدي القادة الأفغان وأسامة ابن لادن ورجاله والعرب ، كي تقوم عاصمة الخلافة التي يحكمها أمير المؤمنين الذي يقوم بتنفيذ وعده للشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمه الله والذي وعدوه جميع القادة أي الشيخ أن تكون فلسطين هي الهدف الذي يلي أفغانستان لا غيره ، وكانت الأحلام تتجه إلى تحرير بيت المقدس من براثن اليهود ، نعم هكذا كانت مشاعرنا ونحن نرابط على مشارف كابل في حدودها مع جلال آباد ...

الحماس كان كبيراً والدعم ما زال يصل من داخل أفغانستان وخارجها ، والمجاهدون يزحفون إلى جلال آباد كي يشاركون في هذا الفتح الكبير الذي لطالما سالت من أجله الدماء وقطعت من أجله الأشلاء ، نصر لطالما دفعنا له الملايين تلو الملايين من الريالات والتبرعات من شتى أنحاء العالم ، نصر لطالما ضجت به المنابر في كل أنحاء المعمورة بخطب عصماء تشجع على مؤازرته والمشاركة في تحقيقه ، نصر لطالما شد إليه آلاف الشباب من رجال الأمة الرحال مضحين بأموالهم وأنفسهم ووظائفهم وأسرهم ودراستهم ، نصر لطالما قام القائمون في الليل يصلون ويركعون ويسجدون لله ويدعون ويسكبون العبارات كي يتحقق للأمة ، نصر لم يكن أي أحد أن يتصور أنه سيؤول إلى ما آل إليه ، نصر ترقبته الأمة وقلوبها وجلة تنتظر تباشير الفاتحين كي تزف خبر النصر على الأعداء وتحرير عاصمة أفغانستان كابل ، تلك العاصمة التي اشتاقت لها نفوس المجاهدين أن تسيل دمائهم على ثراها ، وأن تسطر لهم ملحمة كبيرة عبر التاريخ أنهم أخذوها بعزة وكرامة بعد هذا المشوار الكبير والشاق من القتال والجهاد والفتوحات ، بعد هذا الكم الهائل من مقدرات الأمة استنزفت في سبيل هذا الفتح ...

فيا ترى هل أصبح الفتح للعاصمة كابل على صورة كانت مرسومة في الأحلام أم أن الرياح قالت أنها تجري بما لا تشتهي السفن ، ما زلت أذكر قول صديقي يوم أن أخبرني أن جماعة المسجد حينما سمعوا بأن كابل فتحت قام الجميع يباركون لبعضهم البعض وكأن فلسطين حررت ، فقلت في نفسي وأي فتح ..

نعم كان للقدر كلمته ، وللخالق أمره سبحانه وتعلى ، كان لله سنة في الأرض ليميز الخبيث من الطيب ، كي يعطي الدرس للأمة وإن كان درساً قاسياً ، نعم كان لله أمر قد قدر بحكمته وعدله ، بصنعه وفضله ، كان أمر يخبر فيه الأمة أن لا تلدغ من جحر مرتين وأن تستقي من الأحداث العبر ، وأن لا تعطي الأمور أكثر من واقعيتها الحقيقية ، وأن لا تمجد من لا يستحق التمجيد ، وأن لا ترفع من شأن من ووضع وأن لا تتسرع في الحكم والبذل والعطاء ، عطاء النفس والجهد والمال والدم والذرية ، فنحن أمة يجب أن تعطي بقدر ما تأخذ ، وأن لا نكون سبهللة في قراراتنا على عجلة من أمرنا ، نظن أننا سنسيطر على العالم بعدة قليلة وعتاد يسير ، يجب أن نفقه موازنة القوى الربانية ، نعم ففتح كابل كان ينتظر عقيدة صافية من الشركيات ، ونيات صالحة بعيدة عن الطمع والجشع والمغريات ، فتح كابل كان بحاجة إلى اتفاق منذ سنين طويلة وحل مشاكل عالقة عمرها بدأ منذ بداية الجهاد في أفغانستان ، ولكن تجاهل القادة والمجاهدين لهذه الخلافات العقدية والفكرية والدينية كان له الأثر الكبير في حسم النتيجة سلباً لا إيجاباً ، كي تتلقى الأمة على أيدي القادة الأفغان وأسامة ابن لادن والعرب جميعاً صفعة كبيرة وموجعة ومؤلمة أيما إيلام .. وهذه حقيقة مرة يجب أن نقبلها لأن فتح كابل كان خاتمة للجهاد في أفغانستان والعبرة بالخواتيم أيها الأحبة ...

أيها الأحبة ، ونحن في أرض الرباط على حدود كابل ، كان العدو عالماً بمأزقه الذي يعيشه وأن ليس القضية إلا وقت وتسقط كابل ، ولكن ليس من السهولة أيضاَ أن ينسحب العدو من المعركة ويترك عاصمة لطالما بذل من أجلها الغالي والنفيس دون تأمين حدوده وعمل شيء ما لإنقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه ؟؟

بدأت الأخبار تفوح رائحتها بأن كابل قد تسلم تسليماً دون قتال ، ودون الحاجة إلى مزيد من الدماء والأشلاء من الطرفين ، وأن الروس قد طرحوا مبادرة مناقشة القادة في تسليم كابل دون قتل أو إطلاق رصاصة واحدة ، وكان الروس يعلمون أن هذا في صالحهم والقادة الأفغان يعلمون أن المدينة ستسقط فعلاً ولكن ليس دون إطلاق رصاصة واحدة بل مع مزيد من القتلى والجرحى ومزيد من استنزاف السلاح والعدة والعتاد ، بل ربما جعل كابل مدينة أشباح يهدم فيها كل شيء ، وكانت كابل حينها ذلت بنية تحتية جيدة لا بأس بها وتفتح شهية الطامع أن تبقى كما هي ..

ولست أخفيكم أن الدنيا قد دخلت على البعض وربما حاكته نفسه بأطماع وردية مع بزوغ فجر تحرير أرض أفغانستان كلها ، وبدت السلطة والمال ووو تدور كشبح في مخيلة القادة الأفغان حيث وافق القادة على المبادرة الروسية ابتداءً ووجدوا أنها في مصلحتهم من جهتين هامتين غابت عن كثير من الناس :

الأولى / أن الروس سيسلمون كابل وسيسلم القادة الأفغان ورجالهم من قتال شرس قد تكون خسارته فادحة ، وستسلم المدينة كابل من القصف وتحطيم بنيتها المهمة كعاصمة لم يطالها القصف بل طال مشارفها وأنشأ فيها الروس ما تم إنشائه من طرقات ومباني وو غيره حيث ظنوا أنهم ماكثون ، ولم يكن هذا الأمر هو الأهم ، فهم قاتلوا وليس من مانع أن يواصلون القتال أيضاً ...

الثاني / وهو الأهم أن لا يكون للقاعدة بقيادة أسامة ابن لادن ، ولا للعرب جميعاً أي دور في فتح كابل ، كي لا يسجل لهم حسنة أنهم ممن شاركوا في الفتح أو حتى شاركوا في المداولات لتسليم كابل ، وذلك يعود إلى عدم تمكين القاعدة والعرب من أي سلطة في حكومة قادمة من جهة ، ومن جهة أخرى عدم سيطرة العرب على أي شبر من العاصمة كابل كما تم سيطرتهم على أراض في قندهار وجلال آباد وخوست وغرديز وغيرها كمقرات لهم يقيمون فيها إلى ماشاء الله أن يقيمون ؟؟؟

بالطبع كان أول المعارضين لفكرة التسليم هو أسامة ابن لادن ورجاله وبعض العرب ، لأن أسامة ابن لادن ومن معه يعرفون أن كابل إذا لم يكن لهم يد في فتحها فسوف يكون تواجدهم في المنطقة مهدد كثيراً ، وأنه إذا خفي نوعية الاتفاق ما هو وما هي هيئته وشروطه على أسامة ابن لادن والعرب ، فقد يكون هناك مساومة به من قبل القادة أو بطرد رجاله من أفغانستان فالخلافات القديمة عميقة وتم السكوت عنها للحرب الدائرة ، أما وقد توقفت الحرب فقد يعاد نبش الخلاف وتصفية الحسابات ؟؟؟

عندها اجتمع أسامة ابن لادن مع كبار رجاله والقادة الأفغان كي يقنعهم بفتح كابل بالرصاص والسلاح ، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض بشدة من قبل القادة الأفغان جميعاً بل وبعض العرب المنشقين عن القاعدة وهم كثر ممن ينتمون إلى القيادات الإسلامية من خارج القاعدة ..

عندها هدد أسامة ابن لادن بالانسحاب من أفغانستان وسحب رجاله ، وهو الأمر الذي قوبل بالا مبالاة من القادة فالأمر قد حسم وأصعب من أن يفرطون فيه من أجل رجل كابن لادن ورجاله لم يصبح الوضع يستدعي أهميته ولا أهمية تواجده ، فهو في نظر القادة أنه أخذ ما يريد وأكثر من بسط نفوذه في أفغانستان هو ورجاله وكأنه رجل الدولة الأفغانية الأول الذي يصنع ما يشاء في داخل أفغانستان هو ورجاله ، وأصبح في صورة الآخرين هو البطل وكأن لا أحد قاتل غيره ، وهكذا ...

في هذه الأثناء كنا في الجبهة لا نعلم ما يدور وماذا قد حصل من اختلاف شديد بين القادة وبين تنظيم القاعدة ، وكان أكثر رجال ابن لادن الخواص يتنقلون معه لحمايته وللمشاركة في المداولات والجولات والصولات في قضية كابل ، بالطبع كنا نسمع شائعات ولكننا لسنا متأكدين لأن الشائعات في أرض المعركة تكون كثيرة ..

نصح البعض من خواص ابن لادن لأسامة ابن لادن أن لا ينسحب بهذه السهولة بل عليه أن يبقى ويستلم المدينة مع القادة الأفغان ويدخلون كابل ، وقد انتصح إلى حين أن ينظر ماذا سيكون ، وكان حينها محتاطاً فزاد من حراسته وشدد الحذر في تنقلاتهم وكنا نسمع من الشباب في الجبهة كل هذه التفاصيل عن طريق رجال ثقات بدأ القادة يرسلونهم لنا مؤخراً باستمرار كي يكون الجميع في الصورة الحقيقية وأن لا تتخبط الشائعات بهم ، وكي يكونون على أهبت الاستعداد لدخول كابل حين تسليمهم وكي يكون العرب من أول الداخلين فيها ، على الأقل كتسجيل حضور ومشاركة في الدخول بشكل ملفت لأهل كابل ولأفغانستان كلها ...

تمت المشاورة بين الروس والقادة وطلب ابن لادن بحضور ممثل له وهو الأمر الذي رفضه القادة خشية أن يكون هذا الممثل حائلاً بين الصلح أو أن يشترط الروس عدم حضور عربي ممثل وخاصة من ابن لادن ، وهو ما حصل فعلاً أن اشترط الروس أن يكون الممثلين هم من القادة الأفغان فقط ...

وكانت الشروط قاسية جداً ولكنها في نظر القادة أمام تسليم كابل ليست كذلك بل هي سهلة ، وكانت الشروط وسأذكر منها البعض : أن يعطي الأمان لكل من في كابل من المدنين من مختلفي الديانات ، أن لا تطلق طلقة واحدة في كابل تجاه أي شخص يتواجد فيها غير مسلم أو غير أفغاني مالم يعتدي ، وأن لا ينزع سلاح أهل كابل ممن يتواجدون فيها للدفاع عن أنفسهم حال الضرورة ، أن يسمح للتجار الغير مسلمين والغير أفغان بمواصلة أعمالهم في المدينة كابل ، أن لا يتسلم القيادة ممن شارك في قتل الروس من القادة ابتداءً كحكومة مؤقتة ، أن لا يكون لأسامة ابن لادن ولا للعرب أي دور في الحكومة القادمة ، أن يعطى نجيب الله العميل الشيوعي الأمان ، وأن يعطى دوستم الزعيم الأوزبكي العميل أيضاً الأمان ، هم ورجالهم وأن لا تنزع أسلحتهم ، أن يسلم الأفغان الروس جميع الأسرى من الروس الذين في حوزتهم ، أن يتعهدون بعدم المساس بأي شبر من حدود روسيا خارج الحدود الأفغانية ، أن لا تطالب أفغانستان كحكومة مؤقتة أو مستقبلية بأي حقوق دولية وأن تطوى صفحة الماضي تماماً وتكون علاقة حسن جوار بين البلدين . ووو شروط كثيرة ..


رد مع اقتباس