عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
الله نشد يا حمود عن معرفة يوم = وحنا ثمان وعشر يا حمود جيران

كُتب : [ 25 - 01 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : هناك قصص لأسماء قد ارتبطت بالمواقف الرجولية والأخلاق الحميدة لذلك الإنسان المسلم العربي النبيل على أرض الجزيرة العربية وقد خلد تلك القصص تاريخ أرضها في سجلاته كما سطرتها بأحرف الشهامة والبطولة والوفاء هذه الأرض الزاخرة بالتاريخ العطر على مر الأزمنة والعصور التي تعاقبت عليها بأريج من مكارم الأخلاق وعبق من الفروسية والشهامة ورائحة الإباء والشمم وقد حفظ لنا الرواة بعضا من هذه الأسماء مثل الفارس العربي الشهم والشاعر المغوار / مفضي بن ولمان الأحمدي الحربي الذي فر من منازل عشيرته بسبب قتله رجلا من أفرادها ولم يتمكن من دفع الدية في الوقت ذاته وكعرف بين العرب اّنذاك فقد لجأ ( ابن ولمان ) إلى جبل " رمان " في قرية " الصداعية " والتي يقطنها فخذ ( العليان ) من قبيلة شمر ، وقد أخذ يعمل برعي الابل لدى أمير الصداعية بعد أن أخفى اسمه الحقيقي خشية أن يتعرف عليه أحد لأنه ( جلاوي ) أي دموي وقد خدم اخفاء اسمه ما كان من عادة العرب أنهم كانوا لا يلحون في سوالهم على من يلتجأ اليهم ، وقد عاش هذا الفارس على حالته تلك ما شاء الله له أن يعيش ذاهب إلى المرعى مع إبل الأمير صباحا وعائدا مساء وفي ذات يوم : وعندما كان في المرعى مع الإبل فإذا بغارة تهاجم طرف المرعى وتسطوا على إبل ابنة الأمير التي تدعى ( رثعة ) وبسبب كثرة أعداد المهاجمين في تلك الغارة فلم يجب على صراخها واستغاثتها أحد قط حتى ابن عمها الذي كان على فرسه متقلدا سلاحه إلا أن روح النخوة العربية الأصيلة التي كانت تتجسد في مفضي قد أجبرته لا شعوريا بالإنطلاق خلف المغيرين وقاتلهم مجندلا منهم بعض الفرسان وهو ينتخي بنفسه وقد تم له ما أراد وأنقذ الإبل كما أخذ الجياد التي قتل أصحابها وساق الجميع حتى وقف به على ابنة الأمير وأعطاها إياه : وترك كل شىء ليعود إلى إبله ويكمل عمله : وفي هذه الأثناء انطلق من كان يشاهد كل تلك الأحداث ليخبر عنها الأهالي : وعندما وصل فارسنا مفضي إلى القرية ، قصد معاميل القهوة كعادته كل يوم في خدمة الأهالي الذين يتسامرون كل ليلة عند الأمير ، عندئذ استأذنت ابنة الأمير من أبيها بأن تدخل الرفة ( وهي الجزء المخصص للرجال في بيت الشعر ) فأذن لها حيث كان كل من في المجلس من أقاربها ولا ريب في ذلك فدخلت وأشارت إلى مفضي بأن يقوم من مكانه قرب المعاميل ليجلس إلى يمين أبيها وعندها أخبرت أباها ورجال العشيرة بما تصرفه هذا الفارس حيال إبلها وحلال العشيرة وقد سمع كل رجال العشيرة هذا الخبر ولكنهم صدموا عندما وجهت رثعة حديثها إلى مفضي وقالت :

جاك الهوى مني بعشق من الراس
= لا عاد ما تبخـل بروحـك عليـه

يا مثبت العزوة ويا مروي الكـاس
يا منتخـي بالعـزوة الأحمـديـه

وما كان من هذا الفارس الشهم الهمام إلا أن رد عليها فورا وهو شاعر أيضا وقال :

ما لي هوى يا أبو ثمان كمـا المـاس
= يا بو خـديـد كـنـه النافـعـيـه

حالك على القرا وحالي على الياس
= ما طـول ما قضيـت ديـن عليـه

ما ني من اللي همه البطن ولبـاس
= ولا عندهـم بالطيـبـة والـرديـه

عندئذ عرف الأمير وعشيرته أنه دموي أي عليه دين دم وسألوه عن ذلك فأخبرهم بقصته وعزموا على مساعدته وجمعوا الديه وبعثوها إلى اهل القتيل وأوليا دمه . بعد ذلك تزوج الفارس الشاعر / مفضي بن ولمان الأحمدي الحربي ابنة الأمير وعاش معهم كواحد من أفراد قبيلتهم ردحا من الزمن وأنجبت زوجته بنت الأمير ابنه حمود الذي كبر وترعرع بين أخواله وذات يوم حدث خلاف بين / حمود بن مفضي مع عدد من زملائه وهم صبية يلعبون ولما اشتد الخصام فيما بينهم لمزه أحدهم بكلام كان غريب عليه ومعناه أنه غريب وليس من قبيلته فنقل حمود ما حدث من الكلام إلى أبيه استفسارا عن معناه فقال الأب :

يا حمود عن ديرة خوالك جلينـا
= شف دلوهم من يمنا تزحم الجال

لا عاد ما قربـك يحشـم علينـا
= شور عليك نقلط الزمل نشتـال

ورحل مع أسرته إلى منازل عشيرته ومع ذلك افتقد أصدقاءه وأقرانه من عشيرة العليان والذين قد قضى معهم أجمل سنين عمره فأنشد قصيدة رائعة مخاطبا غنام صقر كان يقتنيه فقال :

غنام ويـن ربوعـك الغانميـن
= تلقى العلف بمرباعهم دب دومي

اقطع سبوقك وانهـزم يا حزيـن
= لربوع بين الفارعي والقدومـي

يا حلو منـزال علـى الشعبتيـن
= لا قيل جضع مرسمته الوسومي

وقد حاول / مفضي بن ولمان الأحمدي الحربي أن يتقلد السلوان وينسى تلك المرابع والبقاع ولكنه دائما ما كان يتراّء له أزوال من جبال رمان الفارعي ، القدومي ، جضع ولو أن أكثر الشوق كان لقوم ذلك الجبل وليس له بصفة أساسية ، واشتد عليه الشوق ، وقرر العودة إلى من ألفهم وعاش معهم قرر العودة لهم وقال :

يا حمود شد الزمل نرحل عن الدوم
= نبي عربنا يـم أطاريـف رمـان

يا حمود ما والله علينـا بهـا لـوم
= ما أستانس إلا وسط نـزل العليـان

ما كني إلا عندهـم باشـة الـروم
= أرجح بميزاني على كـل ميـزان

الله نشد يا حمود عن معرفة يـوم
= وحنا ثمان وعشر يا حمود جيـران

يا حمود يظهر لك صديق من القوم
= ويظهر من الربع القريبين عدوان

فشد الشديد عليه وعاد إلى الصداعية وأمضى بقية عمره فيها إلى أن انتقل إلى جوار ربه ولا تزال اّثاره التاريخية في الصداعية حتى الاّن ومنها مزرعته المسماة بحير الأحمدي على لسان العليان أهل الصداعية منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس