عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 33 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 08 - 10 - 2004 ]

(( 28 ))


وصلت المملكة ومن ثم كان في استقبالي أكبر إخوتي وجمع من الشباب ممن سمعوا بمقدمي ، وكنت في لهف وشوق كبيرين لوالدي حفظهما الله ..

وما أسرع أن خرجت من المطار في رفقة أخي إلى المنزل كي أجد أمي في منظر تمنيت أن الأرض حينها انشقت وبلعتني دون أن أرى هذا المنظر ، فلقد رأيت كثير من شعر رأسها تحول إلى بياض ، ولم تكن حينها كبيرة سن ، فبكيت حينها ونزلت أقبل قدميها أن تغفر لي زلتي وتصفح عما فعلت يوم أن ذهبت دون إذنها ، فليس كان من الأم إلا أن احتضنتني وتقبلني بحرارة الغائب الغريب العائد من أرض الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ..

قبلت رأس والدي ويديه وكان شديد البأس قوي القلب ، فسلم علي وقال : ها أنت نفذت ما أملته عليك نفسك دون أن تعطي والديك أي حق في المشورة أو حتى الاتصال للاطمئنان عليك ، فكنت قد اتصلت مرة واحدة فقط ، وبقية الأوقات أرسل مكتوباً إليهم مع أي شخص ينزل إلى السعودية ..

جلست مع أمي وقلت لها ما هذا البياض الذي في شعرك يا أمي ، فقالت أو تظن أن غيبتك الطويلة هذه جعلتني سعيدة ، يا ولدي لا يكاد يوماً يمر إلا ودمعت فيها عيناي على فراقك ، ولا تكاد ليلة تنقضي دون أن أفكر فيك وأكابد النوم كي تغيب عني الوساوس والمخاوف والظنون ...

لم أحتمل أن أكتم دمعاتي حينها وأن أقبل رأسها ويديها حفظها الله ، ولسانها يلهج بالدعاء لي بالخير والعفو والصفح جزاها الله خيراً ...
جلست مع والدي في اليوم الثاني جلسة طلبني لها ومن ثم قسا علي في الكلمات ورفع الصوت معاتباً على خطوتي هذه وسفرتي التي كما قال نالت من الأسرة جميعاً وجعلت حالة الجميع في حياة غير مستقرة أبداً ، وخيمت بالأحزان طويلاً على أسرتنا ، وذاقت والدتي فيها المرارة تلو المرارة ، حتى رمى والدي من على رأسه شماغه وعقاله وقال أنظر ... وإذا بالشيب قد بدا مؤثراً في رأس والدي الذي أعرفه كما الشاب في حفاظه على صحته وقوته ، فجثيت في المجلس على ركبتاي وأنا أطلبه الصفح والعفو وقال : لا والله لست في حل حتى تريني أنا وأمك ما يسعدنا فيك من استقرار حياتك وتركك للمجازفة والعقوق فهذا ليس جزاءنا منك بعد هذا العمر من تربيتك ، وأمرني أن أرجع لدراستي على الفور حال ابتداء الفصل الدراسي الجديد وكانت الدراسة حينها في نظام الثانوية المطورة التي أوقف نظامها بعد سنتين من تجربتها كنظام جامعي ، وأكملت دراستي ولله الحمد فكان مني ما أراد والداي ..

وفي أحداث عام 1415 هـ تقريباً ، تلك الأحداث الدخيلة على بلادنا والتي شهدتها المملكة من ثورة على المنابر وخطب رنانة تحرض على الدولة ومظاهرات في القصيم ، ومن ثم قام المسعري ومن معه بمحاولات لإنشاء لجنة مشبوهة ، ومن ثم هروبه خارج المملكة ووو وبعد تفجيرات العليا في الرياض ...

تم استدعائي من قبل رجال المباحث العامة في المدينة التي أسكن فيها ، حيث أتوا رجال المباحث لي وأنا في المسجد وأخبروني أنني مطلوب لديهم ،فقلت أمل أن تأذنون لي كي أعطي والدي خبراً ، فقالوا لك ذلك ولكن الأمر مجرد استجواب ليس إلا ، وكنت أعرف حينها أحد المفجرين في الرياض وهو أبو مصعب القندهاري حيث رأيت اعترافاته في ليالي الحج من ذلك العام على شاشة التلفاز فهو ممن كان في قندهار في جنوب أفغانستان وكنت قد زرته في الرياض في حي شعبي كان يسكنه ونمت عنده ليلة استخراجي للفيزا إلى باكستان ..

كان حينها الوقت بعد صلاة المغرب في المسجد الذي بجوار منزلنا ، صليت العشاء ومن ثم توجهت إلى مبنى المباحث وقلت للذي في البوابة أنني مطلوب ومن ثم اتصل على شخص وقال دعه يدخل ، فدخلت برفقة أحدهم إلى مكتب في الدور العلوي ومن ثم جلست وخرج الرجل وأنا أنتظر ...

دخل علي شخص ألقى التحية ومن ثم أخبرني أن الأمر عادي جداً وهو مجرد استجاوب ليس إلا ، وأن تمت من أسئلة لا بد أن أجيب عليها ...

أحضر الشاي وقال لي أشرب قلت لا أريد ؟ فقال لما مالنا حرام ؟ قلت لا وتبسمت وتبسم أيضاً وبدأت أشرب ، فقال لي بداية أود أن أخبرك أنك ممنوع من السفر إلى حين أن نرى في أمرك ، قلت إن شاء الله خير ...

أعطاني دفتراً فيه مئة وعشرون سؤال ، وقال لي يوجد أيضاً بعض الأسئلة الشفوية ، فقلت له هل أجيب عليها اليوم ، قال لا أنت ستشرفنا خمسة أيام جاوب فيها على الأسئلة كما تريد ، أخبرته أنني لا أستطيع البقاء واني مستعد أن أحضر كل يوم بعد العشاء كي أجيب على الأسئلة لكوني حينها كنت إمام مسجد في الحي ..
قال لي حسناً ومن ثم اتصل هاتفياً بشخص أجهله وأخبره بعذري فسمح لي وقال لك ذلك ففعل ، وفعلت ، فكل يوم أذهب ومن ثم أجيب على ما قدر الله من أسئلة شفوية وتحريرية ومن ثم أعود للبيت ..


انتهت الخمسة أيام بأخذ بصمات أصابعي العشرة ، ومن ثم شكرني المحقق على تعاوني وعلى حسن تجاوبي مع المسؤولين وشكرته على رحابة صدره وتقبله لنصحي وحلمه على إسهابي في بعض التفاصيل وسألته عن السفر فقال إن شاء الله سنرفع فيك تقريراً جيداً فأنت رجل تستحق الخير ولم نكن نتوقع أن تكون بهذا الشكل الطيب من الجدية والحكمة في التعامل مع رجال المباحث ، وبدأ يصور لي بعض سلوك الشباب مع رجال المباحث أنهم يهددون ويتوعدون ويسبون الدولة ويرفضون التعاون وذكر لي بعض الأسماء التي عرفتها فتبسمت وقلت في نفسي أعطيتم أناس أكبر من قدرهم فحقيقتهم فاشلون هناك في أفغانستان وواصلوا فشلهم هنا ..

فقلت له أنتم سألتم وأنا أجبت وتأكد أنني لم أكتب إلا ما يرضي الله ، وليس من شيء أخفيه أصلاً ، فالأسئلة جداً طبيعية ، وقد كتبت لكم ما تبرأ به الذمة وانتهيت وأنا مستعد أن آتي في أي وقت تطلبونه ، ومرت الأيام حتى تم الاتصال بي من قبل المباحث يخبرونني فيه أن فسح السفر لي نزل في الكمبيوتر شريطة أن أعطي المباحث خبراً قبل سفري بمكان السفر وسببه ليس إلا ن وكان سفري التالي إلى يوغسلافيا ومن ثم تتالت بعدها السفرات وليس من شائبة تشوبني حتى الآن ولله الحمد والمنة ، وإنها لمواقف في الحياة عبرة وعظة .

للحديث بقية من نبض ،،،،،،،،،،،،،، تحياتي


رد مع اقتباس