عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
ابن ذعيفة
عضو نشط
رقم العضوية : 1520
تاريخ التسجيل : 20 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 39 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن ذعيفة is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Question هل نحن في هذا الزمن بحاجة للقبيلة ؟

كُتب : [ 27 - 09 - 2004 ]

في الزمن الماضي البعيد كانت الحياة قاسية و كانت أسباب البقاء شحيحة وكان الإنسان في صراع دائم من اجل البقاء و كانت القبيلة و الأسرة و العشيرة هي الملجئ الأمن و الحصن الحصين لذلك الإنسان
يقوي بها ضعفه وتشد من أزره وتقاسمه همومه، و بدون الانتماء إلى قبيلة يضعف الإنسان ويتخطفه الناس ويعيش حياة الذل والمهانة فلا يسقي حتى يصدر الرعاء ولو كان شيخ كبير.
ثم دارت عجلة الزمان وتطور الإنسان و سهلت الحياة ورغدا العيش واستعذب الماء وانتشر الأمن فقوي الضعيف وتساوى الوضيع مع الشريف ولم يعد الإنسان بحاجة إلى قبيلة تحميه او تستنقذ من القوم مواشيه أو تحفر معه بئر أو تحمي له عرض أو تأخذ له بثأر فقد ورثت المؤسسات السياسية والدوائر الحكومية هذا الدور ولم يعد للقبيلة أي دور او اثر في حياة البشر كما يصور للبعض او يعتقده اخرين

وهذا الكلام ليس صحيح على كل حال ولا ينطلي الا على الجهال وبسببه تفكك المجتمع القبلي وتنكر بعض افرده للأصولهم و هجروا مرابعهم

نعم وبلا ادنا شك ان الظروف قد تغيرت وان الحياة قد تطورت وان العالم اصبح قرية صغيرة ولكن لا ننسى ان الحياة قد تعقدت ايضا والمصالح قد تداخلت و الأطماع قد زادت حتى تنادى الناس فيما بينهم للتجمع من جديد حول من يتكلم بلسانهم و يدافع عنهم و يطالب بحقوقهم فالأطباء و المهدنسون واصحاب المهن لهم نقابات والتجار لهم غرف تجارية والصاغة واهل الحرف لهم مشايخ
فلماذا تجمعوا ؟ اليس ليتقوى بعضهم ببعض و يكمل بعضهم بعض

اذا فلا يصح شرعا و لا عقل ان نهمش القبيلة او ننسى دورها الفاعل في المجتمع ثم نصنع على انقاضها تكتلات اخرى لا تصل الى مستوى اخلاق القبيلة

فالقبيلة هي نواة الدولة ومستودع ذخيرتها وكتاب تاريخها ونبع اصالتها، كل الروابط يسهل تفككها الا رابطة الدين و النسب، فالمنظمات و الهيئات والنقابات و الجمعيات والأحزاب تزول و تضمحل و يعاد تشكيلها و تتغير اهدافها وتقلب رأس على عقب ويخرج افرادها باسماء جديدة وشعارات اخرى فلا يعول عليها كثيرا

اما القبيلة فليست وليدة اليوم ولم تستنبت في محمية او تستنسخ في معمل، القبيلة لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ، تخشى الدنس وتهاب الفضيحة وتحفظ العهد وتحسب الف حساب لما يكتب التاريخ عنها، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
والدولة الواعية تثمن دور القبيلة وتسعى دوما للإستفادة من ولائها و ولاء ابنئها لها

فالقبائل العراقية و الصومالية و الأفغانية اكبر دليل على اهمية احتواء القبيلة و مد الجسور معها وهي ايضا دليل واضح على ما للقبائل من ثقل في الأزمات، فالدهر قللب يوم لك ويوم عليك

فنحن بحاجة لقبائلنا، لا لحفر بئر او دفع صائل او حفظ ماشية، بل لصنع رجال يصنعون التاريخ، رجال تربوا على الكرم والشجاعة و النجدة و الحمية ورعاية الجار وحفظ العرض وبذل الجاه، رجال يتسابقون في مضمار المروئة والأخلاق الرفيعة

فكيف نعيد للقبيلة عزها و منعتها و مجدها ونحيي ما اندثر من جميل خصالها ونشذب ونهذب اخلاقها؟

هذا ما سوف اتطرق اليه في مقال قادم ان شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم ابن ذعيفة


رد مع اقتباس