عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الهلال
عضو نشط
رقم العضوية : 1248
تاريخ التسجيل : 03 - 06 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 56 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الهلال is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Question هذه هي البشـــــــــــــــــــــــــعة إن كنتم لا تعرفونهـــــــــا ؟

كُتب : [ 19 - 06 - 2004 ]

البشـــــــــــــعة :-

وسيلة تهدف إلى إظهار الحقيقة في أمر من الأمور عندما يتعذر إظهارها بوسيلة أخرى ،
وتتمثل بتعريض من يكون محلاً لها للنار .
وتفترض البشعة تدخلاً من القوى الغيبية
للمعاونة في إظهار الحقيقة بجعل النار
تحدث للمبتلى أذى إن كان مذنباً ،
وينجو من الأذى إن كان بريئاً.
وكانت شائعة في المجتمعات القبلية القديمة والمعاصرة وبعض المجتمعات المدنية القديمة.
ولها صور متنوعة من أكثرها شيوعاً استخدام النار والماء .
فمثلاً :
يلزم المبتلى بغمس يده في ماء أو زيت مغلي لإلتقاط شئ يلقى به في قعر الإنـاء .
وكل القبائل العربية تخضع المتهم لابتلاء النار ،
فيحمى على النار ملعقة البن أو إناء نحاس حتى تحمر ،
ويؤمر المتهم بغسل فمه بالماء ثم لحس الحديد المحمى ،
فإذا لم يصب لسانه فهو برئ ،
وإن أصيب يخسر الدعوى ، فهو مذنب .
وعرفت القبائل العربية عدة وسائل غيبية تستهدف كشف الحقيقة منها :-
لقمة الخانوق – حجر العقيق – ابريق الماء .
غير أن أكثرها شيوعاً هو الابتلاء بالنار وهو ماجرت العادة بتسميته
البشــــــــــــــــــــــــعة
حالات الإلتجاء إلى البشعة :-
إجراء استثنائي تدفع إليه الضرورة عندما تثور الشبهات حول ارتكاب أحد الأشخاص جريمة من الجرائم دون توافر الأدلة على إدانته ، او براءته .
أو عندما تتعارض الأدلة فيما بينها تعارضاً لا يقبل التدقيق .
مجـال تطبيق البشــــــــــعة :
من أكثر الجرائم التي يستعان فيها بالبشعة هي جرائم :
القتل – العرض – السرقة – اثبات النسب ( وقد مارستها قبيلة الروله في الربع الأول من القرن المنصرم لإثبات نسب : طرّاد بن خلف الأذن ،
الذي نسب نفسه لزوج أمه السابق الشيخ فهد بن هزاع بن شعلان ) .
المبشــــــــــــــــــــــــــــــــع
يعد المبشع في العرف القبلي قاضيـاً بل أكبر القضاة .
فعن طريقه تحسم القضايا العســــــــــــرة .
ومهنة المبشع وراثية تحتكرها قبائل معينة ، وداخل القبيلة عشيرة معينة .
وجرت العادة أن يكون المبشع من( رجال الدين ) لأنها في معتقد القبليين جانب روحي وديني,
ويعتبرونه من الصالحين ، الأتقياء ، ويؤمنون بصحة أقواله ، وصدق نبؤاته .
وتعقد البشعة في بيت المبشع ، أو على مقربة منه ،
فالخصوم هم الذين ينتقلون إلى حيث يقيم المبشع مهما طال السفر في الغالب،
ونفقات البشعة يتحملها الطرف الخاســـــــــــــــر .
كيفية الإلتجـــــــــــــــــــــــــاء إلى البشـــــــــــــــــــعة :-
قد يتخذ المبادرة للإلتجاء إلى البشعة :-
أحد الطرفين المتخاصمين .
وقد تصدر المبادرة من القاضي الذي ينظر في الخصومة.
وقد تكون من الرجل نفسه الذي تدور حوله الشكوك ، عندما يكون على يقين من براءته ،
حتى يتجنب انتقام المجني عليه ،
فيبدي استعداده للخضوع للبشعة ، في هذه الحالة لا يجوز للطرف الثاني رفض عرضه .
اجـــــــــــــــــــراءات البشـــــــــــــــــــــــــعة :
1- الاستماع لعرض تفاصيل القضية من الطرفين .
2- الاستماع للشـــــــــــــهـود .
3- تلاوة تفاصيل الموضوع من قبل المبشع ليقنع الحضور بأنه على وعي تام بعناصر الموضوع
محل النزاع .
4- حث الطرفين على عدم المضي في اجـــــــــراءات البشعة وإنه من الأفضل الإتفاق ودياً
وعلى المتهم الإعتراف إن كان مذنباً .
مع إن الحل الودي سيحرم المبشع من أجرته إلا إنه يطرحه عليهم بشكل جدي .
5- إذا فشلت المساعي الودية : يقدم كل من المتخاصمين كفيلاً يضمن تنفيذ ما يلزمه المكفول
فكفيل المدعي يتعهد بامتناع المدعي عن الإنتقام من المدعى عليه إذا أدين ،
وكفيل المدعى عليه يتعهد بأداء ما يفرضه العرف عليه إذا أدين .
6- لحس النار .

من وراء البشــــــــــــــــــــعة ؟؟؟؟؟؟؟؟
ينظر للبشعة بنظرتين :-
أ- النظرة التقليدية :-
1- الاعتقاد في الطابع الغيبي ، فيرون فيها نوعاً من الكهانة ، ويرون في النار نوعاً من الكائنات الخارقة واعتقادهم فيها ( أن النار لا تضر البرئ ) ( وأنا أعتقد والله أعلم إنها مستمدة من موقف نبي الله ابراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار ، وأمر الله النار أن تكون برداً وسلاماً على ابراهيم ) .
2- اعتقاد البدو أن الله سبحانه وتعالى (و) الملائكة وراء نتيجة البشعة .

ب – النظرية العلمية :
1- نتيجة البشـعة تتوقف على إرادة المبشع : فهو يتحكم في مدة مس النار للمتهم ، فيطيل أو يقصر المدة حسب قناعته الشخصية ببراءة المتهم أو إدانته .
2- نتيجة البشـــــــعة تتوقف على ردة فعل المتهم ، فإن كان مذنباً جف ريقه ، وأثرت النار في لسانه ، وإلا فلا ,
مدى شيوع البشـــــــــــــــــــــــــعة ومصيرهـــــــــا : -
كانت شائعة في تاريخ القبائل العربية ومعروفة في أرجاء الجزيرة العربية كما في قبائل عنزة ،
وقبائل شرق الأردن ، وفي الحجاز ، وفي سيناء ( ولا زالت ) وفي عُمان وحضرموت .

أســـــــــــــــباب القضــــــــــــــاء على البشــــــــــــــعة :-
1- الدعوة الإصلاحية في نجد والحجاز : فقد وقفت الدعوة منها موقفاً معادياً ، واعتبرتها إحدى الممارسات المخالفة لتعاليم الإسلام , وعدوها من العادات الوثنية ، حيث أنه تنطوي على نوع من الشرك .
وقد أجبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب قبلة مطير على التخلي عنها بأمر صريح منه ، فقد كانوا يمارسونها فيما مضى .
2- حظـر الالتجاء إليها في الدول العربية الحديثة كما حدث في الأردن ، فقد صدر فيها قانوناً عام 1973م . بالمنع منعاً باتاً في اللجوء إليها .
3- جهود فردية من علماء الدين وغيرهم ممن يرون فيها أنها إجراء غير إنساني ، وإنها غير عادلــــة ، وتنطوي على استغلال سذاجة البدو .


رد مع اقتباس