عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 12 )
عبدالله ابوشيبه
عضو
رقم العضوية : 12
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر : 43
الجنس :
مكان الإقامة : *الريـــ ض ـــا *
عدد المشاركات : 364 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عبدالله ابوشيبه is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : اسئلة الاختبارات لهذا العام 1425هـ ( لكم )

كُتب : [ 30 - 05 - 2004 ]

الفتح : المراد فتح مكة - قال تعالي ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )
موكبه : الموكب جماعة من الناس يسيرون ركبانا ومشاة في زينة أو احتفال .
ابتهجت : امتلأت سروراً بالفتح .
جلال الله : عظمته وتترهه فوق كل شئ .
غرته : الغرة أول كل شئ وأكرمه ، ومن الرجل : وجهه ، جمعها = غرر
مغني : المكان - المنزل الذي غني به أهله ، جمعه ( مغان )
وجف : خفق ، وأصله للقلب حين يخفق من الخوف ، أو يرتعد .
خف : صار خفيفاً - أسرع ، فيستطيع الحركة بسرعة .
شغفا : شدة الحب والشوق .

شرح الأبيات :
الله أكبر ، لقد تم فتح مكة ، وها هي نفوس المؤمنين قد امتلأت سرورا، وشفيت مما كابدته من ألم البعاد طوال سنوات الهجرة ، وشفيت مما كان يؤلمها من كيد الكفار وإيذائهم . وها هو الرسول - صلي الله عليه وسلم - يخرج من المدينة في جلال النبوة ، مشمولا برعاية الله وتأييده ،وقد أردف أسامة ابن زيد خلفه ، فنال أسامة بذلك شرفاً عظيماً ، وما إن أشرق النبي - صلي الله عليه وسلم - بنور وجهه على مكة . واقترب منها حتي شمل أهل مكة فرح غامر ، وما من بيت إلا قد فرح بهذا اللقاء الحبيب ، حتي البيت الحرام لو كان يملك الإسراع لخرج مسرعأً للقاء الحبيب القادم إليه .

التحليل والتذوق :
1- الله أكبر : استهلال يملأ النفس عزا وعزما ، وقوة وثقة واطمئناناً ، وهو هتاف المسلمين ونشيدهم في كل موقف فيه نصر وظفر ، لأن الله أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم ، وما داموا مؤيدين به فلا خوف يعرف نفوسهم ، ولن يهزموا أبدا ، وهو افتتاحية تؤكد حدوث البشري العظيمة ، تناسباً مع الموقف .
- جاء الفتح : تم الفتح الأكبر ، فتح مكة ، استعارة مكنية - تجسم الفتح شخصا جاء قوياً ، مستخدما الفعل الماضي ( جاء ) ليؤكد ثبوت حدوثه ، ( الفتح ، النصر ) الفتح يجمع بين النصر المادي والمعنوي . وهو إيحاء لعهد جديد من الانتصارات الآتية - وكأنه فاتحة الباب لها ، وهو أدق من ( النصر ) لأن النصر هو انتصار أحد الطرفين في معركة أو مباراة ، ولم يكن ذلك في فتح مكة ، وهو تأثر بقوله تعالي (إنا فتحنا لك فتحا مبيناً ) .
- ابتهجت للمؤمنين نفوس سرها وشفي :
- نتيجة مترتبة على تمام الفتح وتحققه . ( للمؤمنين ) أسلوب قصر بتقديم ما حقه التأخير يفيد التخصيص للمؤمنين بأنهم وحدهم الذين ابتهجت وسرت وشفيت نفوسهم .
- ( ابتهجت ، سرها ، شفي ) تصوير لمراحل ازدياد آثار الفتح في نفوس المسلمين ، فقد ابتهجت وحتى امتلأت سروراً ، خلصها وشفاها مما كانت تكابده من آلام الغربة عن الديار والأهل ومن العذاب الذي لاقاه المسلمون من الكفار قبل الهجرة .
- أسلوب البيت : أسلوب خبري للتقرير والتوكيد ، وإعلان الفرحة بالنصر .
وهذا البيت إجمال للموقف كله ، سيأتي بعد تفصيل الأحداث منذ خروج النبي وصحبه الكرام من المدينة حتي تطهير الكعبة ، وانتصار الحق .
ولقد وفق الشاعر في ذكر الفتح والبهجة أولا ليطمئن النفوس ، ثم يقص الأمر بعد ذلك تفصيلاً .
2- مشي النبي ( ص ) : ( مشي ، سار ، أسرع ) مشي أدق الكلمات في موقعها تناسبا مع وقار النبوة وجلال صاحبها ، وإشارة إلي الثقة والاطمئنان . أما ( سار ) فإلي مكان ، و( أسرع ) توحي بالخوف والفزع والاضطراب ... وهذا لا يتفق مع الموقف ولا صاحبه - صلي الله عليه وسلم .
- يحف النصر موكبه : استعارة مكنية ، تصور موكب النبي وصحبه محوطاً محفوظاً بالنصر ، وكأن النصر شئ حسي حول موكب الرسول وصحبه .
( موكبه ) الموكب لا يكون إلا في النصر والبهجة ، واستعمالها دقيق لتناسبه مع ( يحف النصر ) وإيحاء بعظمة جماعة النبي وهم حوله كثرة بين راكب وراجل .
- يخف ، مشيعاً ، مكتنفا : ثلاث صور تؤكد شمول رعاية الله تعالي لموكب النبي وأصحابه منذ خروجهم من المدينة حتي تم الفتح ( مشيعاً ) عند الوداع ساعة الخروج ، ( مكتنفا ) مشمولا بالرعاية والنصر طول الطريق وساعة الفتح .
3- أضحي أسامة من بين الصحاب : البيت حشو على الموقف ، فليس له أثر في تسلسل الأحداث ، أو في تصوير الفتح المبين .... لذا يمكن حذفه .
4 - أسعطت - إضاءات - ظهرت : ( سطعت ) أفضلها لإيحائها بالشمول والقوة ، وتناسباً مع ( أنوار ) جمع ، التي عمت بيت في مكة .
- لم يبق .. إلا اهتز : أسلوب قصر - طريقته النفي والاستثناء للحصر والتوكيد ، أي شمول الأثر كل بيت على اختلاف تأثره .
- اهتزا أو وجفا : ( اهتز ) إشارة إلي بيوت المسلمين التي اهتزت فرحة وشوقاً بقدوم النبي - صلي الله عليه وسلم - و( وجفا ) إشارة إلي بيوت الكفار والمشركين التي خفقت خوفاً وذعراً .
5- تحرك البيت حتي ... : تعبير مجازي جميل يشير إلي شدة الفرحة التي عمت كل بيوت المسلمين في مكة ، وقبلها جميعا ( البيت الحرام ) لأنه الأعظم والأهم وأكثرها فرحة .
- خف - شغفا : إيحاءات بشدة ما يملأ مكة عامة والبيت الحرام خاصة من شدة اللهفة شوقاً للقاء موكب النبي وصحبه - لأنهم سيخلصونه ويطهرونه من رجس الجاهلية والأصنام .
- وافاه في صحبه من كل مزدلف : ( وافاه ) وصل إليه إيجاء بأنه أوفي بعهده مع البيت الحرام ( في صحبه ) ( في جيشه ) في صحبه تناسب المقام لأن النبي - صلي الله عليه وسلم - لم يكن مع جيش محارب ، إنما كان في موكب المسلمين المنتصرين ، ولم يحدث قتال ، و(صحبه ) فيها صدق رفاق من المهاجرين والأنصار .
- من كل مزدلف ، لم يدع للكفار مزدلفا : مزدلفا الثانية تشبه الأولي وهذا فن بديعي يسمي رد العجز ( التالي ) على الصدر ( الأول ) وجاء استخدامه هنا موقفا لبيان الفرق بين موقف المسلمين وموقف الكفار من البيت .

* تعليق على الأبيات 1 - 6
1 - تدور الأبيات حول ثلاثة أمور هي :
(1) البدء بتحقيق الفتح الأكبر ليطمئن النفوس مقدماً .
(2) تصوير لخروج النبي وصحبه من المدينة متجهين إلي مكة ، تحوطهم رعاية الله وتأييده .
(3) اقتراب النبي وصحبه من مكة . والفرحة الكبرى التي عمت كل بيت ، ووصولهم إلي البيت الحرام وتطهيره من الكفار .
(4) الأبيات كلها أسلوبها خبري، تناسباً مع سرد أحداث الفتح العظيم .
(5) تسلسل الأحداث منذ الخروج من المدينة ، حتي دخول البيت الحرام في إيحاز ووصف دقيق ( إلا كان إرداف أسامة خلف النبي فهو حشو زائد )
(6) الصور الخيالية قليلة لأن الحدث الواقعي أبلغ من أن يحتاج إلي خيال يصوره .

* ثم ينتقل إلي تصوير ما حدث للكفار وأصنامهم : -

7 - العاكفون على الأصنام أضحكهم
أن الهون على أصفانهم عكفاً
8 - كانوا يظنون ألا يستباح لها
حمي ، فلا شمما أبدت ولا أنفا
9 - نامت شياطينها عنها منعمة
وبات ما ردها بالخزي ملتحفاً
10- هوت تفاريق ، وانقضت محطمة
كأنها لم تكن إذا أصبحت كسفا

العاكفون : الملازمون للأصنام الملتفون حولها ، الهوان : الذل
يستباح : يطلق ويصبح مباحاً ، حمي : الشيء الذي لا يقرب
الشمم : الكبرياء والعزة والإباء ، أنفا : رفعة وعلوا
ما ردها : كبيرها - المرتفع فيها ، ملتحف : مغطي

* شرح الأبيات :
[ لقد أصاب الكفار والمشركين ذهول أضحكهم سخرية حين رأوا الأصنام التي كانوا عاكفين عليها قد ذلت وهانت ، وهي أمامهم ملقاة محطمة على الأرض متناثرة ، بعد أن كانت عالية منصوبة ، يا للذل ويا للهوان ، إنها لم تظهر أي مقاومة ، ولم تدافع عن نفسها ، لم تبد أي عزة أو كرامة ]

* التحليل والتذوق :
- العاكفون : إشارة إلي الكفار وكيف كانوا يقدسون الأصنام ويلازمونها .
- على الأصنام : لم يقل ( علي عبادة الأصنام ) لأنها في الحقيقة ليست عبادة ، وإنما هي مجرد أصنام .
- الهوان على أصنامهم عكفا : استعارة مكنية ، جعل الهوان شخصا عاكفا ملازما للأصنام ، بعد أن كانوا هم العاكفون عليها . ( على أصنامهم ) تقديم للتخصيص - تخصيصها بعكوف الهوان والذل عليها .
- العاكفون ... عكفا : رد العجز ( عكفا ) على الصدر ( العاكفون ) وهو رد جيد للربط بين العكوفين . وكيف انقلب الأمر عليهم وعلى أصنامهم ذلا وهوانا .
- كانوا يظنون : ( يظنون ) إيحاء بأن ما كانوا عليه من تقدير للأصنام هو في الحقيقة ( ظن ) .
- فلا شمماً ... ولا أنفا : كناية عن الذل والهوان الذي لازمها منذ حطمت ، وعطف ( أنفا ) على ( شمما ) لتوكيد الهوان ، وزوال كل شمم وكل أنف لها .
- ما ردها بالخزي ملتحفا : لقد تحطم كبير الأصنام وبات ليلا ... فهي استعارة تؤكد دوام الخزي والذي عليه وعلي من هم دونه من بقية الأصنام . ( المارد ) إيحاء بالشر والفساد .
- ( هوت تفاريق ، وانقضت محطمة ، أصبحت كسفاً ) ثلاث جمل بمعني واحد - وإن قيل إنها لبيان انتهاء كل الأصنام - لكنها حشو زائد لم يقدم معني جديداً على ما جاء في البيتين السابقين .
التعليق على هذه الأبيات :
( 1 ) أجاد الشاعر تصوير ما انتهت إليه الأصنام من ذل وهوان وتحطيم .
( 2 ) الأبيات سرد لما كانوا عليه - وهو أقرب إلي النظم أكثر من الناحية الفنية .

جـــ - لقد ضاعت الأصنام وضاعت معها الأوهام والجاهلية والباطل ، يقول :
11- لم يبق بالبيت أصنام ولا صور
زال العمي ، واستحال الأمر فاختلفا
12- للجاهلية رسم كان يعجبها
في دهرها فعفت أيامها وعفا
13- لا كنت يا زمن الأوهام من زمن
أرخي علي الناس من ظلمائه سجفا
14- إن الشريد الذي قد كان يظلمه
ذو قرابته قد عاد فانتصفا
15- رد الظلامة في رفق وإن عنفوا
ولو يشاء إذا لاشتد أو عنفا
16- إن الرسول لسمح ذور مياسر
إذا تملك أعناق الجناة عفا
17- شكرا محمد إن الله اسبغها
عليك تعمي ترامي ظلها وضفا
18- وعد وفي لإمام المرسلين به
والله إن وعد الرسل الكرام وفي
صور : كل ما يعلق من رسوم في الكعبة ، العمي : عدم الإبصار : الضلال
استحال : تحول ، رسم : أثر
عفت : زالت ، ( عفا ) زال ، ظلمائه : ضلاله وكفره
سجفا : مفرده ( سجاف ) ستارة ، أسبغ : أعطي
ترامي : امتد ، ضفا : عم وفاض
[ لقد انتهت الأصنام وزالت الرسوم ، وانتهي عهد الكفر والضلال ، وتغير الحال إلي التوحيد والإيمان ... كم كانوا في الجاهلية متمسكين بما فيها من كفر وشرك ... ولكنها زالت وزالت كل آثار الكفر الذي حجب عن العقول نور الحقيقة ... وها هو النبي - صلي الله عليه وسلم - يعود إلي مكة فاتحاً مؤيدا بعون الله ونصره ، ورغم أن أهله من قريش ومكة آذوه إلا أنه كان رفيقاً بهم ، فعفا عنهم رغم قدرته على الانتقام منهم - لكنه خلقه الكريم " العفو عند المقدرة" فالشكر لله يا محمد على نعمه التي شملت ، وعلى العهد الذي تحقق ، فلن يخلف الله وعده ] .

التحليل والتذوق :
- لم يبق بالبيت أصنام ولا صور :
عطف ( صور ) على ( أصنام ) ليبين زوال كل آثار الجاهلية .
( بالبيت ) أسلوب قصر بتقديم ما حقه التأخير للتخصيص .
- زال العمي : استعارة تصريحية . شبه الكفر والضلال في حجبه نور الحق والأيمان بالعمي ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، فكأنهم كانوا عمياً .
- استحال الأمر فاختلفا : ( اختلفاً ) زائدة للقافية ، فليس لها جديد معني .
- سجفا : استعارة تصريحية جعل الأوهام في الجاهلية كالساتر الذي فصل بين الناس بأوهامهم وكفرهم وبين نور الحقيقة ( سجفا ) جمع ليدل على كثرة ما كانوا فيه من الأوهام والباطل والكفر .
- إن الشريد : غير مناسب للنبي - صلي الله عليه وسلم - أن يصفه ( الشريد ) والأفضل ( اليتيم ) لتناسب ذوي قرابته .
- رد الظلامة في رفق وإن عنفوا : [ إن عنفوا ] الأفضل [ وقد عنفوا] لأنهم فعلاً اذووا النبي بعنف ، ( رفق × عنفوا ) طباق للموازنة بين موقفه - صلي الله عليه وسلم - ( رفق ) وموقفهم ( عنفوا ) ، وبينهما ما يسمي رد العجز على الصدر - مستخدماً ببراعة وبلاغة .
- تملك أعناق الرجال : ( تملك ) توحي بالمقدرة عليهم ، وتملك التصرف في أمرهم ، لأن التملك هو السيادة والقدرة ، وهي أفضل من ( ملك ) التي تعني ملكية شئ كالمال والعقار ، وقد أوقع التملك على ( أعناق ) لانها رمز القيادة والانقياد ، وهو متأثر بقوله تعالي ( فك رقبة ) . وهي مجاز مرسل علاقته الجزئية - ذكر الجزء ( أعناق وهو يريد الكل (الكفار ) .
- شكرا محمد : جملة عامية أشبه بما يدور بيننا - غير مستساعة في مقام مخاطبة النبي - صلي الله عليه وسلم .
- وفي وفي : رد العجز على الصدر ، وهو متأثر بقوله تعالي ( ومن أوفي بعهده من الله ) .
التعليق على الأبيات :
1) تصور الأبيات تغير الحال بعد الفتح الأكبر ، وتكشف عما كان في الجاهلية من ضلال وكفر .
2) تسجل الأبيات موقف الرسول - صلي الله عليه وسلم - من الكفار بعد الفتح ، وكيف أنه عفا عنهم رغم أنهم أخرجوه من مكة وآذوه - لكنه خلق النبي الكريم .
3) يغلب على الأبيات طابع السرد والتقرير ، أكثرها مما تغلب عليها فنية الشعر

التعليق العام على النص :
1) النص جزء من عمل شعري كبير يسمي ( الإلياذة الإسلامية ) تأثرا باسم أول عمل ملحمي عرفه التاريخ هو ( الإلياذة ) لهيمورس . وأحمد محرم بهذا العمل أكمل الفن الشعري الذي كان ينقص أدبنا العربي . ولكن النقاد رأوا أن تسمي ( ديوان مجد الإسلام ) كما سبق ذكره من أسباب فنية .
2) أبرز الشاعر في هذا الجزء من الملحمة عدة أمور هامة يجب أن يعيها كل مسلم هي :
1 - صدق الله وعده ، ووجوب الشكر له على هذا الصدق والوعد .
2 - الحق سوف ينتصر مهما حورب ومهما ضاقت به الأرض ، فلا بد أن ينتصر في النهاية .
3 - المنتصر المؤمن لا تأخذه نشوة النصر بعيداً ، فينتقم ........
3) أسلوب الشاعر في الأبيات جزل اللفظ سهل العبارات ، وصورة واضحة مشرفة .
4) ألفاظ الشاعر وعباراته ووزنه كلها مناسبة لموضوعة .
5) يظهر طابع السرد والنظم على كثير من الأبيات .
6) في بعض الأبيات حشو زائد ، لا قيمة له في أحداث الفتح العظيم - لأن الشاعر غير مطالب بتفصيل الأحداث .
7) النص من أدب الدعوة الإسلامية ، الذي نشط في العصر الحديث ، وقد تناول تاريخ الدعوة وجهاد النبي صلي الله عليه وسلم وأحداثها كحافز للحاضر ، واعتزاز بعظمة الماضي .

محنة العالم الإسلامي
لمحمود غنيم
– محمود غنيم : شاعر مصري معاصر ، تخرج في مدرسة القضاء الشرعي ، ثم دار العلوم ، له دواوين شعر : صرخة في واد - في ظلال الثورة .
- أهم خصائص شعره :
1 - الميل إلي الوضوح 2 - قوة الأداء 3 - الارتفاع الأسلوب
4 - حسن انتقاء الألفاظ 5 - صدق العاطفة والإحساس .
- مذهبة الشعر : أن يكون الشعر هادفا يضرب في صميم الحياة ، وأن يجمع بين القوة والسلاسة .
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه
أمسي كلانا يخاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات أرددها
أواه .. لو أجدت المحزون أواه
لا تحسبنَّي محبا يشتكي وصبا
أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكري مؤرقة
مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنيَّ اتجهتَ إلي الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتواري في زواياه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها
وبات يملكنا شعب ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند من شجن
شكا فرددت الأهرام شكواه
بني العروبة إن القرح مسكم
ومسنا نحن في الإسلام أشباه
لسنا نمد لكم أيماننا صلة
لكنما هو دين ... ما قضيناه

اللغويات :
يرعاني = يراقبني ، أهات = جمع آهة ، شكوي المتوجع
أواه = كلمة توجع أوحزن - آه من ، أجدت = أفادت
وصبا = تعباً ، جمعه أوصاب ، أهون بما = ما أهون الذي ألقاه
تليدا = قديماً أصيلا ، جمعه ( أتلاد ) ، ويح = كلمة ترحم وتوجع
تتواري = تختبئ خوفا وضعفا وذلا ، صرفتنا = وجهتنا ، حكمت أمورنا
العروبة = اسم يراد به خصائص الجنس العربي ومزاياه .
يد = قوة حاكمة ، يملكنا = يحكمنا
شجن = حزن ( جمعه ) أشجان ، القرح = الضر والأذي
أيماننا = يدنا اليمني ، صلة = منحة - هبة
دين = حق واجب الأداء ، ما قضيناه = لم نسدده

شرح الأبيات :
1 - إلي متي سأظل ساهراً قلقاً ، لا يغمض لي جفن ، وكأني أراقب النجم ، والنجم يراقبني .
2 - إن سبب سهري في الليل هو كثرة الهموم والأحزان ، التي أشكو متوجعاً منها ، مع أن الشكوى لا تفيد شيئاً .
3 - ليست همومي هموما ذاتية خاصة ، فلست عاشقاً يشكو آلام الحب - فهذا أسهل وأهون شئ ألاقيه - قياساً إلي ما أعانيه من هموم أمتي وآلام إخواني المسلمين .
4 - إنني مؤرق لأني تذكرت حال أمتي ، وكيف كنا أصحاب مجد عظيم ، ولكننا نحن الذين أضعناه بأيدينا - حينما فرطنا فيه.
5 - هذا هو الإسلام كالطير مقصوص الجناحين ، لا يقدر على التحليق والارتفاع ، والمسلمون هم من قص جناحيه بتخليهم عنه ، وتركهم جوهر دينهم وحقيقته .
6 - ما أشد حال العروبة ألما وضعفا .... فقد كانت تحكم العالم كله ، وتنتقل فيه حيث تشاء ، حين كان المسلمون أصحاب القوة والمنعة بالأمس .
7 - ما اشد خزينا في الحاضر ، فاليوم يتحكم فينا من كنا نتصرف في أمور العالم كله بالحق والعدل - وهم يتصرفون اليوم فينا بالظلم والخسف .
8/9- إن أحزان وآلام المسلمين في كل مكان شاملة متجاوبة ، تشمل العرب وغيرهم ، فالجرح واحد والحال متشابه .
10 - إن التعاون والتوحد هو السبيل إلي استعادة الماضي العظيم ، وإن مد العون ليس تفضلاًِ ، ولكنه حق واجب ودين لازم .

التحليل والتذوق :
- مالي وللنجم يرعاني وأرعاه : (1) أسلوب إنشائي طلبي ( استفهام ) ، غرضه التعجب والشكوي ، فهو يريد [ ما بالي بالنجم ، وما باله بي ] (2) صورة خيالية تجعل كلا من الشاعر والنجم مراقبا للآخر ، فلا يتركه ينام أبدأً ، فكلاهما مؤرق .
(3) ( أمسي ) الأكثر دقة لو قال ( بات ) لأن أمسي للمساء ، وهو ما قبل الليل ، وظهور النجوم والأرق ، والأفضل ( بات ) لدلالتها على حدوث الفعل ليلاً . مما يناسب الأرق والنجوم .
- يخاف الغمض جفناه : كناية عن استمرار الأرق ، وأفضل لو قال [ بعيد الغمض جفناه ] وهو متأثر بقول المتنبي :
حتام نحن نساري النجم في الظلم وما سراه على ساق ولا قدم
- لي فيك : تقديم للتخصيص ، وتفرده بما سيذكره من الآهات .
- يا ليل : أسلوب إنشائي نداء للشكوى والتوجع .
- آهات أرددها : ( آهات ) جمع ليدل على كثرة ما يؤلمه ، وأسبابه أرقه ، ( أرددها ) مضارع للاستمرار - وهما معاً يصوران الآلام المبرحة التي تؤرقه .
- أواه .. لو أجدت المحزون أواه : إيحاء بشدة توجعه ، ولكن لا فائدة من التوجع ، فالشكوي لن تغير الأمر .
- لا تحسبني محبا : (1) احتراس من أن يظن أنه مؤرق لمعاناته آلام الحب - كما هو شائع . (3) هو أسلوبه إنشائي طلبي ( نهي ) للتنبيه .
- أهون بما في سبيل الحب ألقاه : اسلوب تعجب ( أفعل بـ ) إشارة إلي أن عذاب الحب أخف وأهون كثيرا مما يعانية هو .
- إني تذكرت : إيضاح بعد إبهام - يوضح السبب في كل هذا الأرق .
- مجداً تليدأً : جوهر القضية ، ما كان للإسلام والمسلمين من مجد عظيم وقدر عالٍِ حين كان المسلمون متمسكين بالإسلام حق تمسكهم .
- بأيدينا أضعناه : (1) تقديم ( بأيدينا ) على ( أضعناه ) للتخصيص ، وهو يحمل المسلمين أنفسهم مسئولية إضاعتهم لمجدهم القديم حين تركوا منهج الله وراء ظهورهم ، وتمسكوا بالماديات الهادمة .
- أني اتجهت : ( 1) ( أني ) دقيقة الاستعمال لإيحائها على شمول كل مكان ، وهي أدق من ( أين ) لدلالتها على تحديد المكان ، وهو باستعمالها يشير إلي ضعف الإسلام في كل الأمكنة ( اتجهت - نظرت ) اتجهت أفضل لدلالتها على كل الجهات التي حولنا - شمولاً لرؤية ضعف المسلمين اليوم . ( نظرت ) لاتجاه واحد .
- في بلد : تنكير ( بلد ) للإيحاء بشمول ضعف الإسلام عامة، في البلاد .
- تجده كالطير مقصوصاً جناحاه : تشبيه للإسلام في بلاد المسلمين بعد أن نحاه المسلمون عن حياتهم ، وليس له قدرة على توجيههم بمثل طائر مقصوص الجناحين لا يقدر على الارتفاع أو التحليق والمسلمون هم من قصوا جناحيه .
- كان الكون مسرحها : الهاء ضمير يعود على ( العروبة ) والجملة تشبيه - يشبه الكون كله وقد كانت الأمة الإسلامية تسيطر عليه ، وتنتقل فيه كما تشاء ، بمسرح واسع - والعروبة هي البطل الذي يسيطر على أحداث المسرحية في المسرح . والتشبيه يوحي بما كان للأمة الإسلامية من نفوذ شامل وحرية تصرف في أمور الكون .
- تتواري في زواياه : كناية عن الذل والصغار الذي صارت إليه الأمة الإسلامية .
- كان الكون مسرحها × تتواري في زواياه : مقابلة للموازنة بين ما كان للأمة الإسلامية . من سيادة وسلطان في الماضي ، وبين ما صارت إليه من ضعف وهوان في الحاضر .
- أصبحت : الأفضل لو قالت ( أمست - باتت ) (1) لدلالة الليل والمساء على الخوف والألم ، والصبح لا يتناسب في إيحائه مع ذلك ، ( 2 ) ليناسب المسرح فهو لا يعمل إلا في الليل .
- كم صرفتنا يد : (1) كم خبرية للكثرة ، ( صرفتنا ) في الزمن الماضي - والأفضل لو قال ( تصرفنا ) بالمضارع ، لأن ذلك مستمر حتي عصر الشاعر ، ولم ينته . (3) الجملة كناية عن التحكم في أمورنا والتصرف في مقدراتنا .
- كنا نصرفها : ( كنا ) تتفق وما كان لنا من سلطان وسيادة على العالم في الماضي والمضارع ( نصرفها ) يتفق مع ما استمر طويلاً لنا من هذه السيادة والسلطان .
- كم صرفتنا × كنا نصرفها : مقابلة للموازنة بين ما كنا عليه في الماضي وما صرنا إليه في الحاضر .
- بات يملكنا شعب × ملكناه : كناية عن ضياع سيادتنا ، وتحولنا إلي مملوكين في الإدارة ، وبين ( يملكنا × ملكناه ) = طباق للموازنة بين الحالين ، إيحاء بالحسرة والآسي .
- يد : مجاز مرسل علاقته الآلية ، فاليد أداة السيادة ورمز القوة .
- كم بالعراق وكم بالهند من شجن : كناية عن كثرة وشمول الآلام في شتي بقاع الأمة الإسلامية ، من شرقيها ( الهند ) إلي وسطها ( العراق ) إلي غربيها ( مصر ) . فالآلام شملت أبناء الأمة الإسلامية عربا وغير عرب .
- فرددت الأهرام شكواه : كناية عن وحدة الآلام والمشاعر التي تربط سائر بلاد العالم الإسلامي ، ( الأهرام ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ذكر الجزء وهو يريد ( مصر ) .
- بني العروبة : أسلوب إنشائي نداء لإظهار المشاركة والتوجع ، وقد حذف الأداة للقرب مكاناً ونفساً .
- القرح مسكم ومسنا : كناية عن وحدة الآلام التي تربط بين الأمة الاسلامية ، وهو متأثرة بقوله تعالي ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) .
- لسنا نمد لكم إيماننا صلة ....لكنما هو دين ...:
(1) أسلوب قصر - طريقته العطف بلكن . ليؤكد أن التضامن الإسلامي ليس منحة ولا تفضلا ، لكنما هو دين واجب السداد على كل مسلم تجاه المسلمين .

التعليق العام :
1 - النص من أدب الدعوة الإسلامية ، لأنه يصور حال الإسلام والمسلمين في الحاضر ، ويوازن بينه وبين عزة الماضي وقوته . ويدعو إلي الوحدة ومد يد العون لكل المسلمين .
2 - بث الشاعر في قصيدته هما يؤرقه ، ونفي أن يكون هماً شخصياً ، لكنه مهموم لحال الأمة الإسلامية جمعاء ، مما جعل ألمه أكثر بكثير من أقسى الآلام الشخصية ، وذلك ما أكده في المقدمة التي توضح كم هو مؤرق ، وكم هو مهموم .
3 - تسيطر على الشاعر عاطفة قوية من الحزن والآسي لما عليه حال العالم الإسلامي اليوم من ضعف وذل وتفكك - مما يبعث على اليأس والتشاؤم ، لكنه لم يستسلم لذلك، بل توقع خيراً وتقاؤلاً بما يطلبه من الوحدة ومد يد العون وإثارة الهمة بذكر الماضي العظيم .
4 - لقد عرف الشاعر سبب الداء - وشخص الدواء ..... عرف أن سبب هوان المسلمين اليوم هو أن منهج الله القويم قد هان عليهم فهجروه فهانوا في نظر عدوهم . فذهب ريحهم وضاعت هيبتهم .
5 - في البييتين : كم صرفتنا يد ....... ، ويح العروبة .
تصوير لحقيقة عز الماضي وأمجاده ، وبيان لبشاعة الحاضر وذله وهوانه .
6 - يدعو الشاعر إلي تحقيق الوحدة الحقيقية التي تتخذ الإسلام منهجاً علمياً فهم متحدون في الدين - متحدون في الآلام والأحزان والحاضر المزري .





















3-صوت من حراء - إبراهيم فطاني
3- صوت من حراء - إبراهيم فطاني
التعريف بالشاعر : ولد سنة 1321هـ في مكة المكرمة- بعد أن أتم تعليمه في المدرسة الراقية، وعلى يد علماء المسجد الحرام ، عمل مدرسا في المسجد الحرام ، ثم في دار العلوم الشرعية ، ثم المعهد العلمي السعودي ، ثم مدرسة تحضير البعثات ، كما عمل قاضيا بمكة المكرمة .
إنتاجه الشعري :
له شعر كثير منشور في الصحف والمجلات .
له قصائد في الابتهالات الدينية مسجلة في الإذاعة.
له ديوان شعر يسمي ( الهمزة ) وهو قصيدة طويلة في سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم - من عدة فصول .
خصائصه الشخصية :
واسع الاطلاع
غزير المعرفة
شاعر عاطفي ، يمتاز بقوة البديهة وسرعة الخاطر .
المناسبة : من غار حراء حيث بدأ الوحي الإلهي على النبي صلي الله عليه وسلم - وما حدث من قيام دولة التوحيد ، وما تحقق للإسلام من مجد عظيم ، ... يري كيف حال المسلمين اليوم . وقد ضعفوا وتفرقوا ، واكتفوا بالكلام ولم يعملوا ..
الأفكار العامة للقصيدة : ظهور نور النبوة من حراء بمكة ، وعلو صوت الإسلام ، وانتهاء عهد الظلام والطغيان وبداية عصر الإيمان والحق والخير والمساواة.
المسلمون اليوم : متفرقون ، متأخرون ، حياري تائهون ، يقولون ولا يعملون منقسمون ، مختلفون .
دعوة المسلمين إلي اليقظة ، والعودة إلي وحدة الصف والكلمة ، والعمل بالعزم والصدق والقوة .
خصائص الشاعر : عاطفته عاطفة صادرة عن قلب ملئ .
العاطفة جاءت ممتزجة بالأفكار - في إخلاص وغيرة على أمته الإسلامية .
أسلوبه واضح الألفاظ - وكلماته مألوفه لا غرابة فيها .
متنوع أسلوبه بين الخبري والإنشائي - مع استخدام الصور الخيالية
النص
أي صوت عزة وجلال ؟
أي نور قد شع من ذي التلال ؟
أي صوت علا فهز البرايا
وتداعت له صروح الضلال ؟
من حراء الخلود أعظم بطود
يتحدي الحصون ذات الظلال
صوت طه يدعو إلي خير دين
فسما بالأنام نحو الكمال
ذاكم الصوت لا يزال يدوي
يتخطى مسامع الأجيال
سجلته في محكم من كتاب
قدرة الله ذي القوي والجلال
لم يزل داعياً إلي كل خير
وينادي بوحدة واعتدال
أيها المسلمون ما لي أراكم
قد صممتم عن صوته المتعالي ؟
فرقتنا مذاهب وحقود
أضرمتها أصابع الاحتلال
ثم نمنا وأدلج الغرب حتي
أيقظتنا الخطوب ( قبل الزوال )
وإذا نحن في الطريق حيارى
مثل جسم مفكك الأوصال
ليس يجدي الكلام عنا فتيلا
قد محا السيف شقشقات المقال
ما مضي فات فاربعوا لا توانوا
واجمعوا الشمل وانهضوا بالفعال
وكفانا تباطؤا وانقساماً
واختلافا قد جر شر الوبال
يا قومي أري المراجل غلي
وأري الكون حافزاً للقتال
يا لقومي وكل قومي أباة
كشر الشر عن نيوب طوال
فارفعوا راية الجهاد بعزم
لنذيق الأعداء كأس النكال
وحدوا الصف والقيادة وامضوا
إن في الاتحاد خير المآل
اللغويات :
شع : انتشر ، صممتم : سددتم آدانكم عن سماعه
التلال : جمع ( تل ) ارتفاع عن الأرض ، أضرمتها : أوقدها وأشعلها .
البرايا : جمع ( برية ) الخلق ، أدلج : ساروا من أول الليل
تداعت : تهدمت وانهارات ، الخطوب : الأمور الشديدة مفردها ( خطب )
طود : الجيل العظيم الصاعد في الجو علوا
الأوصال : جمع ( وصل ) مجتمع العظام .
طه : نداء خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم ، يجدي : يفيد .
الأنام : جميع ما على الأرض من خلق .
فتيلا : الخيط الذي في شق النواة ، شيئا قليلا ، اعتدال : التوسط بين الأمرين
شقشقات : جمع شقشقة = فصاحة الكلام ، حصون : جمع حصن بناء قوي
أربعوا : امتحنوا قوتكم - ارفعوا أيدكم إعلانا للقوة .
محكم : ( متقن ) ، ومن القرآن = الظاهر الجلال : العلو والرفعة
الذي لا شبهة فيه ولا يحتاج إلي تأويل .
الشمل : مجتمع ما تفرق وتشتت من الأمر ، النكال : العقاب أو النازلة .
الوبال : سوء العاقبة ، المآل : رجوع ونهاية
المراجل : القدور من الطين أو النحاس ، توانوا : ضعفوا ولم يهتموا .
شرح الأبيات :
ما أروع ذلك الصوت الذي علا في غار حراء ، وما أعظم ذلك النور الذي انتشر على كل الدنيا من جبال مكة .
لقد هز صوت الإسلام كل المخلوقات ، فاندكت قلاع الكفر ، وهوت صروح الظلم والظلام .


رد مع اقتباس