عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 11 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 08 - 05 - 2004 ]

أسئلة
عن صحة بعض الأحاديث‏
لفضيلة الشيخ
سليمان بن ناصر العلوان


فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان أيده الله ورفع ذكره آمين .‏
‏ نسمع من العامة أحاديث ولا نعرف صحتها فرأينا الكتابة لجنا بكم لتوافونا بدرجتها .‏
وهي ‏
‏1- يس لما قرأت له ‏
‏2- تكبيرة الإحرام خير من الدنيا وما فيها
‏3- إنّ الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ‏
‏4- (( جنبوا مساجدكم صبيانكم ))‏
‏ ‏
الجواب : ‏
بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏ هذه الأخبار ماعدا الأخير ليس لها أصل والجزم بنسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قول بلا ‏علم وأهل العلم متفقون على تحريم رواية الأحاديث المنكرة والباطلة ومتفقون على تحريم القول على الله ‏وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بلا علم مثلُ أن يروي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحاديث ‏منكرة ويجزم بصحتها وهو لا يعلم وقد روى البخاري في صحيحه ( 3509 ) عن علي بن عياش حدثنا ‏حَريز قال حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال سمعتُ واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم ( إن من أعظم الفِرى أن يدَّعي الرجل إلى غير أبيه أو يُري عينه مالم تر أو يقول على ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل )) .‏
‏ وحديث ( جنبوا مساجدكم صبيانكم و مجانينكم ... ) رواه ابن ماجه في سننه ( 750 ) من طريق ‏الحارث بن نبهان حدثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم به وهذا الحديث منكر .‏
‏ الحارث بن نبهان متروك الحديث قاله أبو حاتم والنسائي .‏
‏ وقال البخاري منكر الحديث .‏
‏ وقد روى له الترمذي ( 1775 ) حديث أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل ‏الرجل وهو قائم )) . وقال لا يصح عند أهل الحديث والحارث بن نبهان ليس عندهم بالحافظ .‏
‏ ورُوي الحديث من طريق أبي نُعيم النخعي ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وعن واثلة ‏وعن أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( جنبوا مساجدكم ... )) رواه ‏البيهقي في السنن ( 10 / 103 ) وقال – العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث .. ) ‏
‏ وقال الإمام العقيلي في الضعفاء [ 3 / 347 ] حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال : العلاء ‏بن كثير عن مكحول : منكر الحديث .‏
‏ وأسند العقيلي حديثه هذا وقال عَقِبه [ الرواية فيها لين ] .‏
‏ ورواه ابن عدي في الكامل ( 4 / 1435 ) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر عن يزيد بن الأصم عن أبي ‏هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم .... الحديث وفيه نكارة .‏
‏ عبد الله بن محرر متروك الحديث قاله النسائي وغيره وقال ابن عدي رواياته غير محفوظة .‏
‏ وتفرده عن أقرانه بالرواية عن يزيد غير محتمل فالحديث منكر ولا يصح في الباب شيء .‏
‏ وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان بدخول المساجد وفعل ذلك بنفسه حين صلى بالمسلمين ‏وهو حامل أُمامة بنت زينب . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة ... غير أنه يُتقى أذاهم للمصلين ‏وكثرة اللغط والعبث الباعث على التشويش على الراكعين الساجدين والله أعلم .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 3 / 1421 هـ‏

صحة حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة

‏ فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان أمدّ الله في عمره على عمل صالح .‏
‏ قرأت في أحد الكتب حديث حذيفة (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط ‏الحلقة )) .‏
‏ فتعاظمت هذا الوعيد في مثل هذا العمل اليسير فقلت أكتب لفضيلتكم تبينون درجته فإن صح عندكم ‏فما معناه ؟ .‏
الجواب : ‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث رواه أبو داود في سننه ( 4826 ) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة ‏حدثني أبو مجلز عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة )) .‏
ورواه أحمد ( 5 / 384) والترمذي ( 2753) والحاكم ( 4 / 281) مـن طريق شعبة عن قتادة نحوه .‏
‏ وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه الحاكم وفيه نظر .‏
‏ فالحديث رواته ثقات غير أنَّ أبا مجلز لا حق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.‏
‏ وقال الإمام أحمد رحمـه الله حدثنا حجاج بن محمد قال قـال شعبـة لـم يـدرك أبـو مجلز ‏حذيفـة ( العلل رقم 788 ) .‏
‏ فأصبح الحديث ضعيفاً وهو ليس على ظاهره اتفاقاً .‏
‏ وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس .‏
‏ وتأولـه آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث انتهى به ‏المجلس فلعن للأذى .‏
‏ وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر .‏
‏ ولا يصح من هذه التأويلات شيء وقد علمتَ أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم . ‏

‏*************‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏
‏ قرأت في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله أنه صحح حديث عائشة ( كان ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء ) .‏
‏ وقد سمعت من بعض العلماء أن هذا الحديث لا يصح فأحببت أن أرفع هذا السؤال لفضيلتكم لمعرفة ‏الصحيح من ذلك والله أسأل أن يسدّد خطاكم وينفع فيكم القاصي والداني .‏
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ( 1397 ) وأحمد في مسنده (6 / 43 ) وأبو داود ( 228 ) ‏والترمذي ( 118 ) وابن ماجة ( 581 ) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة ‏قالت . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء ) .‏
‏ وهو معلول أخطأ فيه أبو إسحاق واضطرب فيه ولم يأت به على وجهه الصحيح وقد رواه غير واحد ‏عن الأسود عن عائشة بلفظ آخر فقد خرّج مسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة ‏قالت (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءَه للصلاة )) ‏وهذا هو المحفوظ .‏
‏ وقد ذكر أبو داود في سننه ( 228 ) عن يزيد بن هارون أنه قال هذا الحديث وهم يعني حديث أبي ‏إسحاق . وقال الإمام أحمد ( ليس صحيحاً ) وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه ( وقد روى عن أبي ‏إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق ) .‏
‏ وهذا لا خلاف فيه بين أئمة الحديث حكى اتفاقهم غير واحد .‏
‏ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفتح ( 1 / 362 ) وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف ‏على إنكاره على أبي إسحاق منهم إسماعيل بن أبي خالد وشعبة ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وأبو بكر ‏بن أبي شيبة ومسلم بن الحجاج وأبو بكر الأثرم والجوزجاني والترمذي والدارقطني .‏
‏ وقال أحمد بن صالح المصري الحافظ : لا يحل أن يُروى هذا الحديث – يعني أنه خطأ مقطوع به فلا تحل ‏روايته دون بيان علته .‏
‏ وأما الفقهاء المتأخرون : فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله فظن صحته . ‏
‏ وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث . ووافقهم ‏طائفة من المحدثين كالطحاوي والحاكم والبيهقي ... ) .‏
‏ وتبعهم على ذلك بعض أهل عصرنا وجزموا بصحة الخبر معتمدين على ظاهر إسناده وثقة رواته وهذه ‏غفلة عن دقائق علم العلل ومخالفة لصنيع أئمة هذا الشأن الذين أطبقوا على خطأ أبي إسحاق واضطرابه في ‏ذلك وتفرده عن الثقات والله أعلم .‏

‏*************‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

ما صحة الحديث الوارد ( صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك ؟

‏ الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث لا يصح ولا يثبت له إسناد وقد رواه أحمد في مسنده ( 6 / 272 ) من طريق محمد ‏بن إسحاق قال وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلى الله ‏عليه وسلم قال ( فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً ) .‏
ورواه ابن خزيمة في صحيحه ( 137 ) غير أنه قال إن صحّ الخبر وقال ( أنا استثنيت صحة هذا الخبر لأني ‏خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه .‏
وقال عبد الله بن الإمام أحمد قال أبي إذا قال ابن إسحاق وذكر فلان فلم يسمعه .‏
وقال الإمام يحيى بن معين : لا يصح هذا الحديث وهو باطل .‏
وقال البيهقي رحمه الله في السنن ( 1 / 38 ) وهذا الحديث أحد ما يخاف أن يكون من تدليسات محمد بن ‏إسحاق وأنه لم يسمعه من الزهري وقد رواه معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري وليس بالقوي . ورُوي ‏من وجه آخر عن عروة عن عائشة ومن وجه آخر عن عمرة عن عائشة فكلاهما ضعيف ) .‏
وقد جاء للحديث شواهد من حديث ابن عباس رواه أبو نعيم .‏
ومن حديث جابر رواه أبو نعيم أيضاً .‏
ومن حديث ابن عمر رواه أبو نعيم .‏
ولا يصح من هذه الأحاديث شيء ولا ترتقي إلى درجة الحسن لغيره .‏
فإن هذا الثواب الكبير لا يمكن قبوله بمثل هذه الأسانيد الضعيفة .‏
ولعل هذا من أسرار حكم الأئمة على هذا الخبر بالضعف تارة وبالبطلان تارة أخرى والله أعلم . ‏
‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏13 / 9 / 1421 هـ‏

صحة الحديث: أقامها الله وأدامها

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان ‏

أنا أقرأ في كتب الفقهاء فأرى كثيراً منهم يستحب أن يُقال في لفظ الإقامة أقامها الله وأدامها . ويذكرون ‏في ذلك حديثاً وهو معروف لدى فضيلتكم فما صحته ؟
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏أخي السائل اعلم أن الاستحباب حكم شرعي ، والأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ‏ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة فلا يمكن اثبات حكم بدون دليل محفوظ .‏
وقد اعتاد الفقهاء التساهل في ذلك فيثبتون الاستحباب بحديث ضعيف والكراهية بمثل ذلك وأشد .‏
وقد تفاقم الأمر في العصور المتأخرة فترى الأحاديث الضعيفة والمنكرة والأخبار الواهية في كتب العقائد ‏والتفاسير وأحكام الحلال والحرام . وأعظمُ من ذلك الجزم بنسبة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏وهذا خطر عظيم وذنب كبير .‏
وقولكم [ ويذكرون في ذلك حديثاً ] هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود ( 528 ) من طريق محمد بن ‏ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي ‏صلى الله عليه وسلم أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال : قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه ‏وسلم (( أقامها الله وأدامها )) وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان .‏
وفي هذا الحديث ثلاثُ علل .‏
أولاها : محمد بن ثابت العبدي قال عنه النسائي ليس بالقوي وقال أبو داود ليس بشيء .‏
الثانية : الإبهام فلم يسم العبدي شيخه في الإسناد ‏
الثالثة : شهر بن حوشب مختلف فيه وقد قال ابن عون (( إن شهراً نزكوه . أي طعنوا فيه وقال النسائي ‏ليس بالقوي .‏
وقال الترمذي عن البخاري . شهر حسن الحديث وقال الإمام أحمد . لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام ‏عن شهر بن حوشب .‏
وقال الدار قطني . يخرّج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام .‏
والناظر في أحاديث شهر لا يشك أنه سيء الحفظ يضطرب في الأحاديث والله أعلم .‏
والحديث ضعفه النووي في المجموع ( 3 / 122 ) وابن حجر في التلخيص ( 1 / 211 ) .‏
بيد أن النووي رحمه الله قال ( لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء ... ) .‏
وهذا غير صحيح وليس في المسألة اتفاق . فظاهر كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه أنّ أحاديث ‏الفضائل لا تُروى إلا عمّن تُروى عنه أحاديث الأحكام .‏
وهذا ظاهر كلام ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين ورجحه الإمام بن حزم رحمه الله .‏
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى ( 1 / 250 ) ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ‏ليس صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوّزوا أن يُروى في فضائل الأعمال مالم ‏يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي ورُوي حديث لا ‏يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو ‏مستحباً بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل ‏شرعي ولكن إذا عُلم تحريمه ورُوي حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه ، فيجوز ‏أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أن كذب ولكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل ‏آخر غير هذا الحديث المجهول حاله . ‏
وهذا كالإسرائيليات يجوز أن يُروى منها ما لم يعلم أنه كذب للترغيب والترهيب فيما علم أن الله تعالى ‏أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا فأما أن يثبت شرعاً لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت فهذا لا يقوله ‏عالم ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الإئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة . ومن نقل ‏عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه ....) .‏
والمنقول عن أهل العلم من الخلاف في هذه المسألة أكثر من ذلك .‏
ودعوى النووي رحمه الله من الاتفاق على العمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل غير صحيحة والخلاف ‏محفوظ .‏
والمنقول عن الصحابة والتابعين عدم التفريق فالكل شرع من الله فلا تصح المغايرة بدون دليل ولا أعلم ‏عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه تساهل في المرويات بالفضائل أو الترهيب دون ماعداها .‏
وقد روى البخاري ( 2062 ) ومسلم ( 14 / 130 – شرح النووي ) من طريق عبيد بن عمير (( أن ‏أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له ، وكأنه كان مشغولاً فرجع ‏أبو موسى ففرغ عمر فقال : ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ؟ ائذنواله . قيل قد رجع فدعاه ، فقال : ‏كنا نؤمر بذلك فقال : تأتيني على ذلك بالبينة . فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم ، فقالوا : لا يشهد لك ‏على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري .‏
فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر : أخفي عليَّ هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ألهاني ‏الصفق بالأسواق ( يعني الخروج للتجارة ) .‏
وقد كان قصد عمر رضي الله عنه بطلب البينة التثبت لئلا يتسارع الناس إلى رواية الأحاديث عن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم بدون ضبط ولا تحري وفي بعض رواياته في صحيح مسلم ( إنما سمعت شيئاً ‏فأحببت أن أتثَبت ) .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 5 / 1421 هـ‏

صحة ما يروى - الغناء ينبت النفاق في القلب‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الغناء ينبت النفاق بالقلب كما يُنبتُ الماءُ البقل )) ؟
الجواب : ‏

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 279 ) من طريق محمد بن صالح الأشج أنا عبد الله بن ‏عبد العزيز بن أبي روّاد حدثنا إبراهيم من طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم بنحوه .‏
وهذا إسناده منكر تفرد به عبد الله بن عبد العزيز وأحاديثه منكرة قاله أبو حاتم وغيره .‏
وقال ابن الجنيد . لا يُساوي شيئاً يحدّث بأحاديث كذب .‏
ورواه ابن عدي في الكامل ( 1590 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري عن أبيه سعيد ‏بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به .‏
وهذا إسناده ضعيف جداً . وقد اتفق الحفاظ على تضعيف عبد الرحمن بن عبد الله العُمري .‏
قال الإمام أحمد رحمه الله . ليس بشيء .‏
وقال النسائي متروك الحديث .‏
ورواه أبو داود في سننه ( 4927 ) من طريق سلاّم بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة فجعلوا ‏يلعبون . يتلعبون يغنون فحلَّ أبو وائل حُبْوته وقال سمعت عبد الله يقول . سمعت رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم . يقول ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب ) .‏
وهذا إسناده ضعيف مداره على الشيخ المجهول ولا يحتج به .‏
وقد ورد موقوفاً على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رواه البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 223 ) ‏من طريق غندر عن شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود فذكره .‏
ورواته ثقات ولا يضر الانقطاع بين إبراهيم وعبد الله فقد صح عن الأعمش أنه قال قلت لإبراهيم أسند ‏لي عن ابن مسعود ؟‏
فقال إبراهيم . إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت وإذا قلت : قال عبد الله فهو عن غير ‏واحد عن عبد الله ) رواه أبو زرعة في تاريخ دمشق وابن سعد في الطبقات .‏
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان ( 1 / 248 ) هو صحيح عن ابن مسعود من قوله ) .‏
وهذا الأثر ليس هو الدليل الوحيد على تحريم الأغاني والموسيقى .‏
فهناك أدلة كثيرة من المرفوع والموقوف تفيد تحريم الغناء المقرون بالمعازف والمزامير وقد اتفق أكثر أهل ‏العلم على ذلك .‏
وبالغ القاضي عياض فزعم الإجماع على كفر مستحله وفيه نظر. بيد أن فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة ‏الأربعة على التحريم وقد عدّه غير واحد من أهل العلم كبيرة من الكبائر .‏
وقال الإمام مالك رحمه الله ( إنما يفعله عندنا الفساق ..) .‏
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الإغاثة ( 1 / 228 ) ولا ينبغي لمن شمَّ رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ‏ذلك . فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور ... ) .‏
وفي هذه الأزمنة امتد أمر الغناء وأدخلت عليه محسنات كثيرة فغمر المجالس والمحافل وازداد عشاقه فصار ‏تجارة الفساق وأصبح ظاهرة في كثير من البلاد يشترك فيه الرجال والنساء فيقفون أمام الملأ في المسارح ‏والأندية الرياضية والصالات المغلقة يغنون بالفحش والخنا ويدعون للفسوق والانحراف والرذيلة والخلاعة ‏وأمثال ذلك من العظائم المعلوم قبحها بالفطر السليمة والعقول الصحيحة وقد قال النبي صلى الله عليه ‏وسلم (( ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف . ولينـزلنَّ أقوام إلى جنب علم ‏يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم – يعني الفقير- لحاجة فيقولون ارجع إلينا غداً فيبيتُهُمُ الله ويضع العلمَ ‏ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )) .‏
ذكره البخاري في صحيحه ( 5590 ) عن هشام بن عمّار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن ‏يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن عَنْم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو ‏مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول .‏
ورواه ابن حبان في صحيحه ( 6754 ) عن الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار فذكره ‏دون آخره .‏
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تغليق التعليق ( 5 / 22 ) وهذا حديث صحيح لا علة له ولا مطعن له ‏وقد أعله أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد ، وبالاختلاف في اسم أبي مالك وهذا ‏كما تراه قد سقته من رواية تسعة عن هشام متصلاً فيهم مثل الحسن بن سفيان وعبدان وجعفر الفريابي ‏وهؤلاء حفاظ أثبات وأما الاختلاف في كنية الصحابي فالصحابة كلهم عدول ... ) .‏
وقال الحافظ ابن رجب في نزهة الأسماع ص ( 45 ) فالحديث صحيح محفوظ عن هشام بن عمار .. ) .‏
وفي الباب غير ذلك .‏
والمعازف هي آلات اللهو من عود وغيره والله أعلم .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏21 / 5 / 1421 هـ‏

شيخنا الفاضل سليمان العلوان سلمه الله وجعل الجنة مأواه
‏ نود من فضيلتكم التعريف بدرجة حديث (( لا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة )) .‏
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏‏ هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن وهب بن جرير ( 1 / 294 ) وأبو داود ( 2611 ) ‏والترمذي ( 1555 ) وابن خزيمة ( 2538 ) وابن حبان ( 4717 ) وغيرهم من طرق عن وهب بن ‏جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال قال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعة مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ‏ولا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة ) ‏
‏ ورواه أحمد ( 1 / 299 ) عن يونس ثنا حبان بن علي حدثنا عقيل بن خالد عن الزهري بذلك .‏
‏ وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين والضياء المقدسي وابن ‏القطان وغيرهم .... وفيه نظر .‏
‏ قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله لا يسنده كبير أحد غيرُ جرير بن حازم وإنما رُوي هذا الحديث ‏عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .. )‏
‏ وقال أبو داود في سننه ( الصحيح أنه مرسل ) .‏
‏ وقد رواه في المراسيل ( 313 ) عن سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن حيوة عن عقيل عن ‏الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم .‏
‏ ورواه ( 314 ) عن مخلد بن خالد حدثنا عثمان يعني ابن عمر أخبرنا يونس عن عقيل عن الزهري عن ‏النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه )) .‏
‏ قال أبو داود قد أُسند هذا ولا يصح أسنده جرير بن حازم وهو خطأ )) .‏
‏ وأخطأ فيه حبان بن علي فرواه عن عقيل موصولاً والصحيح عن عقيل مرسلا رواه حيوة ويونس ‏والليث ابن سعد .‏
‏ ورواه عبد الرزاق في المصنف ( 9699 ) عن معمر عن الزهري مرسلاً .‏
‏ قال الإمام أبو حاتم في العلل ( 1 / 347 ) المرسل أشبه لا يحتمل هذا الكلام أن يكون كلام النبي ‏صلى الله عليه وسلم .. ) .‏
‏ وقد جزم بعض المتأخرين بخطأ هذا القول وصوّب رفعه وقال ( جرير بن حازم ثقة محتج به في ‏الصحيحين وقد وصله والوصل زيادة واجب قبولها من ثقة .. ) .‏
‏ وهذا ليس بشيء فجرير لا يمكن مقارنته أو مساواته بمن أرسله فهم أجل وأحفظ وأضبط منه .‏
‏ وقد ذكر الإمام ابن حبان جرير بن حازم وقال كان يخطئ لأنه أكثر ما كان يحدث من حفظه )) .‏
‏ وقال زكريا الساجي (( صدوق حدّث بأحاديث وهم فيها ... ) .‏
‏ وقد وثقه أكثر الحفاظ وانتقدوا عليه أحاديث يرويها عن قتادة وتفردات يخالف فيها غيره والله أعلم .‏
وقوله ( والوصل زيادة واجب قبولها من الثقة ) .‏
‏ وهذا قول الخطيب وتبعه على ذلك كثير من الفقهاء والأصوليين وجماعة من المتأخرين .‏
وفيه نظر كثير .‏
‏ فأئمة هذا الشأن العارفون بعلل الأحاديث المتخصصون بذلك أمثال ابن مهدي والقطان وأحمد ‏والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي لا يقولون بذلك .‏
‏ ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم مستقل . بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل حديث بما يترجح ‏عندهم .‏
‏ وتأمل في صنيعهم والمنقول عنهم ترى وضوح هذا المنهج .‏
‏ قال الحافظ ابن حجر في النكت ( 2 / 687 ) والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه ‏بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن كما قدّمناه في مسألة تعارض الوصل والإرسال ..) .‏
‏ ونحو هذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي ( 2 / 630- 643 ) .‏
‏ وقال الحافظ العلائي في نظم الفرائد ص ( 376 ) وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد ‏القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة ‏وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم ‏ثم الدارقطني والخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم من الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى ‏عند الواحد منهم في كل حديث ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث وهذا هو ‏الحق الصواب ... ) .‏
‏ وكلام الأئمة في مثل هذا كثير ، وحاصل كلامهم أن وصل الثقة وزيادته تقبل في موضع وترد في ‏موضع آخر على حسب القرائن المحتفة بذلك .‏
‏ فإذا تفرد الثقة بوصل حديث أو زيادة لفظة فيه وخالف غيره فيحكم للثقة الضابط ، وإذا اختلف ثقاة ‏حفاظ متقاربون في ذلك قدم الأكثر .‏
‏ فإذا كان لأحدهم اختصاص بمرويات شيخه قدم على غيره .‏
‏ ومن القرائن المرجحة اتفاق الحفاظ الناقدين على تصحيح وصل أو ترجيح إرسال .‏
‏ مثـال ذلك روى أحـمد في مسنده ( 2 / 8- ) وأبو داود ( 3179 ) والترمذي ( 1007 ) ‏والنسائي ( 4 / 56 ) وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال (( رأيت ‏النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر يمشون أمام الجنازة )) ورفعه خطأ والصواب أنه مرسل قال أبو عيسى ‏الترمذي رحمه الله ( حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن ‏سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة .‏
‏ وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏كان يمشي أمام الجنازة .‏
‏ وأهل الحديث كلهم يَرَوْن أن الحديث المرسل في ذلك أصح .‏
‏ وسمعت يحيى بن موسى يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : قال ابن المبارك : حديث الزهري في هذا ‏مرسل ، أصح من يث ابن عيينة .. ) .‏
‏ وقال الإمام النسائي والصواب مرسل .‏
‏ فأنت ترى اتفاق المحدثين على تصحيح إرساله وقد خالف في ذلك بعض أهل العلم فصحح رفعه وهذا ‏غلط .‏
‏ ولا أرى لتصحيحه وجهاً معتبراً فأوثق الناس في الزهري ماعدا ابن عيينة يروونه مرسلاًَ واتفاق أكابر ‏الحفاظ على تصحيح إرساله قرينة مرجحة لذلك والله أعلم .‏

كتبه
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 3 / 1421 هــ‏

من تعلم لغة قوم أمن مكرهم

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

سمعتٌ في الإذاعة حديث (( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ] فبحثت عنه فلم أجده !! أين مصدره ؟
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم هذا حديثاً ولا أظن له أصلاً وقد كره أهل العلم تعلم رطانة الأعاجم والمخاطبة بها بدون حاجة ‏وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( لا تعلموا رطانة الأعاجم )) رواه عبد الرزاق في المصنف ( ‏‏1609 ) والبيهقي في السنن ( 9 / 234 .‏
وقد بُلي المسلمون في هذا العصر بالرطانة الأعجمية وأصبح تعلمُ بعض اللغات الأجنبية ضرورة ملحة في ‏كثير من المهن والأعمال وهذا جائز لأهل الحاجات والمصالح ولا سيما مصالح المسلمين العامة .‏
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السُّرْيانية )) رواه أحمد ( 5 / 182 ) ‏من طريق الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت ورواه الترمذي ( 2715 ) من طريق عبد الرحمن ‏بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال ( إني والله ما آمن يهود على كتاب )) قال : فما مرّ بي نصف ‏شهر حتى تعلمته له قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ‏‏)) . ورواه أحمد و أبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وخالفه غيره ‏فتكلم في ابن أبي الزناد فقد ضعفه يحي بن معين وأحمد وجماعة ووثقه مالك وغيره ولا بأس به إذا لم يتفرد ‏بالحديث وقد اعتبر بحديثه غير واحد والخبر محفوظ وقد علقه البخاري في صحيحه ( 95 / 7 ) جازماً ‏بصحته .‏
وهو دليل على جواز تعلم اللغة الأجنبية للمصلحة والحاجة وهذا لا ينازع فيه أهل العلم .‏
وأما تعلم هذه اللغة لغير حاجة وجعلها فرضاً في مناهج التعليم في أكثر المستويات فهذا دليل على ‏الإعجاب بالغرب والتأثر بهم وهو مذموم شرعاً وأقبح منه إقرار مزاحمة اللغات الأجنبية للغة القرآن ولغة ‏الإسلام .‏
مثل هذا لابدّ أن وراءَه أيد أثيمة ومؤامرات مدروسة لعزل المسلمين عن فهم القرآن وفقه السنة فإن فهم ‏القرآن والسنة واجب ولا يمكن ذلك إلا بفهم اللغة العربية .‏
فإذا اعتاد الناس في بيوتهم وبلادهم التخاطب باللغة الأجنبية صارت اللغة العربية مهجورة لدى الكثير ‏وعزّ عليهم فهم القرآن والإسلام وحينها ترقَّب الفساد والميل إلى علوم الغربيين واعتناق سبيل المجرمين ‏وهذا ما صنعته بلاد الاستعمار في الدول العربية فالله المستعان .‏
‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏29 / 4 / 1421‏

الحديث الوارد في سورة الدخان

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العوان حفظه الله ‏

سمعت في الإذاعة حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح ‏يستغفر له سبعون ألف ملك !!! فماهي درجة هذا الحديث ؟

الجواب :‏
بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث منكر ولا يصح في الباب شيء وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ( 1 / 248 ) وقال ‏تفرد به عمر بن راشد وهو وهم صوابه عمر بن عبد الله .‏
والخبر رواه الترمذي في جامعه ( 2888 ) وابن عدي في الكامل ( 5 / 1720 ) من طريق زيد بن ‏الحباب عن عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم .‏
قال الترمذي رحمه الله . هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وعمر بن أبي خثعم يضعف ، ‏قال محمد : هو منكر الحديث )) .‏
وقال أبو زرعة : واهي الحديث حدّث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمس مئة حديث ‏لأفسدتها .‏
وروى الترمذي ( 2889 ) وأبو يعلى في مسنده ( 6224 ) من طريق هشام أبي المقدام عن الحسن ‏البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ( من قرأ حم الدّخان في ليلة الجمعة ‏غفر له ) .‏
وهذا الإسناد معلول بعلتين : ‏
الأولى : هشام بن زياد أبو المقدام . ليس بشيء قاله النسائي وغيره .‏
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين ( 3 / 88 ) هشام بن زياد كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ‏والمقلوبات عن الأثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها . لا يجوز الاحتجاج به .‏
الثانية : الانقطاع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله . لم يسمع الحسن ‏من أبي هريرة ولم يره فقيل : فمنْ قال حدّثنا ؟ قال يخطىء .‏
وقال الترمذي رحمه الله عقيب هذا الحديث . لم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيّوب ويونس بن ‏عُبيد وعليّ بن زيد .‏
والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) وقال هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له .‏
‏ ‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏14 / 2 / 1422 هـ‏


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس