عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 27 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: فضل أهل البادية على أهل الحاضرة

كُتب : [ 03 - 09 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الفاضل / الأضجم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : مما يبدو لي أن ابن خلدون أراد الموغلين بالحضارة مثل أهل الأمصار القديمة مصر والشام من البيزنطيين وغيرها من البلاد المتحضرة أما أهل نجد وتهامة وعموم الجزيرة العربية فقروية يشاركون بواديهم بأغلب الخصال من مرءة وكرم وشجاعة وغيرها وقد أنصف أحد المستشرين أمراء عقيل من أهل القرى ومن معهم من الرعاة من أبناء البادية عندما قال : ( إنهم وإبلهم كأنما قطعوا من صخرة واحدة ) والمدينة المنورة قرية في بداية الإسلام ومع ذلك فمنها بدأ النفاق في شخص / عبدالله بن أبي بن سلول ومن اتبعه وقال تعالى : ( ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق .... الاّية ) وممن أنصف الفئتين في نجد الشاعر الفارس الأمير / بداح بن بشر العنقري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أمير قرية ثرمداء عاصمة الوشم والمقتول عام : 1139 هجري عندما قال :-

الطيب ما هو بس للظاعنينا
= الطيب قسم للوجيه المفاليح

البدو واللي بالقرى نازلينا
= كل عطاه الله من هبة الريح

والقروي والبدوي يتمتعون بصفاة كثيرة مشتركة ويزيد عليها البدوي بصفاة خاصة به دون غيره وفي كلن خير ألا ترى أن صرحاء العرب يذهبون بأبنائهم إلى البادية ليقسوا عودهم وخير مثال حي أمامنا سيد ولد اّدم ولا فخر رسول الله / محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي استرضع في بني سعد وافتخر بذلك وغيره الكثير من السلف الصالح ومنهم الإمام الشافعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته تربى في هذيل ومن البوادي من تعلم وأصبح يضاهي بل ويتفوق على القروي وقد رأيت ذلك ولكسته بنفسي ومنهم الطيار والمهندس والدكتور والقاضي والأديب وخير مثال للأدب الأديب / حسين بن سرحان العتيبي رحمه الله وتأمل يا رعاك الله كلام ابن خلدون وأن المقصود به ليس الحاضرة في نجد وما شابهها من الأقاليم في الجزيرة العربية :-

أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر وسببه أن النفس إذا كانت على الفطرة الأولى كانت متهيئة لقبول ما يرد عليهما وينطبع فيها من خير أو شر قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وبقدر ما سبق إليها من أحد الخلقين تبعد عن الآخر ويصعب عليها اكتسابه فصاحب الخير إذا سبقت إلى نفسه عوائد الخير وحصلت لها ملكته بعد عن الشر وصعب عليه طريقه وكذا صاحب الشر إذا سبقت إليه أيضا عوائده وأهل الحضر لكثرة ما يعانون من فنون الملاذ وعوائد الترف والإقبال على الدنيا والعكوف على شهواتهم منها وقد تلونت أنفسهم بكثير من مذمومات الخلق والشر وبعدت عليهم طرق الخير ومسالكه بقدر ما حصل لهم من ذلك حتى لقد ذهبت عنهم مذاهب الحشمة في أحوالهم فتجد الكثير منهم يقذعون في أقوال الفحشاء في مجالسهم وبين كبرائهم وأهل محارمهم لا يصدهم عنه وازع الحشمة لما أخذتهم به عوائد السوء في التظاهر بالفواحش قولا وعملا وأهل البدو وإن كانوا مقبلين على الدنيا مثلهم إلا أنهم في المقدار الضروري لا في الترف ولا في شيء من أسباب الشهوات واللذات ودواعيها فعوائدهم في معاملاتهم على نسبتها وما يحصل فيهم من مذاهب السوء ومذمومات الخلق بالنسبة إلى أهل الحضر أقل بكثير فهم أقرب إلى الفطرة الأولى وأبعد عما ينطبع في النفس من سوء الملكات بكثرة العوائد المذمومة وقبحها فيسهل علاجهم من علاج الحضر وهو ظاهر وقد يتوضح فيما بعد أن الحضارة هي نهاية العمران وخروجه إلى الفساد ونهاية الشر والبعد عن الخير فقد تبين أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر والله يحب المتقين . وقد أوصى الملهم من أمة محمد فاروق الإسلام والمسلمين الخلفة الراشد أبو حفص / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في اّخر أيامه بالأعراب خيرا معللا ذلك بأنهم مادتكم أي أصلكم ويفهم التفضيل من فحوى حديث : ( للفارس سهمان ) إذ أن جل البوادي إن لم يكن كلهم فرسان بعكس أهل القرى والذين لم يولي أغلبهم الخيل بالعناية من صدر الإسلام وإلى اليوم هذا وتقبل فائق شكري وامتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس