[خيَّال الغلباء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء

بسم الله الرحمن الرحيم

قصه البيت يا شارب التنباك شاربك ما طـال !!!

هذه القصة اختلف الرواة في اسم صاحبها إلا أن المؤكد أنه من آل هذال من شيوخ عنزة ، فمن الرواة من نسبها للشيخ / مشعان بن هذال ومنهم من نسبها للشيخ / عبدالله بن هذال، وتتلخص في أنه كان يشرب الدخان ( التنباك ) وكانت زوجته تتضايق من رائحة التبغ وذات مرة وهي جالسة لوحدها عبرت عن رأيها في الدخان بقولها هذا البيت الذي بدأت تترنم به في بيتها وهي لا تدري معتقدةً أن لا أحد يسمعها حيث قالت :-

يا شارب التنباك شاربك ما طال
= إياك وإيـا واحـدٍ جـاز دونـه

ما دام به نقصٍ على الحال والمال
= أيضا وشرّابـه يدمّـر سنونـه

فوقع هذا البيت على أسماع زوجها وقع الصاعـقة فنهرها والغضب يتّقـد في عينيه بقوله : ماذا تقولين ؟ أعيدي ما قلتي فعـلمت أنها وقعت في ورطة وخافت سطوته فاستدركت ذلك وأردفت قائلة :-

شرّابة التنباك معهم سعة بـال
= واللي طويلٍ شاربه يقصرونه

يستاهل التنباك مثل ابن هذال
= اللي يصرّه في مثاني ردونه

فقال لها ابن هذال : نجـوت والله يـا بنت الحلال وقد قيل : أنه في القديم حدث خـــلاف بسيط بين إمـــرأة وزوجهــا وكان أهل الزوج يحقدون على زوجة ابنهم لما عرفت به من جمال وفصاحة وما عرفت به من حبها الشديد لزوجها وحب زوجها لها واستطاع أهل الزوج أن يفرّقوا بين هذين الزوجين عن طريق ذلك الخلاف مما أدى إلى طلاق الزوجــة ومــرّت الأيــام فتقـدّم رجـل يقال له : ( إبن هــذّال ) لخطبة تلك المرأة المطلّقــة ونظــراً لأن ابن هــذّال كان شيخ قبيلة ورجل مغتني فقد وافق أبو المرأة عليـه وتم زواجــهما ولقد كان إبن هــذّال معروف بشــرب التــتــن ( الدخّـان ) وله قصايد يمتدح فيها التتن ويوضح انه من علامات الرجولة وكانت هذه الصفة تؤي إلا أن زوجته لا تستطيع نصحه فدخــل إبن هذال ذات يوم على امرأته دون أن تشعر بوجوده وكانت وقتها تنظّف منزلها من بقايا التتن المتناثر في أركان المنزل و سمعها تقول :-

يــا شــارب الـتــــتــــن شــاربك مـــا طـــال
= إيّــاك وإياّ واحــــد (ن) جــــاز دونـــــــــــــــه

تقصد من ذلك مقارنة ابن هذال بزوجها القديم الذي كان لا يشرب التتن وما إن سمعها إبن هـــذال حــتى أخـــرج خنجـــره ليطعنهــا إلا أنّهـــا أكملت فقالت :-

مــا يشــرب التــنباك كود ابــن هــذّال
= غِــمرٍ يصــافي من أسافل ردونــه

أي ما يشرب الدخان الا ابن هذال ذلك الشاب الذي يتخايل بكبريائه فعفى عنها وقال الحقي بأهلك فأنت طالق .

وقال الشاعر الحكيم / بندر بن سرور رحمه الله :-

سلط على الدخان لو هو مضري
= له ساعةٍ عند احتكام المصيبة

وقال غيره :-

دام التتن وسط الدكاكين باشريه
= بريال وإلاّ بألف ما هي خسارة

يا مخبلك يا معذربه عن راعيه
= من عذربه عندي بينقص وقاره

لا جيت باخليه محتلت أخليه
= ما يطرد الهاجوس كود الزقاره

لولاه بوسوس وبمرض وبتيه
= وتشوفني في كل شارع وحارة

مثل الهبيل اللي يضيع البصر فيه
= ياكل من الضيقة حبوب الحرارة

وسئل بدوي عن الدخان فأجاب :-

يا ولدي ما تبغاها
= لأنها تضر بالفاه
وتفضي المخباه
ولا أولها بسم الله
ولا تاليها الحمد لله

وقال الشاعر :-

ذوو الغرام بنارِ الوجدِ قد ولعوا
= ومدمنُ التبغِ بالآلامِ محتفلُ

قبلَ الفتوةِ في شربٍ وفي دَخَنٍ
= قلتُ العزيمةُ في الإمساكِ يا بطلُ

فالصدرُ منغلقٌ والمالُ محترقٌ
= والجارُ مختنقٌ والعمرُ مرتحلُ

وقال الشاعر الكبير / مشعل بن شباب الشيباني ينصح المدخنين :-

يا شارب الدخان بنصحك لله = تب عنه لله واحذر إنك تعودي
افتك من ناره وريحه وبلواه = لا تبتلي اللي بالمجالس قعودي
هي شجرة الشيطان زرعه ومجناه = تقضي على روحك ولا منه فودي
خسارة في المال والحال يقفاه = نار (ن) على جوفك توقد وقودي
تطويك طي مصدر الورد لرشاه = لينه حنى حالك كما حني عودي
راعيه من شربه تنفخ رياياه = يقوم يسعل لين يوعي الرقودي
وإليا رقد ما قام والوقت خلاه = حتى صلاة الصبح عنده تكودي
أبنصحك والله ما أبي لك مجازاه = أبيك تفلح في نهار الوعودي
لا بد ما للعبد توسيد يمناه = في حفرة تطوى عليه اللحودي
ما له صديق ينفعه من دناياه = ولا عاد يقدر بالصحايف يزودي
ما غير هاك اليوم تعزاه ونعاه = لا قيل يا الله ترحمه يا معبودي
الله يفكك منه ما أحسن عطاياه = ويكفيك شره لين حالك يعودي
الله يدلك مصحف الدين تقراه = حتى يجيلك يوم تبعث شهودي

منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

هذه الصورة فاز مصممها بجائزة وقدرها مليون دولار في مسابقة : ( فان كوخ للمواهب ) بإيطاليا



حقــاً إنها صورة معبــرة’’ بل وفــي غاية الدقــة والوضــوح فهــل من معتبــر ؟ " ولا يوجـــد كلام أبلغ من هذه الصــورة " !!! منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .