عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 12 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: اللقاء مع الأستاذ المؤرخ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي [ الجزء الأول

كُتب : [ 20 - 05 - 2009 ]

س / مؤرخنا الفاضل كلنا نعتقد إن هناك هجرات من نجد إلى الشرق أو الشام فهل هناك هجرات معاكسة إلى نجد ؟

ج/ إعتقادكم في محله ـ فقد كانت هناك هجرات شبه متوالية لقبيلة بني عامر بن صعصعة، وذلك منذ الفتح الإسلامي وما بعده، وكانت من كل الفروع العامرية بدون إستثناء، ولعل الفروع العقيلية كانت أوفر عدداً وذكراً وإنتشاراً ـ فقد ذكر ابن سعيد الأندلسي، أن عددها يفي عدد مضر (1) وبالطبع كانت وجهة تلك الهجرات نحو شرق الجزيرة وشمالها ـ أي ناحية بلاد البحرين ( الأحساء ) وشمالاً إلى العراق والشام، ومن ذلك غرباً نحو مصر وبلاد المغرب العربي، كهجرة الكثير من الفروع الهلالية المعروفة .

ومن الفروع العامرية أيضاً بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعه ـ تلك القبيلة الشهيرة قديماً ـ وكان منهم بني جعفر الذين سادوا هوازن في الجاهلية .. قال محمد بن حبيب : لم تجتمع هوازن في الجاهلية إلا على أربعة نفر من بني جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعه .. وذكرهم : ( خالد بن جعفر بن كلاب ـ بعد قتله زهير بن جذيمة العبسي، يوم " النفروات " وخالد هذا أحد الجرًارون من مضر ـ لا يسمى الرجل جرًاراً حتى يرأس الفاً ـ وقد أسر خالد بن جعفر ـ قيس بن سلمه الكندي، وهو أحد الجرًارون في اليمن ـ يوم ( الحومان )، وخالد أول من كسا الكعبة المشرفة بالديباج في الجاهلية (2) ـ وممن اجتمعت عليهم هوازن من بني جعفر هؤلاء : ( عروة الرحال ) وهو عروة بن عتبه بن جعفر بن كلاب، وربيعة الأحوص ـ قاد بني عامر وأحلافهم يوم " جبله " وهو من أعظم أيام العرب في الجاهلية، وعامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ( أبو براء ـ ملاعب الأسنة ـ وهو ممن اجتمعت عليه هوازن في الجاهلية، وهو فارس قيس وأحد أبطال العرب ـ وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم، وله معه حديث ـ يوم بئر معونة ـ وكانت مساكن بني كلاب عالية نجد فيما يعرف الآن بمنطقة عفيف وما حوله إلى حمى ضريه، وغرباً جنوبياً إلى رنيه وأعالي وادي الدواسر ( عقيق عقيل ). ثم انتشروا في أنحاء الجزيرة العربية، وفي العراق والشام . إلا أن العام 325 هـ (3) شهد هجرة كبيرة لبني كلاب إلى حلب بعد تولي أحمد العباس الكلابي ولاية حلب لأبي بكر الأخشيدي ـ وقد قامت لآل مرداس من قبيلة بني عبد قيس الكلابية (4) إمارة قوية امتدت لتشمل أجزاءاً واسعة من بلاد الشام ..

أما الهجرات المعاكسة لبني عامر بن صعصعه، فليس هناك هجرات معاكسة بالمعنى الحقيقي، ولكن قد تكون بعض الفروع من بوادي بني كلاب بالشام، أو بني زياد من قشير بمنطقة قلعة جعبر ـ أو دوسر ـ تراجعوا في ظروف خاصة لبلادهم من شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الهجري .. وتشير بعض المصادر أن بوادي بني كلاب بعد سقوط إمارتهم في حلب عادوا للجزيرة العربية، بقيادة شيوخهم آل زائده في ذلك العهد ـ وعبر ابن خلدون في وصفه لحال بني عامر بعد سقوط إمارة آل مرداس من بني كلاب بقوله : ( ثم انقرض ملكهم ورجعوا للبادية وورثوا مواطن العرب في كل جهه ) (5). وكانت بعض بادية بني كلاب قد بقي في الجزيرة العربية مثل آل جري، وبني زراره، وقيس (6) ... الخ .

ثم آل زياد القشيريين الشيطيين قوم جعبر القشيري الذي تنسب إليه قلعة جعبر، وكانت تعرف بقلعة " دوسر " وكان جعبر القشيري هذا يقطع الطريق، وجمع في قلعة جعبر أموالاً جليلة كثيرة وقُتل في سنة 463 هـ بحيلة ومكيدة تمت عليه، ويقال أنه عمي قبل أن يموت ـ وصارت القلعة بعده لولده سابق بن جعبر القشيري، فسلك مسلك أبيه في الفساد وقطع الطريق ـ فلما اجتاز السلطان ملك شاه بقلعه جعبر وهو متوجه إلى حلب فأنهى إليه سوء سيرته وما هو عليه من الفساد فقبضه وقتله، ولما تسلم قلعة حلب من سالم بن مالك بن بدران العقيلي ـ عوضه عنها بقلعة جعبر سنة 478هـ .

ويرجح أن القشيريين من بني زياد هؤلاء ـ بعد أن طردوا من قلعة " دوسر " عادوا إلى بلادهم مع من عاد من بادية قيس عيلان ـ ذكرهم الحمداني في القرن السادس الهجري ويعتقد بعض الباحثين أنهم ربما عادوا بمسى " دوسر " معهم لبلادهم .

قال الأستاذ / علي بن حسن العبادي : ( ألا يحتمل أن تكون بطون بني قشير التي كانت تملك قلعة " دوسر" أو جعبر بقرب صفين، قد عادت إلى موطنها الأصلي " الأفلاج " عندما نفاهم السلطان جلال الدين في أوائل القرن السادس الهجري ـ ناقلين معهم أسم " دوسر " القلعة المشار إليها ) أ هـ .

قلت : لعل هذا التعليل هو الأفضل والمنطقي وهو بخلاف كل التعاليل البعيده عن الواقع . وبنو قشير إذا عادوا للأفلاج فهم الذين يملكون به الحصون العظيمة والسيوح النهرية والنخيل التي لا يحصى مقدارها، وهم لأجل ذلك أثرياء بطبعهم ـ فهم من ذو القدم تتمنى القبائل المجاورة والمعادية لهم أسر أحدهم طمعاً في الفداء الجزيل، ولهم في ذلك أخبار وأشعار .. الخ

ــــــــــــــــ

المراجع /

1 - ( المحبر ) ص 249هـ .
2- جاء في كتاب " أخبار مكه للأزرقي " ص 257هـ ـ من رواية الفاكهي ـ قال : أصاب خالد بن جعفر بن كلاب لطيمة في الجاهلية، فيها نمط من ديباج، فأرسل به إلى الكعبة فنيط عليها ـ فهو أول من كسا الكعبة بالديباج في الجاهلية .
3 - " زبدة الطلب في تاريخ حلب " ج 1 ص 103 لابن العديم ـ كمال الدين العقيلي العامري ( 588 ـ 660هـ) ـ .
4 - " هم بن مرداس بن إدريس بن نصر بن حميد بن شداد بن عبدقيس بن ربيعة بن عبدالله بن أبي بكر بن كلاب . انظر ابن العديم ـ المصدر السابق ـ ج 1 ص 544 ـ وعند ابن خلدون أن بني مرداس من بني عمرو بن كلاب ـ ولكن ابن العديم أقدم من ابن خلدون ووثيق الصله بحلب، وأبناء عمومته من بني كلاب ـ .
5- تاريخ " ابن خلدون " ص 1560، وأيمن النفجان ـ ( من أخبار البادية في نجد من 500 هـ ـ 800هـ ) ص 53
6- " بغية الطلب في تاريخ حلب " ج 1 ص 546، لأبن العديم العقيلي .



رد مع اقتباس