عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الشريف الشنبري
عضو فعال
رقم العضوية : 27527
تاريخ التسجيل : 08 - 06 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 274 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الشريف الشنبري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
السيرة النبوية العطرة

كُتب : [ 05 - 12 - 2008 ]

في هذه الأيام نعيش أجواء روحانية عظيمة وكلا منا يسعى لجمع الأجور إبتغاء لمرضات الله سبحانه وتعالى
من الأعمال الصالحة تدارس سيرة المصطفى صلوات ربي عليه وسلم تسليما كثيرا من سيره (ص)..
ومن الخصائص التي أعطاها الله تعالي لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم : أنه أعطاه جوامع الكلم. أي: أعطاه من العلم النافع. ومن العقل الراجح. ومن الفكر الثاقب. ما يجعله يؤدي المعني الكثير من الألفاظ القليلة.
ولقد عبر النبي صلي الله عليه وسلم عن جانب من نعم الله تعالي فقال: وأوتيت جوامع الكلم. فكان صلي الله عليه وسلم أصدق الناس حديثا. وأجمعهم لما يهديهم إلي الصراط المستقيم.
والمتأمل في خطبة حجة الوداع التي ألقاها النبي صلي الله عليه وسلم علي أصحابه. والتي جمعت أصول الإيمان. وأركان الإسلام. وأسس مكارم الأخلاق. ودعائم النهوض بالأمم إلي السعادة والإخاء والرخاء. ونشر الأمان والاطمئنان فيما بينهم. وتعريف الإنسان سواء كان ذكرا أم أنثي بما يجب عليه نحو خالقه ونحو نفسه ونحو غيره. وبما له من حقوق أكرمه الله تعالي بها.
لقد كان مما قاله صلي الله عليه وسلم في هذه الخطبة الجامعة لكل خير وحكمة: "أيها الناس. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم. حرام عليكم. إلي أن تلقوا ربكم. كحزمة يومكم هذا. في شهركم هذا". في بلدكم هذا. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلي من ائتمن عليها: ألا هل بلغت اللهم فأشهد.
وفي هذه الجملة الحكيمة نري أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد حرم علي الإنسان أن يعتدي علي دم غيره أو علي ماله أو علي عرضه. وهذا التحريم ليس مؤقتا بوقت معين. وإنما هو دائم وباق إلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها.
ومن الأحاديث الشريفة التي أكدت هذه الحقائق. قوله صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأعراضهم. والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه".
وقوله صلي الله عليه وسلم : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ومن يسرعلي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. كل المسلم علي المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
ثم يأمر صلي الله عليه وسلم أتباعه بأن يعتنقوا الأمانة. وأن يجتنبوا الخيانة. لأن أداء الأمانة دليل علي صدق الإيمان. وعلي طهارة الوجدان. وعلي حسن المراقبة لله الواحد القهار.
وصدق الله إذ يقول: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" "سورة النساء: آية 58"
وفي الحديث الشريف: "أد الأمانة إلي من ائتمنك ولا تخن من خانك".
وفي التحذير من وسوسة الشيطان نراه صلي الله عليه وسلم يقول في خطبة الوداع: "أيها الناس. إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه. ولكنه رضي أن يطاع فيما سوي ذلك مما تحقرون من أعمالكم".
وفي هذه الكلمات البليغة الحكيمة. يبين لنا صلي الله عليه وسلم أن الشيطان قد أيقن أن كل مسلم لا يعبد سوي خالقه عز وجل. ولكن هذا الشيطان قد أيقن أيضا أنه قادر علي أن يزين القبائح لبعض الناس فيتبعوه. وأن يوسوس لهم بالشرور والآثام فيسيروا خلقه. ولذا حذرنا القرآن في عشرات الآيات من اتباع الشيطان. ومن ذلك قوله تعالي: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير" "سورة فاطر: آية 6"
ومن التوجيهات الحكيمة التي اشتملت عليها هذه الخطبة الحكيمة قوله صلي الله عليه وسلم : "أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا. وإن لكم عليهن حقا. لنسائكم عليكم حقا. أن تعاشروهن بالمعروف. ولكم عليهن حقا. ألا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم. فاستوصوا بالنساء خيرا. ألا قد بلغت اللهم فاشهد".
وفي هذه الكلمات الحكيمة تتجلي سماحة الإسلام وعدله في الأحكام بالنسبة للرجال والنساء. فالنساء شقائق الرجال. وهناك مساواة بين الرجال والنساء في أصل الخلقة. وفي التكاليف الشرعية. وفي الكرامة الإنسانية. وفي طلب العلم النافع. وفي طلب العمل الشريف الذي أحله الله تعالي للجنسين.
ولكن هذا لا يمنع أن لكل واحد من الجنسين خصائص قد اختصه الله تعالي بها. كما قال سبحانه "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا. وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله..".
إن الرجل إذا أدي ما يجب عليه نحو المرأة. والمرأة إذا أدت ما يجب عليها نحو الرجل. سعد المجتمع وتحقق فيه كل ما يصبو إليه الرجال والنساء من سعادة وهناء.
وعن حقوق الأخوة الإنسانية نري الرسول صلي الله عليه وسلم يوضحها أكمل توضيح. وبينها أحكم بيان فيقول: "أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة. ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه: ألا هل بلغت اللهم فاشهد".
ويقول: "فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أبدا. كتاب الله وسنتي. ألا هل بلغت اللهم فاشهد".
وفي هذه التوجيهات الحكيمة. تأكيد للأخوة الإنسانية التي تصون عرض الإنسان. وتصون أمواله. وتصون حياته. وتجعله يعيش حياته في أمان واطمئنان. وتجعل المجتمع الإنساني ينتقل من سعادة إلي سعادة. ومن رخاء إلي رخاء. ومن رقي إلي رقي في كل مجال من مجالات الحياة.
ختم النبي صلي الله عليه وسلم خطبة الوداع التي كانت قبل وفاته صلي الله عليه وسلم ببضعة أشهر. بهذا التوجيه السديد. وبهذه الوصايا السامية حيث قال: "أيها الناس: إن ربكم واحد. وإن أباكم واحد. كلكم لآدم. وآدم من تراب. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوي. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ألا قد بلغت اللهم فاشهد فليبلغ الشاهد منكم الغائب" وهكذا نري أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد جمع في هذه الخطبة البليغة أسس العقائد السليمة. وأسس الأخلاق الكريمة. وأسس الفضائل القويمة.
ومتي نفذ المسلمون هذه الوصايا الحكيمة. فتح الله تعالي عليهم بركات من السماء والأرض. وأحياهم الحياة الطيبة. فهو سبحانه القائل: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن. فلنحيينه حياة طيبة.
لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم


رد مع اقتباس