منتديات سبيع الغلباء - القلب والحزن

[size=7][color=#8B0000]
القلب والحزن
:11ight::11ight::(107)::xyxwave::(107)::xyxwave::11ight:
.. بعض الحزن الجميل!

لست أدري لماذا توقفنا ''هناك'' ولم نعد نناقش وردة بلمسة أو نحكّ جرحًا قديماً بقهقهة مقهورة. لماذا لم نعد نناقش جملة سقطت من خيال فأنبتت غابة أفكار. لا أدري يا صاحب الألم الخجول والفرح المحدد بسقف طين. لا أدري. هل يهم أن ندري؟ لا اعتقد. المهم أن نروي عطشاً في الروح لا يرتوي.
ولنرتوي، نُطِلّ على أول النهار، يفوح عطر نهر بعيد.. بعيد ينبع ويصب في بحيرة بالمخيلة. تشرب منها خيول غير مُسْرجة، تاهت في الظل. والظل مهما لوَّنتَهُ يبقى ظلاً.
بعض الحزن جميل. يضفي عليك نبلاً. فأنت لا تضمر الكراهية لأحد ولا تخشى أن يمسسك تراب قبر متحرك، وما أكثرها، ما أبشعها في عالمنا. ولا يغرّنَّك أنك لست من هذا الزمان ولا الزمان لك. فالأموات ينتصرون على الأحياء أحياناً.
وعندما يكون الإنسان عاجزاً عن احتواء ذاته فمن الصعب أن يكون حضناً لآخر.. يكون قبراً!
يقولون إن الخطأ يبدأ عندما يبدأ تشريح العواطف وإرجاعها إلى مكوناتها الأساسية وهنا.. تصطدم بالمتناقضات الخانقة:
العطاء المستغل، الضوء الداكن، الجمال البشع، الحنظل اللذيذ. وتقول: أكرهك بحب. عندها تجد أن ناراً وجليداً يسريان فيك. تصل ولا تصل. وتظل ممدداً على قضبان متوازية لا تدري متى يَفْرِمُك القطار عندما.. يصل.
عندما يصل الإنسان إلى نقطة ما تصبح عندها رحلة العودة أطول مما تبقى يجب عليه أن يستمر. وألا يقف مشدوداً إلى ذكريات هي محض ظِلال لما كان. مشدوها بالبحث عنه لا يدري أين هو الآن الذي كان هو.
قد يشعر بما يعتقد أنه الثقة بالنفس، لكنها في الحقيقة ليست الثقة بل تبلُّد الراضين عمّا يعتقدون انه الشمس فيما داخلهم وحولهم تنطفئ النهارات، إنه شعور مخاتِل للعناد الرابض فوق صخرة من وهْم. وعندما لا يراك أحد، ولا تراك، عندما تغمض عينيك وفمك وتحضن كبرياءك يظل قلبك مفتوحاً على الحقيقة.
القلب وحده لا ينام. وتصبح لكأنك الوقت توقف فيما الزمن يمضي. القلب أول من يشعر بأن الريح ستغير اتجاهها، لذلك هو أول ضحايا العاصفة، ولأنه قلبك الذي يحبك فإنه يخفق أولاً ثم يصمد.. ثم يجمد!

[/color][/size]